مذكرات مغتصبة باكستانية على الأنترنت

24-09-2006

مذكرات مغتصبة باكستانية على الأنترنت

احتلت مختار ماي ضحية الاغتصاب الباكستانية الاضواء العالمية بسبب حملتها سعيا وراء العدالة لها وللنساء في باكستان.

وتكتب ماي مدوناتها لموقع بي بي سي باللغة الأردية . فيما يلي أول المدونات في سلسلة منها:

1 يوليو / تموز 2006

عدت إلى قريتي مروالا بعد رحلة على بولندا، وصعقت حين سمعت ما حدث في قرية وادوالا المجاورة.

تم استغلال فتاة تبلغ من العمر تسعة أعوام، تدعى نسيم بيبي. أكثر من ذلك، وعد بتسليم فتاة أخرى لانهاء الخلافات الناجمة عن الحادثة.

صعقت حين علمت بالأمر.

شعرت بالخيبة المريرة والقلق. كم من الوقت ستستمر هذه الأمور؟

لكنني عدت و فكرت أنه يجب أن ينتهي قمع النساء. بدل أن أصاب باليأس، علي أن أتابع الكفاح.

سوف أكافح طالما أنني على قيد الحياة. ثمة شرور عمرها مئات السنين، ومغروسة بعمق، ولن يكون من السهل تخليص المجتمع منها.

قد يحالفني الحظ واشهد تغيرات ايجابية، لكن الأمور كلها لن تتغير خلال حياتي.

لا شك لدي بأن الأطفال في مدرستي سوف يتابعون الكفاح بعد أن أموت.

(مختار ماي اسست مدرسة للفتيات في بلدتها جنوبي بنجاب، مستخدمة أموال التعويض التي حصلت عليها خلال المحاكمة المتعلقة باغتصابها.)

3 تموز / يوليو 2006

في الساعة السابعة والنصف صباحا سمعت صوت بكاء في المنزل. خرجت من غرفتي ورأيت امرأتين.

أدخلتهما. كانتا تحملان صورة لولد بدا كأنه في الـ16 أو الـ17 من عمره. قالتا لي إن مجموعة رجال يؤيدون مالك أرض معين قد قتلوه.

وقد هاجم الرجال قرية صغيرة بالأسلحة، وانهالوا بالضرب على الرجال والنساء، فاصيب تسعة نساء و12 رجلا بجروح وقتل الولد.

سبب معاناة هؤلاء المدنيين هي أن القرية صوتت ضد المالك في الانتخابات المحلية.

وقيل إن مسؤولي الشرطة المحليين كانوا يتناولون العشاء في منزل المالك حين وقع كل هذا.

وقالت المرأتان إن الشرطة وصلت فقد بعد ان غادر المهاجمون.

أتساءل كم من الوقت سوف يستمر فيه هؤلاء المالكون وزعماء القبائل بترويع وقتل الفقراء. كم من الوقت سوف نسمع أخبار المجالس القروية والتقاليد التي تؤيد قمع الضعفاء والفقراء؟

هؤلاء يدمرون بالكامل نسيج بلادنا.

6 تموز / يوليو

طرق أحدهم بابي. دخلت امرأتان مع فتاة تبلغ من العمر ثمانية أعوام. بدت خائفة ومرتبكة.

عادة حين يزورني أحد يقال لي من هم ويسجل اسمهم لدى مركز الشرطة المحلي.

لكن في هذه الحالة أتوا إلي مباشرة.

كنت أعرف واحدة منهما. أما الأخرى فقالت لي إن الفتاة هي ابنتها وإنها تعرضت للاغتصاب.

وبحسب أم الفتاة، فقد كانت تتعلم القرآن في منزل جار لها.

وقبل ايام أرسلها استاذها إلى معمل الصابون المحلي لشراء بعض الأشياء، لكنها تعرضت لهجوم واغتصاب.

صعقت مرة أخرى. ذكرتني الفتاة بما مررت به أنا حين حدث الشيء نفسه لي.

كل مرة اسمع بشيء كهذا، كأنني أعيش كل ذكرياتي الأليمة مجددا. متى سينتهي هذا؟

15 تموز / يوليو

جاءني السيد ولسون من واشنطن ليرى العمل الذي تقوم به مؤسستنا ولتدريب الموظفين.

كان مهتما بلقاء ناس من قرى أخرى، لذا أخذته إلى قرية تدعى باستي موشيوالي، وهي تقع بالقرب من قرية عليبور.

أحاط بنا حشد، فقلنا للقرويين إننا أتينا للقاء رجل يدعى رمزان. قال رجل من الحشد إنه رمزان.

أخذنا إلى منزل شامشاد بيبي. حتى وفقا لمعايير القرية فإن البيت الذي دخلناه فقيرا.

وكانت شامشاد بيبي قد تعرضت حسب ما سمعنا للاغتصاب الجماعي خلال زيارة لها لبلدة المزار الشهير أوش شريف.

وبعد الاغتصاب تم رميها في بئر.

أعلنت الشرطة أن ما جرى حالة من الجنس الطوعي، لكن منظمات حقوق الانسان أصرت على أنها حالة اغتصاب.

حتى تقرير الخبير الطبي أكد أن اغتصابا حدث، لكن الشرطة رفضت أن تقوم بأي تحقيق إضافي.

شمشاد هي الآن مقعدة بعد أن انكسر عمودها الفقري حين ألقيت في البئر.

يقول الأطباء إن لا أمل في أي علاج لها.

حين رأتني، أخذت في البكاء، وقالت: "أختي أرجوك أعطني بعض السم، لا أريد أن أعيش بعد اليوم."

وسألت: "...ليس لدي المال لشراء الدواء لنفسي في حين أن الذين اغتصبوني هم أحرار ويبدو أن لا أحد يمكنه ردعهم."

وعدانا بأن نقوم بكل ما يمكننا كي نساعدها.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...