زيارة نائب أوباما لموسكو ومستقبل الصراع على الشرق الأوسط

10-03-2011

زيارة نائب أوباما لموسكو ومستقبل الصراع على الشرق الأوسط

الجمل: تحدثت التقارير الإخبارية الجارية عن وصول نائب الرئيس الأمريكي السيناتور جو بايدن إلى العاصمة الروسية موسكو، وعلى خلفية التطورات الإقليمية والدولية الجارية  يبدو واضحاً أن هذه الزيارة تحمل في طياتها الكثير من الدلالات لجهة إدارة ملفات الأوضاع الإقليمية والدولية: فما هي طبيعة زيارة السيناتور بايدن لموسكو؟ وما هو شكل السيناريو الجديد المحتمل في علاقات دبلوماسية خط واشنطن-موسكو: التعاون أم الصراع؟
* جدول أعمال نائب الرئيس الأمريكي لموسكو: توصيف المعلومات الجارية
تقول المعلومات بأن السيناتور جو بايدن الذي يتولى منصب نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما. قد وصل يوم الثلاثاء إلى العاصمة الروسية موسكو، وذلك في زيارة هامة لجهة التفاهم مع الكرملين حول العديد من الملفات الإقليمية والدولية إضافة إلى القضايا الثنائية الخاصة بعلاقات خط واشنطن-موسكو الثنائية، وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الواردة في جدول أعمال زيارة السيناتور بايدن لموسكو على النحو الآتي:
• فترة الزيارة: سوف تستمر لمدة يومين.
• فعاليات الزيارة: عقد اللقاءات مع الرئيس الروسي ميدفيديف ورئيس الوزراء الروسي الزعيم فلاديمير بوتين، وبعض كبار المسئولين الروس إضافة إلى عقد لقاء مع رجال الأعمال الروس.
• أجندة الزيارة: سوف تركز على مناقشة: ملفات الروابط الثنائية الأمريكي-الروسية وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة باتفاقية ستارت الجديدة، وملفات شبكة الدفاع الصاروخي، إضافة إلى ملف انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، إضافة إلى الوضع في ليبيا وبقية مناطق الشرق الأوسط.
هذا، وتقول المعلومات والتقارير بأن زيارة السيناتور جو بايدن للعاصمة الروسية موسكو تأتي ضمن جولة دبلوماسية أمريكية يزور خلالها بايدن مولدافيا . هذا، وتجدر الإشارة إلى أن السيناتور جو بايدن قد قام قبل وصوله إلى موسكو بزيارة لجهمورية فنلندة الاسكندنافية المجاورة لروسيا من الناحية الشمالية الغربية.
* الأبعاد غير المعلنة في زيارة السيناتور بايدن لروسيا
جاءت زيارة السيناتور بايدن للعاصمة الروسية موسكو ضمن توقيت تزامن مع العديد من التطورات الجارية، وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الآتية الحرجة التي شكلت زيارة بايدن لموسكو على النحو الآتي:
• تصاعدت حدة الصراع السياسي الليبي-الليبي المصحوب بنوايا واشنطن لجهة استثمار الأوضاع كمبرر للقيام بعملية غزو واحتلال ليبيا، وحالياً برزت العديد من المخاوف الأمريكية إزاء قيام موسكو بالاعتراض على التحركات الأمريكية سواء في مجلس الأمن الدولي أو عن طريق أصدقاء موسكو الأوروبيين، وتحديداً ألمانيا وإيطاليا داخل الاتحاد الأوروبي إضافة إلى تركيا.
• تصاعد حدة الصراع السياسي الخليجي-الخليجي بما أصبح يهدد استقرار حلفاء أمريكا الخليجيين وعلى وجه الخصوص في: السعودية، البحرين، سلطنة عمان إضافة إلى اليمن، وهو تهديد مصحوب بمخاوف واشنطن من قيام موسكو باستثمار النوايا الأمريكي إزاء ليبيا لجهة بقاء نوايا روسية-صينية وربما أوروبية لجهة بناء إجماع في مجلس الأمن الدولي وا لاتحاد الأوروبي من أجل توحيد الموقف الدولي على أساس اعتبارات المعاملة بالمثل لكل الملفات دون إعطاء أي مزايا تفضيلية لا للنظام الليبي ولا للأنظمة الخليجية، وبالتالي إذا كانت واشنطن تسعى لاستغلال مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الأوروبي من أجل استهداف نظام الزعيم الليبي معمر القذافي باعتباره يقوم بانتهاك حقوق الإنسان واستخدام القوة المفرطة ضد السكان المدنيين، فإن نفس الشيء يجب أن يتم تطبيقه على الأنظمة الخليجية التي ثبت أنها قامت بذلك، وهو ما لا تريده واشنطن.
هذا، وتقول التسريبات بأن زيارة نائب الرئيس الأمريكي السيناتور جو بايدن، قد تم ترتيب جدول أعمالها على أساس اعتبارات توظيف إستراتيجية العصا والجزرة في مواجهة موسكو ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:
• أولاً: جانب "الجزرة"
- التلويح لموسكو بقيام واشنطن بدعم روسيا في منظمة التجارة العالمية، بما يتيح للاقتصاد الروسي الحصول على المزيد من المزايا التفضيلية في مجال التجارة، وتدفقات رأس المال المباشرة وغير المباشرة إضافة إلى تحقيق المزيد من الانفتاح على اقتصاديات الاتحاد الأوروبي.
- التلويح لموسكو بقيام واشنطن بالالتزام الكامل بإنفاذ بنود اتفاقية ستارت الجديدة المتعلقة بخفض معدلات التسلح، والتي أصبحت أكثر اهتماماً بخفض معدلات التسلح النووي والإستراتيجي والتي سوف لن تؤدي سوى إلى رفع معدلات الإنفاق العسكري والدفاعي المرهقة في هذا الوقت للاقتصاد الروسي.
• ثانياً: جانب "العصا"
- التلويح لموسكو من خلال زيارة بايدن لفنلندا ومولدافيا بأن واشنطن قادرة على توسيع روابطها مع جيران روسيا، بما يتيح لواشنطن توسيع نطاق نشر بطاريات شبكة الدفاع الصاروخي إضافة إلى المضي قدماً مع حلفائها الأوروبيين في تمديد نطاق حلف الناتو شرقاً وصولاً إلى الحدود الروسية الغربية مع القارة الأوروبية.
- التلويح لموسكو بأن علاقات روسيا مع أصدقائها الأوروبيين سوف لن تمضي قدماً وحسب، وإنما سوف تتدهور إذا سعت واشنطن لجهة الضغط على ألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي عبر نافذة علاقات عبر الأطلنطي من أجل الإضرار بالمصالح الحيوية الروسية في أوروبا والتي من أبرز مشروعاتها: تمديد خطوط أنابيب نقل النفط والغاز الروسي إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.
- التلويح لموسكو بأن الأقاليم الحليفة لروسيا في مناطق القوقاز سوف لن تكون بمأمن، فزيارة السيناتور بايدن لمولدافيا هدفت إلى التفاهم مع السلطات الروسية حول أوضاع إقلم ترنس ويستريا الذي تغطيه أغلبية روسية، ويسعى للانفصال عن مولدافيا والانضمام لروسيا.
- التلويح لموسكو بأن إقليم القوقاز الشمالي (الشيشان، داغستان، أنفوشيا، كاربادينو بلغاريا) سوف تشهد المزيد من تصاعد العنف، وذلك لأن واشنطن قادرة على جعل حلفائها الخليجيين يقومون بتقديم المزيد من الدعم للحركات الإسلامية السنية الناشطة في مناطق القوقاز الشمالي ضد روسيا.
هذا، و أشارت التسريبات إلى أن واشنطن قد قامت بعملية تمهيد للمسرح الدبلوماسي الروسي، فقد سبقت زياة بايدن زيارة قام بها الدبلوماسي الأمريكي الرفيع المستوى ويليام بيرنس الذي يتولى منصب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي هيلاري كلينتون والذي حمل رسالة –لم يكشف محتواها- من الرئيس الأمريكي أوباما للرئيس الروسي ميدفيديف، إضافة لذلك، فقد سبقت الزيارة المزيد من التصريحات التي أطلقها كبار المسئولين الأمريكيين والتي تضمنت المزيد من التلميحات بتفاؤل زيارة بايدن لموسكو، وأكدت التسريبات بأن زيارة الرئيس أوباما لموسكو برفقة وفد أمريكي رفيع المستوى سوف تتوقف حصراً على مدى تعاون الكرملين مع أجندة السيناتور بايدن التي سوف يطرحها خلال زيارته لموسكو، فهل يا ترى سوف توافق موسكو وتبلغ "الطعم" الأمريكي؟ أم أنها سوف تفلت هذه المرة من شراك السيناتور بايدن؟

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...