تاريخ التلوث البحري

17-09-2006

تاريخ التلوث البحري

أحد الملوثات الاكثر خطورة على البيئة هو النفط . الاستخراج ،الحفظ، المعالجة، النقل ،التوزيع والاستهلاك لكميات هائلة من النفط والمشتقات النفطية حتماً يؤدي الى تلوث المحيط العالمي من مصادر متنوعة من الممكن ان يكون التسرب عرضياً بنتيجة التصادم ، كوارث ناقلات النفط، الاستعمال غير الصحيح للتجهيزات او تعطلها، وتشكل التسربات النفطية والنفايات الكيميائية اهم مصادر تلوث المحيط العالمي، حيث تساهم حركة السفن بنحو 10٪ من مجمل تلوثه ويعود الفضل في ذلك الى بعض الاتفاقيات الدولية التي تنظم النقل البحري ويأتي معظم التلوث البحري70-75٪ من مصادر برية(مصادر ارضية) حيث تشكل انشطة مثل القاء زيوت المحركات المستعملة في شبكات التصريف التي تصب في المياه الساحلية نحو 60٪ من التلوث النفطي في المحيطات، عدا التسرب النفطي، وهناك مصدر آخر للتلوث وهو الصب العمدي. تلوث البيئة البحرية نتيجة الصب العمدي يمكن مراقبته لحد ما وتداركه، لكن التلوثات العرضية من الصعب ان تستدرك ومن المثبت ان الاسباب الهامة جداً لوصول النفط الى البحر هي اولاً نقله بالطرق البحرية وثانياً الاستخراج في منطقة الجرف القاري.
 يسقط كثير من النفط والمشتقات النفطية في المحيط خاصة عند غسل خزانات ناقلات النفط بالعودة الى ميناء التحميل( الشحن) تشحن ناقلات النفط من اجل الثبات بماء حفط التوازن( ماء الصابورة) الذي قبل اهتزاز المشتقات النفطية يطرح الى البيئة البحرية قبل تحميل ناقلات النفط عادة مايقومون بغسل الخزانات الذي بنتيجته يصل النفط الى الماء.
 تلوث البحار يجري ايضاً عند ضخ ماء الصابورة وماء العنابر خلف سطح سفن البضائع الجافة التي تعمل على الوقود السائل تم طرح مياه: الغسيل، الصابورة والعنابر منذ زمن قريب تماماً بلا عقاب.
 لكن إلقاء مياه حفظ توازن السفن( مياه الصابورة) يسبب مشكلة تلوث خطيرة حيث تحتوي هذه المياه على انواع من الفيروسات والجراثيم وبعض الكائنات الحية الاخرى الدخيلة وعلى سبيل المثال لا الحصر يتم تفريغ 80 مليون طن من مياه الصابورة سنوياً في مياه الولايات المتحدة الامريكية وقد عثر في خليج سان فرانسيسكو على 212 نوعاً دخيلاً ويقدر ان نوعاً جديداً يدخل المنطقة كل 12 اسبوعاً ومن هذه الانواع السرطان الاخضر الاوروبي الذي يلتصق بالمحار.
وقد ادخل اولاً الى الساحل الشرقي في القرن التاسع عشر وها قد انتقل الان الى الساحل الغربي في مياه الصابورة.
 ويتسرب سنوياً نحو 2ر1 مليون برميل من النفط الى الخليج العربي.
 ينتشر في الصحف غالباً لحد ما انباء عن كوارث مختلفة جرت مع ناقلات النفط ليس نادراً ما تحصل مثل هذه الحوادث في المضائق وعند الوصول الى الميناء، مجموعة كاملة من عمليات صب النفط تتعلق بالعمليات على ارض الموانىء.
تزن كل قطرة من النفط5ر0-8ر0 غرام وتشكل على سطح الماء غشاء على شكل دائرة قطرها حتى 30 سنتميتر يلوث طناً من النفط المطروح 12 كيلو مترمربع من مساحة سطح البحر ويمكن ان يسمم 1000 متر مكعب من الماء.
 أثبت كثير من العلماء بدراساتهم وملاحظاتهم ان مشتقات النفط تبدي تأثيراً مهلكاً على الحياة في البحار يؤدي التأثير السام للنفط الى موت العوالق النباتية والعوالق الحيوانية.
 يبدي التلوث النفطي تأثيراً اكبر على فلورا(نباتات) وفاونا( حيوانات) المياه الساحلية التي يتراكم فيها النفط بنتيجة عمليات المد والتموج في هذه الظروف تتلف الحيوانات ذات الدرع وذات القوقعة ويتباطأ نمو الطحالب البحرية وتصبح غير صالحة للغذاء.
تدفق النفط الذي يتكرر غالباً حتى في تراكيز صغيرة يخفض عدد انواع الحيوانات والنباتات وفي بعض الحالات يقضي على كل الاحياء المائية اثبت تجريبياً ان وجود النفط في المياه البحرية يؤثر على نظام الاوكسجين حيث ينخفض محتوى الاوكسجين المنحل، بشكل اكبر كلما كان تركيز النفط اعلى.
أما بالنسبة للتلوث النفطي في البحار العربية فيمكن ذكر مايلي: يتسرب الى البحر المتوسط سنوياً 650 الف طن من النفط الخام  كما ان 70٪ من المياه ذات المصادر البرية التي تصب فيه غير خاضعة للمعالجة. لكن البحر المتوسط رغم صغره بالنسبة الى المساحة المائية العالمية 0ر7٪ فانه يمخر عبابه 20٪ من ناقلات النفط في العالم ويستقبل 17٪ من التلوث النفطي البحري العالمي.
أصبحت البيئة العربية معرضة للملوثات النفطية المتعددة اهمها: مخلفات الحفر والتنقيب واستخراج النفط من الحقول البحرية وشحنه في موانىء التصدير مخلفات مصافي النفط ومصانع البتروكيميائيات الساحلية ،حوادث التسرب من السفن التجارية وناقلات النفط ،التسربات النفطية نتيجة انفجارات آبار بحرية او تدمير خطوط انابيب او منشآت خلال الحروب التي وقعت في المنطقة. مثل الحرب العراقية الايرانية في شباط(1983) التي ادت الى تسرب كميات كبيرة من النفط الى مياه الخليج بلغت في اقصى حد لها 12000 برميل يومياً ولمدة عام وايضاً الغزو العراقي للكويت في اوائل عام 1991 الذي ادى الى تدمير حقول النفط واشتعال النيران في الحقول الكويتية وهذا بدوره ادى الى تسرب النفط الخام بكميات كبيرة من ميناء الاحمدي والبكر شمال الخليج العربي وتعد هذه الحادثة من اعظم الكوارث البيئية في التاريخ الحديث  فقد ادت الى تسرب ما بين 8 الى 10 ملايين برميل من النفط الخام الى البيئة البحرية.
وتشير الدراسات الى ان الاضرار التي لحقت بالحياة الفطرية في الخليج العربي كبيرة فقد نفقت اعداد لاتحصى من الطيور والاسماك والاحياء البحرية الاخرى نتيجة التسرب النفطي الناتج عن حرب الخليج كما تعرضت مواطن الشعاب المرجانية والاعشاب البحرية والطحالب والعوالق الحيوانية1993 Al-yamni and al,1993  Al-Aidaroos,1993   orice and al لأضرار بالغة من جراء التلوث.
 ينزل خسارة كبيرة في البحار طرح النفايات المعدنية، استخدام ترسبات الرصاص في الوقود السائل، استخدام الاسمدة المعدنية، المبيدات الحيوانية ، المنظفات، طرح النفايات الذرية، تعدين الاحفوريات النافعة.
 يستعمل كل يوم في العالم نحو 100 الف مادة كيميائية من صنع الانسان، يصل اكثر من 80٪ منها الى البحار والمحيطات و70٪ من النفايات التي تصب في المحيط الهادي لاتلقى اية معالجة ،وتصل كميات كبيرة من المبيدات الزراعية والملوثات الصناعية الى مجاري المياه التي تصب في البحر الكاريبي مما يؤدي الى تلوث المياه بالفوسفور والنترات والسموم الكيميائية، تتلوث الانهار والمناطق الساحلية وشبكة السلاسل الغذائية بالاسمدة الاتية من نصف بلدان غرب آسيا. تحمل الانهار آلاف المواد الكيميائي الى البحر. يؤدي تصريف المياه الآتية من اليابسة(من المصادر البرية) والغنية بالمغذيات الناتجة عن بقايا الاسمدة( الفسفور، الازوت، الحديد الى زيادة كميتها في المياه الساحلية، وهذا بدوره ما يؤدي الى تكاثر الطحالب بشدة وازديادها بكميات هائلة ومن ثم موتها وتحللها(تفككها)، مما يؤدي بالنتيجة الى نقص تركيز غاز الاوكسجين المنحل في الماء، وبالتالي موت الاسماك والكائنات البحرية الاخرى.

د. كمال الحنون

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...