صبايا وحلاقون يرمون شباكهم لجنود اليونيفيل

13-09-2006

صبايا وحلاقون يرمون شباكهم لجنود اليونيفيل

يدخل أحد الجنود الفرنسيين إلى متجر حلويات عند مدخل السوق التجاري في صور ليطلب «شاورما». تحاول الصبيّة بفرنسيّتها المكسّرة أن توضح له أن الشاورما تتواجد في المطاعم وليس في محال الحلويات. لكنّّ الفرنسي يشير إلى قطعة «البورما». تقدمها له على سبيل الضيافة المعتمدة في هذه المحال، يذوق مختلف أنواع الحلويات، ويعلّق: «إن الحلويات هي الأمر الذي يحسن اللبنانيون فعله»، فتسأله: «فقط الحلويات؟»، يصحّح خطأه بالقول: «كل شيء جميل في اللبنانيين» ويضيف: «اللبنانيات أيضاً». خرج الجنديّ من المحل لتتبادل الصبية الابتسامات مع صديقتها، على أمل أن يتحقّق ما في بالهما ويعود هذا الجندي. يدور نقاش دائم جنوباً عن القوات الدولية، وعن دورها، وعن عديدها، والدول المشاركة، ولمصلحة من تعمل: لبنان أم إسرائيل؟ هناك من يجد أن في يدها مفاتيح حل الوضع في الجنوب، وآخرون يرون أنها مصدر أزمة جديدة. هؤلاء جميعاً يحاولون أن يقرأوا هذا الإنتشار ضمن إطاره السياسي. أما الصبايا فلهنّ رأي آخر في إقامة خمسة عشر ألف عسكري من قوات “اليونيفيل” بقربهن. يتمنّين أن يكونوا «كلّهم فرنسيين أو إيطاليين، ولا مشكلة إذا كانوا إسبانيين». أمّا الباكستانيون والصينيون والأندونيسيون... وغيرهم من الآسيويين فإنهم جنود غير مرغوب بهم بين الصبايا لأنهم ببساطة «عرسان مش حرزانين». تتجمّع صبايا في المحال التجارية التي يقصدها “السيّاح الجدد” في مدينة صور، عند «البوابة» وفي السوق التجارية... وقد باعت إحداهنّ أربع أساور ذهب من أحد الجنود الفرنسيين، وتبيّن لها أن ذوقه جميل، «ولا بدّ أن يقع في فخّي أحد الجنود». تؤكد الأمر بكلامها، وبنظراتها المركّزة على “جيب” للقوات الدولية آت صوب محلّها... لكن ركّابه غانيون، للأسف! لا ترى فاطمة أن رمي صنّارتها باتجاه الجنود أمر شائن، أو مخالف لدينها، تقول: «انظر إلى الشباب اللبناني يسافر إلى كل مكان، ولا يعود إلا مع عروس أجنبية، فما الخطأ بعودة الأجنبي بعروس لبنانية». وتذكر بأن الإحصاءات تشير إلى ارتفاع عدد الإناث المقيمات بالنسبة إلى الذكور المقيمين في لبنان. تتخذ صبايا صور من تجارب سابقة مثالاً لهن. فقبل عام 2000، وخلال 22 عاماً من وجود القوات الدولية في الجنوب، عقدت مئات اللبنانيات قرانهن على «العسكر الدولي» ولا سيما أبناء الدول الإسكندينافية. وقد زاد عدد العانسات في الفترة الأخيرة، لأسباب متعددة أبرزها: تعدد الزوجات لم يعد أمراً مرحباً به، ولأن الواقع الاقتصادي السيئ يثقل على الشباب الراغبين بالزواج. ولا ننسى بالطبع أن الهجرة الكثيفة من لبنان زادت عدد العازبات فيه، فلجأت كثيرات إلى الأعمال التجارية البسيطة مثل افتتاح محال بيع الثياب أو الأحذية. مع وصول جنود اليونيفل صارت لبعض هذه المحال أهمية مضاعفة. ففيها ستلتقي بعض الفتيات من يعتقدن أنه سيكسّر أبواب القفص الذهبي المغلق في وجوههن. ولذلك صار إتقان لغة أجنبية حاجة ملحة، فتتحسّر إحداهنّ لأنها لم تتعلم اللغتين الفرنسية والإنكليزية. ليست الصبايا وحدهن من يراهنّ على القوات الدولية، فالحلّاقون أيضاً لجأوا إلى رفاق لهم يجيدون اللغات الأجنبية كي يساعدوهم على التواصل مع الجنود الدوليين ليقصد هؤلاء صالوناتهم، فالجنود الأجانب رواتبهم مرتفعة.

ثائر غندور

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...