لماذا يصمت الأزواج؟

10-09-2006

لماذا يصمت الأزواج؟

عندما يصمت الزوج.. ويخيم الصمت على أجواء المنزل، فإن ذلك يدل على ان هناك خللاً ما في الحياة الزوجية، أو حلقة مفقودة بين الزوجين.
إن بيتاً يخيّم عليه الصمت يصبح جحيماً للزوجة وعذاباً للزوج، وإذا كان أحدهما يختار الصمت لسبب أو لآخر.. فإن هذا الاختيار يصبح عادة غير مستحبة، تفرض جو الروتين والرتابة والملل على الحياة الزوجية، مما يجعلها مهددة بالانفكاك ما لم يبادر الزوجان إلى معالجة أسباب الصمت والعلاقة الباردة بينهما.
إن زوجات كثيرات، وخاصة اللواتي مرّ على زواجهن أكثر من عشر سنوات، تشتكين من صمت الزوج... وكثيراً ما نسمع الكلمات نفسها التي ترددها كل زوجة: «زوجي دائماً شارد الذهن.. يفكر بصمت، ولا يشعر بوجودي»، أو «أعيش على هامش من حياة زوجي، أو ان جريدته أصبحت هي صديقته أو انها ستار يحتمي بها مني.. دائماً يقرأ ولا يتكلم، وينام ولا يبالي بي أبداً».
وتقول إحدى الزوجات: لم يحصل بيننا حوار أبداً طوال مدة طويلة، بل ونسيت اللهجة التي يتكلم بها زوجي معي.
ويؤكد علماء النفس، بأن هناك /13/ سبباً تجعل الزوج يحيط نفسه بجدار من الصمت، ومن هذه الأسباب، هو ان يحل الصمت بين شركين تزوجا وهما يعلمان انهما لا يتفقان في نواح كثيرة، وبالتالي ليس لديهما ما يقوله الواحد للآخر.
يحل الصمت بين زوجين اهتما بالأشياء نفسها في بدء حياتهما الزوجية، ثم سار كل منهما في طريق، أي تطورأحدهما ثقافياً وعاطفياً، بينما ظل الطرف الآخر كما هو على حاله، فبدلاً من ان يكون الحب شريكاً ثالثاً بينهما يحل الصمت مكانه.
وعندما يبذل الزوج كل طاقاته الذهنية والعاطفية في العمل نهاراً، وبعض الأزواج ينشغلون أيضاً بأعمالهم مساء، وفي هذه الحالة يفكر الزوج بالصمت بدلاً من الكلام خوفاً من ان يثقل على زوجته بأعبائه التي هي أيضاً مهتمة بأعمالها سواء في البيت أو في مكان العمل.
أحياناً يفرض الزوج أو الزوجة الصمت كعقاب للطرف الآخر، عندما يتخيل أو يعتقد انه أذنب في حقه، فبهذه الطريقة يكون الصمت القاتل البطيء، الذي يقتل الزوجة أفضل طريقة لعقابها. يحل الصمت عندما يفكر الزوج بأن زوجته لا تهتم حقيقة لما يقوله، وغرور الزوج وحده هو الذي يعطي فرصة واسعة ليسود الصمت، إذ يعتقد ان المرأة لا تستطيع فهم ما يقوله من المسائل الاقتصادية والسياسية، أي بعيدة عنه فكرياً وثقافياً وعاطفياً، ولا جدوى للتعرض معها لمثل هذا الحديث.
ويصمت الزوج أيضاً لأنه يخشى إذا تكلم ان يكشف عن انفعالاته، ومن المعروف بأن أية ظاهرة انفعال للرجل فهي دليل على ضعفه، وهذا النوع من الرجال يخاف من الزوجة بأن تبكي أو تصرخ بعد محادثة أو بعد نقاش ومن المعروف ان سلاح المرأة دموعها».
 ويحل الصمت عندما يعود الزوج من عمله مجهداً، فبدلاً من ان تستقبله زوجته بابتسامة جميلة تخفف عنه تعبه، بل يحدث العكس، فتستقبله الزوجة بشكواها من متاعب البيت والحياة والأولاد والحالة الاقتصادية السيئة، والنتيجة طبعاً ستكون نظرة غضب من الزوج، ثم ثورة صامتة داخل نفسه.
في بعض الأحيان يعتقد الزوج بأن الصمت أفضل سلاح يشهره في وجه القلق أو اليأس أو الاكتئاب من الأوضاع المحيطة به، ولكن بهذه الطريقة يصل الزوج إلى طريق نهايته حوار مقطوع.
وأيضاً من الأسباب التي تجعل الرجل يلجأ إلى الصمت، هي عشق الزوج على زوجته، أي وجود امرأة أخرى في حياته، فلم يعد يجد في زوجته المرأة المثالية التي اختارها أو أي شيء جميل فيها، فهنا يلجأ إلى توفير كلامه لامرأة أخرى، وتحصد المرأة هنا الصمت والصمت والصمت.
وفي رأيي بأن أفضل الطرق هي بالنسبة لحديثي الزواج هي بذل مجهود أكبر ليوسعوا من دائرة الموضوعات التي يتحدثون فيها، وذلك في بداية الحياة الزوجية لأن كلاً منهما كان يعيش في بيئة مختلفة عن الآخر وكل واحد منهما يختلف عن الآخر بطبعه وتفكيره، فيتطلب التفاهم بينهما فترة من الوقت.
يجب البدء فوراً في علاج أولى الإصابات بالصمت حتى لا يصل الاثنان لباب مغلق تأتي نهايته الغرور والكبرياء، بل يجب المبادرة في وصل الحوار بدلاً من قطعه.
إذا شعرت الزوجة بأن زوجها لا يتكلم، وانه لا يعبّر عن تفكيره في موضوعات مختلفة، فواجب عليها ان تصرح له بهذا، فهذه أفضل طريقة لعلاج الصمت.
نقول: يجب أن يكون كل من الزوجين بمثابة صفحة مفتوحة بالنسبة للآخر، حتى تبقى الحياة الزوجية في حالة تعاون وحب وتفاهم وسعادة دائمة، ليسود جو الأمان والاستقرار في المنزل.

رنا داود

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...