اليمن «يؤجّر» سلاحه البحري: كلفة حماية سفينة 55 ألف دولار

20-11-2010

اليمن «يؤجّر» سلاحه البحري: كلفة حماية سفينة 55 ألف دولار

يدفع القادة اليمنيون اليوم باتجاه زيادة الولايات المتحدة لمساعداتها العسكرية إلى ما يقارب الأربعين ضعفا بهدف محاربة تنظيم القاعدة. لكن صنعاء لا تعتمد فقط على المساعدات النقدية لمواجهة التهديدات الأمنية المتنامية على أرضها وبحرها. يمنيون يستقلون دراجة نارية في أحد أحياء صنعاء القديمة أمس
ولأكثر من عام، يسعى المسؤولون المدنيون والعسكريون في اليمن إلى التعاقد مع وسطاء للأمن البحري لتأجير السفن اليمنية الحربية وقوات خفر السواحل كمرافقين للسفن التجارية وناقلات النفط في خليج عدن الذي يعج بالقراصنة... عمليات تأجير وحراسة تؤمنها الحكومة اليمنية للوسطاء، فتحصل في المقابل على 55 ألف دولار لحماية سفينة واحدة في رحلة واحدة.
ضمان «الحماية القصوى للسفينة وطاقمها الخاص’’ هو ما يؤمنه الموقع الالكتروني لـ«مجموعة الترانزيت في خليج عدن»، الوسيط اليمني ومقره لندن، الذي يقدم للسفن «حراسة مخصصة من قبل زوارق «اوستل» العسكرية و’’ستة حراس عسكريين يمنيين لحماية السفينة». أما رسم الحراسة فهو يضمن للسفن أيضا درجة من الحصانة في ما يتعلق بأي معارك محتملة في البحر، «فأي إجراء يتخذ من قبل الفريق أو السفينة مسموح به حكوميا»، وفقا لموقع «لوتوس للأمن البحري» الالكتروني، وهي شركة يمنية تؤدي صلة الوصل بين الوسيط في لندن، والحكومة اليمنية والجهات العسكرية وأصحاب السفن.
ويرى المحلل في معهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية كريستيان لوميير انه «لا مثيل لهذا الأداء الرسمي في اليمن، حيث لا توجد حكومة تسعى لتأجير سفنها الحربية وبحارتها لخدمة عملاء وزبائن مقابل رسوم خاصة كما هي الحال مع الحكومة اليمنية»، موضحا أن الأنشطة التجارية التي يقوم بها اليمن، البلد الذي تملك فيه الأجهزة الأمنية والضباط العسكريين قدرا كبيرا من النفوذ السياسي والسيطرة الاقتصادية، مع قواتها البحرية الخاصة «يمرّ بالكثير من التقلبات نظرا لتقلب المساعدات العسكرية الخارجية، إذ يمكنك أن تعطي اليمنيين معدات بقدر ما تريد، ولكن لا تستطيع أن تقول لهم بالضرورة إلى أين يجب توجيه هذه المعدات».
خليج عدن الذي يقع بين اليمن والصومال، هو احد الممرات الملاحية الرئيسية في العالم، حيث يبحر سنويا 20 ألف ناقلة نفط وسفن للبضائع، لكنه تحوّل في العام 2008 مع سيطرة القراصنة الصوماليين، إلى اخطر مكان في العالم. ومنذ ذلك الحين، أنشأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول حلف شمال الأطلسي والصين والهند، قوات لمكافحة القرصنة في خليج عدن. تدبيرٌ تقوم بموجبه عشرات السفن الحربية من مختلف البلدان بدوريات حراسة يومية لحماية النقل البحري الدولي.
ونتيجة لمخاوف من حضور القراصنة الكبير في عدن بالإضافة إلى تنامي دور تنظيم القاعدة بفرعيها في الصومال واليمن، خصّصت الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما على مدى العقد الماضي، وهذا العام بشكل خاص، ملايين الدولارات من المساعدات والتدريب والمعدات في محاولة لتعزيز قدرة خفر السواحل اليمني لحماية الشواطئ. وتشمل المساعدات سبعة زوارق للحراسة تبرعت بها الولايات المتحدة لليمن في العام 2004، فيما اشترت الحكومة اليمنية سفن «اوستيل» من شركة استرالية في العام 2005. كما عملت الولايات المتحدة أيضا على زيادة التعاون الاستخباراتي، وضخ الهبات والتمويل والعتاد إلى قوات العمليات الخاصة في اليمن لمساعدتها على مكافحة «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية». مساعدات يعتبر المعارضون اليمنيون وتجار الأسلحة أنها ستوجّه في نهاية المطاف ضد الشعب اليمني.
ويتهرّب مسؤولون من الجانبين الأميركي واليمني من مناقشة «برنامج تأجير البحرية اليمنية». ورفض متحدثون باسم الأسطول الأميركي والقوات البحرية المشتركة والتحالف الدولي لمكافحة القراصنة الصوماليين، الإجابة على التساؤلات المتعلقة بالبحرية اليمــنية وخفر السواحل، فيما لم تعر وزارة الدفاع اليمــنية، التي تدير البحرية في البلاد، انتباهها لعمليات التأجير البحري.
ويقول المتحدث باسم شركة «لوتوس للأمن البحري» خالد طارق إن الحكومة اليمنية «تخوّفت من عدم استطاعتها السيطرة على المتعاقدين معها كما حصل مع مرتزقة شركة بلاك ووتر في العراق، إذا سمحت لشركات الأمن الخاصة بالعمل في مياهها الإقليمية. لذلك، قررت الحكومة تعيين مرافقين عسكريين لحماية الشحن البحري بدلا من شركات الأمن الخاصة».


المصدر: السفير نقلاً عن «فورين بوليسي» بتصرف

التعليقات

انا اصدق هذاء الخبر هل تعلمون بانا الجندي المرافق لكل سفينه يحصل على 400 دولار فقط من 55 ألف دولار لحماية تدفع لحمايه سفينة واحدة في رحلة واحدة. والباقي يعود للقاده والمتنفذين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...