لا أساتذة في الفن والرقيب يخشى الموضوع الجديد لا الجريء

26-10-2009

لا أساتذة في الفن والرقيب يخشى الموضوع الجديد لا الجريء

ضمن فعاليات مهرجان «شبابلك» الثقافي في دمشق، وتحت عنوان «الشباب والدراما السورية» كان من الصعب أن نرصد موضوعاً بعينه على امتداد الحوار المفتوح الذي اختاره النجوم بسام كوسا وأمل عرفة والمخرج الليث حجو والكاتبة إيمان السعيد مع الشباب الحاضرين. فقد أثيرت الكثير من القضايا الفنية وسواها حتى تاه عنوان الندوة نفسه، فما تحدث الضيوف عن الدراما التي يصنعها الشباب، ولا عن الشباب كما قدّمتهم الدراما السورية مثل ما أوحى عنوان الندوة، إلا أن كثيراً من العبارات التي قالها الضيوف الأربعة كانت تصلح ربما لتكون عناوين عريضة لمقالات نقدية عديدة، منها ما أثرناه من قبل في الصحافة ومنها ما لم نُثره حتى الساعة. وفي الحالتين، يبدو أن ما قاله الضيوف وانتقينا النزر اليسير منه أبلغ إنباء مما يمكن أن يقال. بسام كوسا في أحد أدواره
من الكثير الذي قاله النجم بسام كوسا، نتوقف مطولاً عند مفهوم الأستذة في الفن، إذ يجزم النجم الكبير بأنه «لا يوجد أستاذ في الفن، وفي الفن ثمة سر يلغي الأستذة وإن كان لا بد من لقب أستاذ فيوجد في الدراما السورية أساتذة عمر تجربتهم ستة أشهر فقط، واليوم توجد قامات فنية شابة تدعو إلى الدهشة..»، أما الفن نفسه فهو كما يقول النجم كوسا «مهنة تفضح النفوس وتكشف طريقة تعاطي الفنان في بيته»، لافتاً إلى أنها مهنة تمتاز عن سواها بأنها «تضم حملة شهادة الدكتوراه والأميين... وهذه ليست شتيمة وإنما هذا توصيف الحال». ويؤكد النجم كوسا بأنه «خلال السنوات السابقة رفد المعهد العالي للفنون المسرحية الدراما بطاقات تمثيلية هائلة» لافتاً إلى أن «كثيراً من إنتاج الدراما السورية يقوم على أكتاف المتخرجين الشباب».
وبرأي النجم كوسا فإنه «لا يوجد فن بلا مشاكل»، و«النقد فعل إبداعي يمشي مع ما تنجزه الدراما لا قبله ولا بعده، ونحن بحاجة للنقد ومن يترفع عن الصحافة يكون كاذباً..».
أما النجمة أمل عرفة فشددت على انها «ممثلة أولاً وأولاً وأولاً..»، وردت عند سؤالها عن سبب غيابها خلال السنوات الأخيرة بالقول «الفن حبيبي الذي يجب أن ألبس له أحلى ثيابي»، معتبرة أن «النظر إليها باعتبارها محسوبة على جيل سابق بحكم بداياتها المبكرة هو امتياز لها». وأكدت النجمة عرفة بأن «الذهاب إلى مصر ليس امتيازاً، والعمل الجيد هو الامتياز»، جازمة بأن «الدراما السورية لن تتهدّد برحيل أي منا».
أما المخرج الليث حجو فقد اعتبر أن «مسلسل «بقعة ضوء» كان فرصة ذهبية لي، ولأني لست اكاديميا كان بقعة ضوء مدرستي»، مشيراً إلى أن «»بقعة ضوء» فشل عندما بدأ يتحول إلى مشروع شخصي». وكمخرج، أكد الليث حجو أنه يكون محظوظاً عندما يعمل مع ممثل جيد، مشيراً إلى أن «نسبة كبيرة من الشباب مجبرة على العمل، وليس كل الشباب عندهم فرصة للانتقاء».
الكاتبة إيمان السعيد التي قدمت أولى تجاربها رمضان الفائت في «سحابة صيف» اعترفت: «توجد لدينا أزمة نص، لأن عجلة الإنتاج عندنا هي أسرع من حجم النصوص الجيدة»، مؤكدة أن «الرقيب عنده قلق من الموضوع الجيد... وقد سبق وتجاوزت الدراما خطوطاً حمراء وهذا بدوره يعطي حماية للرقيب، ولذلك يخشى من الموضوع الجديد وليس الجريء».

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...