«الغطـس فـي القمـامـة».. نكـايـة بالـرأسماليـة

29-06-2009

«الغطـس فـي القمـامـة».. نكـايـة بالـرأسماليـة

اتّجه ستيفن نحو حاوية القمامة بحثا عن الطعام. سحب علبة من الفلفل الأخضر، وأخرى من التفاح، وثالثة من البطاطس، وأخرى من الخس. ثم أدخل ما صلح من بقايا هذه الأطعمة في حقيبته، التي اعتاد حملها على ظهره أينما ذهب.
لا يجمع ستيفن الطعام من القمامة لأنه فقير أو مشرد، بل لأنه من ذوي أصحاب الحاويات أو غطاسي القمامة، هذا ما يطلقه أمثال ستيفن على أنفسهم، للاستفادة من الأغذية المرمية، وأكلها بدلاً من هدرها.
ما هو هذا الموقف الذي يتّخذه هؤلاء، وما هي الرسالة التي يريدون توجيهها؟
في الواقع، إن ظاهرة «الغطس في القمامة» في ألمانيا ليست بالجديدة، بل تعود إلى خمسة عشر عاما. وهي تعكس توجهاً في الحياة يعبّر عن موقف معارض للرأسمالية، والمجتمع المترف، الذي اعتاد رمي الطعام بكثرة في القمامة.
عبرهذا التوجه، يريد أصحاب الغطس في القمامة أن يبعثوا برسالة يؤكدون فيها ضرورة التعامل بشكل أفضل مع الأغذية.
ويقول ستيفن (24 عاما) وهو يدرس علم الاجتماع، إن «أصحاب المتاجر يرمون الكثير من الأغذية الصالحة في القمامة، أكثر ما يرمون من الأطعمة التي توشك صلاحيتها على الانتهاء أو أصابها بعض التلف»، متسائلاً «أليست هذه الأطعمة ذات قيمة غذائية عالية؟ ومع ذلك فهي ترمى في القمامة اتباعاً للمنطق الرأسمالي».
لكن هل يعتبر «الغطس في القمامة» قانونياً؟
يقول المحامي الألماني ميشائيل بيلا بيتيه في مدينة كولونيا إنه «إذا لم تكن هناك لافتة تحظر دخول الفناء المقابل للمتجر وكان من السهل الوصول لحاوية القمامة بلا مشقة، فإن ذلك يعني أن المتجر لم يعد يريد بقايا الأغذية المرمية»، و«من الأفضل استئذان المتجر».
وكان بيلا بيتيه دافع قبل خمس سنوات عن طالبة تسلقت سياج أحد المتاجر للوصول لإحدى حاويات القمامة.
لا يشعر ستيفن بأي تأنيب للضمير «عندما يأكل هذه الأغذية» لان «البضائع المرمية.. مرمية ولن تباع»، كما أنه لا يبالي بتحفظات أصدقائه الذين يرفضون تلبية دعوته للعشاء، فـ«عندما يريدون نقاشي بهذا الشأن أنصحهم بمشاهدة فيلم: نحن نطعم العالم»، وهو الفيلم الذي يتعرض للإنتاج الهائل للأغذية، التي «يصل نصفها تقريبا للقمامة قبل أن تكون قد وصلت للمستهلك النهائي».
ويرى ستيفن في ذلك فضيحة وعاراً على الإنسانية، ويريد أن يستمر في التنقيب عن الأغذية في حاويات القمامة إلى أن يتأكد أن هذه الحاويات لم يعد فيها ما يستفاد منه، «عندها سأكون قد حققت هدفي».
وتباع في نيويورك كتب إرشادية للمبتدئين الذين يريدون دخول عالم «الغطس في الحاويات».

المصدر: د ب أ

التعليقات

انا بايدك وانا مطبق هذا القانون عندي بحيث لاارمي اي شئ يمكن الاستفادة منه او حتى بقايا الطعام نكاية بالراسمالية والاغنياءايضا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...