باكستان: مجبرون على الانتحار بدلاً من الموت جوعاً

28-03-2009

باكستان: مجبرون على الانتحار بدلاً من الموت جوعاً

 تكاد حادثة انتحار الابنة الكبرى لسكينة سالم، 50 عاماً، لا تفارق بالها منذ وقوعها العام الماضي. وروت الأم قصة ابنتها سمية وقلبها يعتصر ألماً، حيث قالت: "لقد ابتلعت ابنتي سم الفئران وكانت غارقة في دمائها عندما وجدوها. لم يكن عمرها قد تجاوز 26 عاماً. أفكر كثيراً كيف عاشت اللحظات الأخيرة من عمرها وهي تنازع الموت لوحدها".

ووفقاً لوالديها، أُجبِرَت سمية على الانتحار لأنها وطفليها لم يعودوا يجدون ما يكفيهم من طعام. وأضافت أمها أن "زوجها كان عاطلاً عن العمل حينها، وكان يضربها عندما لا تجد طعاماً تضعه على الطاولة.. لقد كانت تعيش في توتر دائم".

وبالرغم من أن حالة سمية ليست فريدة من نوعها، إلا أن والديها أصبحا يعيشان في عزلة بعد انتحارها إذ عادة ما توصم أسرة المنتحر بالعار في المجتمع الباكستاني.

ووفقاً للجنة المستقلة لحقوق الإنسان في باكستان، أقدم 141 شخصاً على الانتحار خلال الفترة من 25 يناير/ كانون الثاني إلى 25 فبراير/شباط، وأوضح عبد الرحمن، أمين عام اللجنة، أن "35 شخصاً من هؤلاء، بمن فيهم صبي يبلغ من العمر 12 عاماً، انتحروا لعدم تمكنهم من العثور على فرصة عمل أو بسبب معاناتهم من الفقر"، وفق شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" التابعة للأمم المتحدة.

وسجلت اللجنة 138 حالة انتحار خلال 30 يوماً حتى 25 يناير/ كانون الثاني. وقد بلغ معدل حالات الانتحار شهرياً خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2008 أكثر من 150 حالة. ولا زالت الأرقام الخاصة بما تبقى من عام 2008 قيد التجميع.

أما في عام 2007، فقد أقدم 2,040 شخص على الأقل على الانتحار، أي بمعدل 170 شخصاً في الشهر الواحد، حسب اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في باكستان التي تعتقد أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك لأنه لا يتم التبليغ عن كل الحالات.

كما أن هناك نقص في البيانات الموثوقة المتعلقة بالانتحار، إذ تعتقد الجمعية الباكستانية للصحة النفسية أن عدد حالات الانتحار قد يتعدى 5,000 حالة سنوياً. ولكن معدل حالات الانتحار في باكستان يظل بالرغم من ذلك الأقل في آسيا وواحداً من أدنى المعدلات في العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وأخبر سيد هارون أحمد، رئيس الجمعية الباكستانية للصحة النفسية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "نسبة الاكتئاب في باكستان مرتفعة جداً" إذ يشعر 40 بالمائة من الناس في باكستان بالكآبة، وفقاً للجمعية. وأوضح أحمد أن "الفقر وانعدام الأمن الغذائي والإحباط الاجتماعي عوامل تشترك جميعها في دفع الناس إلى الإحباط والانتحار".

ويمكن أن يؤدي عدم كفاية الغذاء أو المال إلى اليأس كما في حالة ممتاز بيبي التي قالت: "ما عساي أن أفعل؟ زوجي مصاب بالتهاب الكبد وعاجز عن العمل. وكلما عمل لأكثر من أسبوع يخر مريضاً. لدي أربعة أطفال صغار وفي أفضل الحالات لا يتعدى دخلي 3,500 روبية [45 دولاراً] شهرياً من عملي في غسيل الملابس. كيف يمكنني إعالتهم؟ كثيراً ما أشعر أن الموت أفضل لي من الحياة. فأحياناً لا يتوفر لدينا حتى الدقيق لصنع الخبز".

من جهتها، تعتقد رخسانا جبين، وهي طبيبة بإحدى عيادات لاهور، أن الناس يشعرون أنه "لا يوجد من يستمع لشكواهم. وأكدت أن النساء بشكل خاص أكثر عرضة للاكتئاب لأنهن "يقضين يومهن بالكامل داخل البيوت ويعانين من العنف المنزلي في بعض الأحيان.ط

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...