قبل عشرين عاماً ولد الويب

19-03-2009

قبل عشرين عاماً ولد الويب

قبل عشرين عاماً، بادر تيم بيرنيرز ـــــ لي إلى اقتراح مشروع النص العالمي المترابط، أو ما عرف لاحقاً بـWorld Wide Web، الذي وضع على الإنترنت عام 1991 وأشرف لي نفسه على وضع التصاميم الأولى للغات الأساسية للمتصفحات، كان في ذلك الوقت يعمل في منظمة سيرن الفيزيائية في باريس وجنيف، وقد انضم لاحقاً إلى معهد ماساشوستس الأميركي وأدار منظمة w3c التي ترعى وتراقب تطور الويب حول العالم. منظمة «سيرن» أقامت أخيراً احتفالاً بذكرى 20 عاماً على ابتكار الويب، الحاضر الأبرز كان والد الشبكة الاتصالاتية العالمية، تيم بيرنيز لي، إلى جانب عدد كبير من بعض الذين يقاسمونه أبوة الشبكة. «لا شك بأن الويب أصبح اليوم في سن المراهقة»، يقول بيرنيرز لي، «كان الإنترنت مقتصراً على شبكات محلية وضيقة فئوية حين ركّبت مشروعي وقدمته لمدير دائرتي في سيرن، وقلت: أريد أن أصل كمبيوترات العالم بعضها ببعض»، ومن هنا، غيّر بيرنيرز لي وجه العقد الأخير من القرن العشرين.
إلى جانب البلجيكي روبرت كايو، والفرنسي جون فرنسوا جروف، وضع المبرمج البريطاني لي اللغة المعلوماتية الأولى التي مكنت كمبيوترات العالم من الدخول في شبكة واحدة سُميت الويب، اخترع الطاقم فكرة الـ «world wide web»، وعام 1990، وضعوا أول متصفح إنترنت، كان العمل كله يقوم على كمبيوتر «NeXt» الذي صممه ستيف جوبز عام 1985، وضعت التكنولوجيا الجديدة التي طورها الفريق في أيدي العامة عام 1991، وانطلق الويب بفعل قرار سيرن بعدم وضع أي ملكية خاصة على هذه «التقنية» الجديدة حينها، ما سمح بانتشاره واسعاً، وقد خلقت جامعة الينوي أول متصفح عام يعتبر أساس المتصفحات الحالية جميعها، وعرف باسم «موزاييك».
«الويب لم ينته طبعاً، ما زلنا في المراحل الأولى، وأي تغيير بسيط فيه، سيغير العالم كله»، يتخلى بيرنرز لي قليلاً عن تفاؤله ليؤكد أنه «رغم ذلك، من الضروري الحذر، ومكافحة جميع أنواع المراوغة التي تهدد الشبكة» ليتحدث عن خطرين يراهما مهمين، تدخل الحكومات وإعاقتها لتواصل المواطنين واستخدامهم للويب، وثانياً، سياسة الشركات الدعائية التي تحول المستخدم إلى مستهلك وضحية للإعلان وللتدخل في معلوماته الشخصية لأغراض دعائية، لم يسم بيرنرز لي غوغل بالاسم، لكن الشركة الأخيرة كانت قد أثارت عاصفة من الانتقادات بعد إطلاقها لخدمة نشر إعلانات على الموقع الذي يزوره المتصفح تبعاً لموضوع البحث الذي أجراه، ما يعتبر تلصصاً على المستخدم حسب المراقبين.
من جهته، تساءل جروف عن النقلة المقبلة للويب، «لزمنا الكثير من الوقت لمشاهدة AOL وMSN أخيراً يجلسان سوية ويقبلان بفتح المجال للتواصل بين مستخدميهما، ما أحدث نقلة في الويب حينها، واليوم، أعتقد أن الخطوة المقبلة ستتم حين يقبل فايس بوك وغيره من عمالقة الشبكة الاجتماعية، تواصل الأعضاء بين مختلف المواقع وفتح المجالات واسعاً أمام المعلومة والتعارف»، جروف يبدي قلقه من «حيادية الإنترنت» ولا سيما «ما يخص إرادة بعض مزودي الاتصال تقنين (filter) المعلومات التي يمكن الوصول إليها، ولكني آمل أن تعي هذه الشركات مخاطر حساباتها التجارية والسياسية وغيرها، فتقوم بالعمل الصحيح لحماية التطور الحر والمستمر للإنترنت».
ويعمل مخترع الويب الآن من خلال كونسورتيوم الـ WWW على تطوير «الويب الدلالي» (Semantic web)، حيث تصبح المعلومات قابلة للمعالجة من الكمبيوتر عوضاً من كونها معطيات من المستخدم البشري وحده، ليعدل فيها الكمبيوتر ويحللها ويسبق المستخدم بخطوة، ويقدم له أرشيف المعلومات بطريقة مرتبة تبعاً لحسابات نسبية، بطريقة يصعب على البشر عملها، وفي مرحلة متقدمة، ليعطيه النتيجة التي يبحث عنها أو يريدها، كله ضمن إطار يعد فيه بيرنرز لي بأن يكون محترماً للحياة الخاصة للمستخدم.

خضر سليمان

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...