جاءمن ينوب عن الأهل في التربية.. الخادمات الأجنبيات حل«عصري»

27-02-2009

جاءمن ينوب عن الأهل في التربية.. الخادمات الأجنبيات حل«عصري»

«هذه وقاحة لا حدود لها»، قالت أم فواز، وهي جدة في السبعين، معبّرة عن امتعاضها أثناء مشاهدة فيديو كليب جديد. «تيتا، ما دخل الوقاحة»، أجابتها حفيدتها لمى (15 سنة) بسخرية مضيفة وهي تضحك: «هذه المطربة كوول وعلى الموضة». ولم تنجح كلمات لمى في اقتحام عالم أم فواز العتيق، ولا استطاعت الجدة استيعاب الضوضاء المحببة لدى لمى، وعقدت حاجبيها وتابعت المشاهدة بفضول أكبر علّها تلتقط ما يجذب حفيدتها.

حال أم فواز ولمى مثل حال جدات وأحفاد كثيرين تفرقهم أجيال وعقليات، وتجمعهم محبة عائلية عندما يمضي «الطرفان» وقتاً معاً، في ظل حياة سريعة وضغط مادي يدفعان آباء وأمهات إلى الاستعانة بأهلهم لرعاية الأطفال خلال أوقات العمل.

«أمي وأبي هما ملجأي»، تقول سيدة ثلاثينية، وتضيف بامتنان: «على رغم فارق العمر وأسلوب التعامل، يبقيان أفضل من يعتني بابني الصغير طوال غيابي، لا أثق بدار الحضانة فضلاً عن أنها مكلفة جداً، ولا تستقبل الأطفال إلا لفترة وجيزة لا تتناسب مع دوام عملي». وتوافقها سيدة أخرى: «دار الحضانة لا يمكن أن تقدم الحب والحنان اللذين توفرهما أمي لأطفالي، وهذا يؤثر في نفسية الطفل ويضرّ بنموه». سيدة ثالثة تعترض، وتقول بتأنٍ: «أبي وأمي يفسدان أطفالي بالتدليل والتغنيج. ويخلاّن بالنظام الذي تعبت حتى جعلت أطفالي يتبعونه. أنا أفضّل دور الحضانة وأكتفي بأن يتعرض أولادي لحنان جدّيهم المفرط خلال أوقات زياراتنا العائلية».

مرشدون نفسيون يحبّذون فكرة إرسال الطفل إلى دار الحضانة، ولكن بعد عمر السنتين أو الثلاث سنوات، فإبعاد الصغير عن منزله في عمر مبكر قد يتسبب له بمشاكل نفسية واجتماعية. والاعتماد على دور الحضانة في «سن مناسبة» يساعد الطفل على تعلم أمور مهمة مثل النظام والانضباط والاحترام، وينمّي حسه بالآخرين وقدراته الكامنة على الاكتشاف والإبداع.

«نعم، اعتمد على دار الحضانة في شكل كبير»، تقول إحدى الأمهات وتتابع بحماسة: «لقد مكّنتني من أن أوازن بين عملي الطويل والاهتمام بأطفالي، وسمحت لهم بالتمتع بأنشطة مسلية لا أستطيع توفيرها لهم في المنزل». وتثني أم أخرى قائلة: «في دار الحضانة، تلتقي طفلتي بأقران لها، وتلعب معهم وتتسلى. وأجد في ذلك المكان مساحة تنفّس للطفل بعيداً من الشقق الضيقة».

وتشجع السيدة ليلى، وهي صاحبة دار حضانة، على تسجيل الأطفال في مثل هذه الدور «لما لها من دور كبير في حض الأطفال على تحمل المسؤولية واحترام الوقت وتبديد الشعور بالملل». وتتمنى أن تتلقى هذه المؤسسات اهتماماً أكبر من الدولة للنهوض بمستوى دور الحضانة في سورية، وتزويدها المعدّات المطلوبة.

وبين من يشجع على وضع الصغار في عهدة الجد والجدة ومن يجد في دور الحضانة الحل الأمثل، لا بد من لفت النظر إلى أن أمهات كثيرات في سورية بدأن يعتمدن على الخادمات الأجنبيات للاعتناء بالأطفال في غيابهن. وهو أمر بدأ يثير علامات التعجّب والاستفهام، إذ إنه يذهب إلى ما هو أبعد من صراع الأجيال، إلى صراع ثقافات وقيم، كما تقول إحدى الأمهات، متسائلة: «لا أدري أي تنشئة تنتظر كل من تأتمن خادمة أجنبية على فلذات أكبادها».

بيسان البني

المصدر: الحياة

التعليقات

موضوع رعاية وحماية الطفولة هي أساس نجاح وتقدم المجتمعات لاشك000وسوريا تعاني تراجعا حادا في هذا المجال 00فيكفي أن تعي مأساة دور الروضة والحضانة وتراجع دور المدرسة وعدم تربية الاطفال في المنزل على الخصال الحميدة والتكامل مع المجتمع حتى تفهم ان الجيل القادم لايحمل جديدا ايضا000اقترح اتباع تجربة الاتحاد السوفياتي بحذافيرها في موضوع دور الحضانة والروضة على الاقل والامور محلولة وشكرا

بعد التحية ارجو الاطلاع على المشاكل التي تحصل من الخادمات في الدول السباقة باسقدام الخادمات (دول الخليج) لوسردت ما سمعت عن مشاكلهم لاحتجت الى صفحات يشيب منها الراس و خصوصا الجنسية الاندونسية المحسوبة على المسلمين .ارجوا من السلطات منع استقدام الخادمات لما له تأئير على اولادنا ومجتمعنا .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...