أين بيانات المعارضة وحقوق الإنسان مما يجري في لبنان

17-07-2006

أين بيانات المعارضة وحقوق الإنسان مما يجري في لبنان

الجمل: قد يقول قائل :لاصوت يعلو فوق صوت المعركة. بل الأكيد أن الجميع سيقول ذلك. أي كفّ أو "اخرس" عن ثرثرة الحبر والقلم في الشأن الوطني الداخلي!
لكن هذه ليست المعركة, انها فصل جديد من فصول الحرب. هي نفس الحرب التي عاشها وخاضها أجدادنا من قبل ومن بعدهم آباؤنا وها نحن اليوم نفعل, صوتنا هنا سيعلوا, لكن ليس على الحرب وانما معها ومع الوطن..
لم تمنعنا حميّتنا وانشغالنا بالحرب الدائرة على الأرض اللبنانية بين المقاومة وجيش الاحتلال الصهيوني من التفلّت من سطوة الشأن الداخلي العام للبلاد علينا.
 ففي غمرة هذه الأحداث التي أمسكت على الناس قلوبهم وأنفاسهم وبشكل خاص في سوريا, لم يفارقنا تساؤل أرّقنا بقدر ماأرّقتنا غارات العدو على ضاحية بيروت الجنوبية: أين هم "أنبياء التغيير" – بحسب وصف سعاد جروس – من غلاة المعارضين وجبهاتهم و منظمات الدفاع عن حقوق الانسان والحريات العامة وتجمعات دعاة المجتمع المدني في سوريا مما يحصل؟
في عاديّات الأيام وأسلمها لم تكد صحيفة عربية ولامحطة فضائية أو حتى موقع الكتروني اخباري تخلو من تصريح هنا وتنديد هناك, ومن شكوى هنا الى مناشدة هناك. لاتكاد سيارة "ستيشن" من سيارات الشباب – الأمن – تقف في مكان ما حتى تطبل منظمة حقوقية وتزمر مؤسسة انسانية, وربما يكون "الشباب" توقفوا لشراء علبة سجائر أو ربطة خبز..فأين هم في أشد الأيام وأصعبها؟
لسنا مع مفهوم الدولة الأمنية, والقول هنا موجه للأساتذة والدكاترة الحقوقيين, لكن قليلا من التمثل بالانسانية والحقوق..انسانية السوري الأصيل والعربي العريق وحقوقنا المسبيّة والتي لايطالب بها الا مؤسسات مدنية "غربية" هي بالفعل حقوقية وانسانية. قليلا من احترام لذكاء ووعي هذي الجموع التي تصادرون الكلام والمطالبة "بمطالبكم" باسمها.
لماذا لم نسمع أو نقرأ عن بيان لأحدهم أيا كان عن أحوال وأوضاع العمال السوريين في لبنان, هل هم بخير, كم عدد من عاد منهم الى الوطن, وكم بقي في لبنان, هل من جريح أو شهيد فيهم؟ هذا اذا شاؤوا أن يحصروا نشاطهم "بأفق ضيق" على نطاق البلاد لعله لا يسعهم.
ولا نستطيع أن "نوفّر" أو نستثني الشق السوري من موقعي اعلان بيروت – دمشق. ألا يدركون أن هذا الحدث هو فرصة من ذهب ربما للتكفير عن سوء الفهم الذي لحق بهم؟ألا تستحق هذه الحرب والعدوان على لبنان الذي غاروا عليه غيرة مابعدها غيرة أن يصنعوا لأجله اعلانا أعم وأشمل وأوضح: اعلان سوريا – لبنان مثلا يوجهونه ليس لنا نحن الشعب بل الى أنظمة العرب التي "غامرت" بمشاعرنا وأرضنا وحقوقنا في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق, وسفّهت نضالنا الى درجة "المغامرة" والطيش.
نتستعير من سيد المقاومة خطابه ونقول لهم لانريد منكم شيء وانما نتساءل وهذه حجتنا على من ندّعي.ومن عند سيد المقاومة نكمل الكلام جريئا وصريحا مثله. هذا الانسان القائد الذي يغير على صفحات تاريخ العرب ليبيّضه, لتطغى "كاريزمته" على عبد الناصر, ويصنع أسطورة جديدة من تواضع ونضال, هذا كلام سمعناه,ولن نذكر اسم قائله ليس بطلب من القائل بل لأن في ذكره تخصيصا لردة فعله هذه وحصرا لها به دون غيره, فهي لسان حال أفواج من الناس دخلوا في دين المقاومة ومذهب النضال.
لكن "علا" الطالبة في كلية الاعلام طلبت تسجيل اسمها عندما قالت في ردها على طلبنا التعليق على مايحدث: اننا كجيل شاب كنّا نسمع عن الحرب..نقرأ عنها أحيانا ويحكيها لنا أهلنا, أما الآن فنحن نعيشها,نعيش ما كنا نسمع عنه, هذه أيام أريد ان أعيش لأرويها لأولادي..كنت شاهدة على هذا العصر.
لاشك بأن السيد حسن نصر الله قد صفع العرب..هزّهم وأفاقهم من سكرة مقيتة لاتروي من شرف ولاتغني من كرامة..فلتمتلئ شاشات التلفزة وصحافتنا بالملاحق وتزينها كلمة "عاجل" ,انا بها مرحبون ولها منتظرون.

 

حسان عمر القالش

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...