دور السوريات في المغتربات

13-07-2006

دور السوريات في المغتربات

برزت المرأة السورية في مجالات متعددة في بلدان الاغتراب وشاركت في أنشطة كثيرة في اطار الجمعيات والمؤسسات وهناك حضور كبير لهما ودور فعال لا يقل عن دور الرجال.
والمغتربات السوريات لهن بصمات واضحة في تلك البلاد فمنهن مناضلات من أجل الحق والعدل ومشاركات في ميادين ثقافية وسياسية واقتصادية تساهم في البناء الحيوي للمجتمع، إضافة إلى الدور العلمي والثقافي والمساهمة في مشاريع استثمارية تعود بالخير على الوطن، فهذه المرأة هي التي تنشىء وتربي الرجال والنساء وتساعد زوجها في المغترب وتقف إلى جانبه مساهمة في بناء جيل تربى على غرس القيم الأصيلة من حبه للوطن ودفعه نحو التطوير وإعداد التربة الصالحة لغرس تلك البذور التي ستؤول إلى ثمار يانعة يعمر بها الوطن، ومن هؤلاء النساء كان لنا لقاء مع رندة سويد الرفاعي التي سافرت عام 1996 إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأن زوجها يعمل هناك كطبيب اختصاص جراحة عظمية في ولاية نيوجرسي الأمريكية وجاءت معه للمشاركة في مشروع المدينة الطبية في سورية.
تقول السيد رندة: في البداية سجلت عدة دورات في المعالجات الطبية وتابعت دراستي في اللغة الانكليزية وحصلت على الشهادة من جامعة دمشق حيث كنت أعود بين الحين والآخر لإكمال تحصيلي العلمي في بلدي.
حالياً أعمل مع جمعية النساء الأمريكيات السوريات ولنا نشاطات كثيرة ومختلفة نحاول من خلالها تقديم ما أمكننا من مساعدة كحفلات العيد للأطفال وأعشية خيرية تجمع التبرعات لشراء الآلات الطبية ومساعدة شعب فلسطين، إضافة إلى المؤتمرات التي نعقدها في الجالية السورية نتناول فيها أهم ما يجري في بلدنا وأهم ما يمكن تقديمه محاولين إعطاء الصورة الحقيقية لسورية والتي يجهلها الكثيرون في أمريكا إضافة إلى التعريف بالدين الإسلامي وهذا ما يرغب به أغلب الأمريكيون.
وعن أوضاع الجالية السورية ذكرت: ان الشعب الامريكي شعب متفهم ومتعاون، ونحن في الجالية نبني صداقات وعلاقات متينة معه، وهو يقدّم لنا المساعدة، ويتيح لنا فرصاً كثيرةً للتعبير عن انفسنا كعرب ومناقشة مجمل قضايانا بحرّية لنبقى على تواصل مع بلدنا الام سورية، ونعكس تجارب هذه البلدان وننقل مايهم مجتمعنا ويتوافق مع قيمنا، ولن ننقطع عن ذلك ابداً على الرغم من الصعوبات والمشكلات التي تعترضنا ولانستطيع إيصالها الى الجهات المعنية، ولانمتلك المعلومات عن هذه الجهات بما يعزز التواصل فلابدّ من الاهتمام من قبل المعنيين للتعريف بالوزارات والمؤسسات وآليات العمل فيها لنا كمغتربين حتى نستطيع الرجوع إليها وتسهيل معاملاتنا ضمن البلد، وأهم شيء تسهيل العودة إليه بتجاوز العوائق التي حالت دون ذلك منذ زمن حتى نستطيع خدمته وإيصال وتنفيذ مانريد استثماره، واهم مرتكزات نجاح عملنا وتفعيل دورنا الاغترابي هو تعديل القوانين بما يتلاءم مع روح العصر سيما في مجال الاستثمار ليعرف المستثمر المغترب كيفية تنفيذ المشاريع التي يرغب بها والتسهيلات المقدمة إليه.
ولاحظت أن سورية تمتلك إمكانات جيدة في المجال الطبي، وإذا دعمت أكثر ستحقق تطوراً ملحوظاً خلال سنوات قليلة قادمة، حيث توجد الأجهزة والآلات المتطورة، ولكن المشكلة تكمن في الكادر الطبي والتمريض والقائمين على الآلات وتجهيزها وتنظيفها، فيجب أن يعملوا كفريق واحد متكامل ولا تلقى المسؤولية على الطبيب فقط في حال حدوث خطأ ما، بل يجب أن يكون كل شخص مسؤولاً عن عمله ومواكباً له، وأن يكون مدرباً تدريباً جيداً على استخدام الأجهزة والآلات وتنظيفها، وهذا أمر في غاية الأهمية من أجل تحسين القطاع الطبي وتأهيل الكوادر، وبالتالي إلغاء معيقات إدخال الآلات الطبية الحديثة، كذلك نتمنى تقديم التسهيلات ضمن البلد في الحصول على السكن وشراء سيارات وغيرها من المشكلات العالقة حتى الآن.
أخيراً.. أقول: إنني أحب هذا البلد كثيراً وعازمة على العودة إليه مع أولادي الذين يتشوقون لرؤيته والعيش فيه، وأركز على أهمية التنظيم في مختلف المجالات واحترام القانون ومراعاته واعتماد الصدق في التعامل حتى نستطيع أن نرفع من شأن هذا البلد الذي يستحق أكثر مما نقدمه.

 

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...