موروثات خاطئة في الزواج

12-07-2006

موروثات خاطئة في الزواج

قدمت لنا أمهاتنا نصائح كثيرة قبل الزواج ومنها أن المرأة كلما أنجبت أكثر زاد تعلق زوجها بها, وأن أقصر طريق إلى قلب الرجل معدته, وأن الرجل يقود السفينة خارج المنزل والمرأة تقودها داخله, كل هذه المفاهيم كانت الفتيات تطبقها بحذافيرها, ترى هل ما زالت هذه المفاهيم سائدة أم أن هناك مفاهيم ومعتقدات حديثة حلت محلها, خاصة وأن المرأة قد دخلت حقل العلوم والفنون والعمل.

 

للوقوف على هذا الموضوع التقيت شرائح مختلفة من المجتمع, وسألت ما المعتقدات التي ورثها كل منهم عن أهله وهل ما زالت صالحة للآن?‏

السيدة نبيلة منجد (ربة منزل) تقول:‏

من المعتقدات النسائية التي ورثتها عن أمي أن الرجل يجب أن يرى زوجته متجددة دائماً, فالرجل يهتم بما ترتديه زوجته ويلفت انتباهه مكياجها وزينتها من أجله وباعتقادي أن هذا المفهوم لا يزال سائداً حتى الآن لأن من أخطر العوامل التي تهدد بنسف كيان العلاقة الزوجية لا مبالاة المرأة بمظهرها خاصة داخل البيت فالرجل يجب أن يرى زوجته متجددة دائماً وبعيداً عن النمطية المعتادة لدى معظم الزوجات,‏

 

يريدها تلك الفتاة التي تعرف ماعليها وأن تكون مهتمة جداً بالظهور أمامه في أفضل زي وحلي وهذا التجديد في المظهر يعد بمثابة قوة الدفع ووقود السعادة الذي يشعل نار الحب.‏

السيدة منى درويش (مدرسة) تقول:‏

هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة عند أمهاتنا وأكثر ما يغيظني أن أمي تعتقد أن إنجابي أكبر عدد من الأطفال هو خط دفاعي الأول ضد الطلاق.‏

هي تعتقد أن هذا سيجعل زوجي لا يتخلى عني أبدا لحاجته الشديدة إلي في تربيتهم, وأنا أقول اذا نظرت المرأة بشكل أوسع للعلاقة الزوجية فسوف تدرك خطأ معتقدها, لأن نار الخلافات الزوجية اذا نشبت بين الزوجين لا يمكن لأي عدد من الاولاد أن يوقفها أو يؤجلها, والدليل حالات الطلاق التي وقعت بين أزواج لديهم الكثير من الاطفال ومن ثم فالأهم هو حجم مساحة الاتفاق والتفاهم بين الزوجين وليس عدد الاطفال.‏

السيد بسام نور تاجر يقول:‏

لقد تعودت أن أرى أمي ضعيفة مستكينة راضية باكية غير شاكية مستعدة دائما لتلبية الطلبات فقط, كنت احزن عليها وأتمنى لو أنها لم تكن هكذا, وعندما فتشت عن امرأة نقيضة لأمي, أردت امرأة صديقة اتحدث معها بنفس الطلاقة والمرح اللذين اتحدث بهما مع أصدقائي.‏

الرجل اليوم يبحث عن الزوجة الصديقة التي تفهمه ويستطيع التحدث معها, في كل أمور الحياة, وعلى الزوجة ان تعلم ان السبب في عدم اتخاذ زوجها صديقا مقربا اليه هو انها لم تبادره يوما بالسؤال عن أحواله في العمل وعن القضايا التي تشغله وما الذي يفكر فيه? كما أن هناك نوعية أخرى من الزوجات لا تختار الوقت المناسب للتواصل مع ازواجهن الذين ينظرون للبيت على انه مملكة الاسترخاء والراحة بعد عناء وتعب يوم عمل كامل, وهنا لا بد ان تتفهم الزوجة طبيعة زوجها وانشغاله وعدم قدرته على مواصلة الحديث معها وانه قبل كل شيء بحاجة للراحة وإذا وفرت الزوجة الراحة التي ينشدها زوجها فسوف يصبح أعز وأقرب صديق لها, أنا ضد المفهوم الذي كان سائدا عند أمي, ان المرأة يجب أن تكون ضعيفة ليحبها الرجل.‏

السيدة ناديا عوضي مديرة تقول:‏

من المعتقدات الخاطئة التي ورثتها عن أمي أنه من المعيب جدا على الرجل دخول المطبخ ولو لعمل فنجان قهوة أو لإحضار كأس من الماء, وأن المرأة عليها أن تلبي جميع حاجات زوجها وواجباتها المنزلية ورعاية اطفالها اضافة لعملها خارج المنزل بينما يكتفي الرجل بالمراقبة السلبية, علمني زوجي ان هذا المعتقد خاطىء تماما فالقسمة لا بد أن تكون عادلة, انا أعمل وهو يعمل خارج البيت وبالتالي لماذا لا نوزع الاعباء بيننا داخل البيت? الأم العاملة بحاجة ليد زوجها في البيت ليقودا معا سفينة الأسرة لينجوا بها في هذا البحر المتلاطم من العواصف والصخور والدوامات.‏

أخيراً أقول:‏

على المرأة ان تمحو تلك المعتقدات الخاطئة التي ورثتها عن أمها أو جدتها, إذ انها تزيد مساحة الاختلاف بين الزوجين بينما يؤدي تداركها الى وضع العلاقة الزوجية على مسارها الصحيح.‏

ان أكثر ما يهم الرجل هو مدى ما توفره له المرأة التي تزوجها من رعاية وحب وحنان ومدى قدرتها على فهم شخصيته وطريقة التعامل معه, بدليل ان الرجل عندما يختلف مع زوجته ويصلان الى الانفصال, لا يفكر قبل الطلاق لا بالأولاد ولا بالناس ولا بالمجتمع.‏

 

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...