الزوجات يثرثرن لتفريغ الشحنات والأزواج يدفعون فواتير الهاتف

12-07-2006

الزوجات يثرثرن لتفريغ الشحنات والأزواج يدفعون فواتير الهاتف

مصيبته كبيرة لأنه عاد من العمل ولم يتحدث معها ، إنه مهمل لحقوقها وهي لن تتنازل عنها أبداً ؛ فتبدأ الزوجة ( النكدية ) في تحرير سيناريو رائع للنكد؛ ليتعلم الرجل "الشقيان" طيلة النهار الأدب ولا يكرر هذا الموقف ثانية .

وإن لم يكن هذا الزوج "نبيه" وعلى قدر كافي من الذكاء سيتكرر هذا السناريو كل ليلة بصورة أكبر من الليلة السابقة .

يؤكد د. رونالد براس، أستاذ علم النفس البريطاني - حسب ما ورد بصحيفة الجمهورية - أن الزوج أو الزوجة يتجهان إلي طرف ثالث بعد يوم مليء بالتوتر ومشاجرة عائلية وهذا يعد رد فعل طبيعياً.. وميناء يرسو عليه أي من الطرفين للتخلص من المشاعر السيئة ومقاومة خيالات وأوهام ناتجة قد تهدم عش الزوجية فوق "أم رأس" الزوجين ويسمي ذلك بالتفريغ الانفعالي.. حيث يصب الطرف المتحدث ما بداخل قلبه وما يجيش بصدره ويشعر بالأمان ويتلقى العون من الصديق في صورة مساندة عاطفية قد يكون لها مفعول السحر تقيم البناء وتمنع التفكك.

الرجل المرأة يكشفان ما بداخلهما بطرق مختلفة.. والرجل بشكل عام يتحدث ويكشف أقل من المرأة.. وتميل المرأة إلي الكشف بطريقة أوسع وبتفعيل أكثر وتكرار وتلوين وصراحة مع الاتجاه في نهاية الأمر إلي التخلص من الذنب لتظهر بأنها الحمل الوديع وأن زوجها الذئب الكاسر.. وقد تلحق ذلك بإيجاد بعض الأعذار له أو تحميل نفسها الذنب مع الإصرار علي براءتها وإذا كان الكشف عما يدور بداخلنا أمراً طبيعياً كطريقة أفضل للتعامل مع الانفعالات.. بعيداً عن التزام الصمت.. فمن المتوقع أن نري مستويات أدني من الأمراض العقلية لدي النساء لأنهن يلجأن إلي التحدث والتحدث بدون توقف لتفريغ كل ما بداخلهن.. أما الصمت فهو صعب للغاية علي النساء.. ووسيلة غير مرغوب فيها.. ويقدر عليه الرجال.. فالصمت "من ذهب" لأنه قد يصبح وسيلة لتجنب مواجهة مشاكل قد تبدو تافهة ومن هنا تبدو الحاجة إلي الحديث والثرثرة عن العواطف والانفعالات لدي الرجل وظيفة معطلة في معظم الأحيان.

تشير الدراسة إلي أن الرجال يحتاجون أن يتعلموا أن يتحدثوا أكثر عن انفعالاتهم وهذا أمر حقيقي حيث إن العلاقة الزوجية الآن تتحدد طبقا لأجندة حواء والعلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون عملية اتصال ذات اتجاهين.. وعند ذلك سوف تتعلم المرأة قيمة وفضيلة الصمت.. والآن ينظر إلي أهمية الكلام بدلا من الصمت مع تغيير طريقة التفكير.. فالرجل يصمت ويستمتع بلعبة الصمت والمرأة تثرثر للشعور بالراحة.. وكلمات حواء تكون كالفخار تتعمق وتزيد الصراع وصمت الرجل يساعدها علي ذلك في حين أنه عندما يتكلم فانه يساعد علي الحفاظ علي التوازن في العلاقة ويكون كلامه سلما للصعود من الأعماق والصمت يجعل الرجل أكثر تعرضا للأزمات الانفعالية بزيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والتنفس بصعوبة.. ثم الإنعاش.. ولا مفر من خروج الشحنات ولو عن طريق صديق مع انه من الأفضل أن يحدث التوازن يجد الزوجان مساحة معقولة لتبادل الحديث.. وديا.. والوصول إلي ما يرضي الجميع.. وإذا كان أحد الطرفين كثير الكلام يحدث تباعد عاطفي لأن التوازن ليس في مكانه.. والمهم ليس مقدار ما يقال بل نوعية ما يقال مع إعطاء حواء حقها في التعبير عن نفسها ورفع الضغط والقيود عن كاهل الرجل حتى لا يدخل في كهف الصمت.

هذا كما يلقي الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس يلقي باللوم علي المرأة لأنها السبب في صمت زوجها قائلاً :‏ " إن أحد الأسباب الرئيسية لمشكلة عدم التواصل الكلامي بين الزوجين يرجع إلي اختلاف مفاهيمهما لمغزي الحديث‏،‏ فالمحادثة بالنسبة للزوجة تعني الارتباط العاطفي والاهتمام‏..‏ وعند الرجل هي فعل وتحديد للاهتمامات التي لايهمه فيها التفصيلات الدقيقة التي تفيض في شرحها المرأة ويملها الزوج من التكرار‏..‏ ورد فعل الزوجة حيال صمت زوجها هو مزيج من الأذي والضيق والارتباك وهنا علي المرأة دور في خروج زوجها من دائرة الصمت باللباقة والوعي وفن إدارة النقاش والحوار واختيار الوقت المناسب الذي لايكون فيه الزوج في حالة استرخاء.‏"

ويشير الدكتور صبحي إلي أن صمت الرجل قد يكون محمودا ونعمة مع الزوجة الشرسة كثيرة الشكوي والجاهلة‏..‏ فلو نطق لأعلن عن رأيه فيها وغضبه وحظه الأسود وانتهت الحياة بينهما فإذا شبهنا الزوج بأبي الهول فلندرك انه لاينطق ليجعل من حوله يشعرون بوجوده المؤثر دون كلمات فالرجل الذي يصارع الحياة اليومية لتوفير الأمان لزوجته وأولاده تقع عليه مسئولية كبيرة يزيد من حمولتها نقار وقرف الزوجة وكلامها فيما لايفيد وتذمرها من تربية الأطفال والنفقات وحرمانها من المتع وكلها أمور يعلمها الزوج ولايحتاج لسماعها كل دقيقة علي اسطوانة يومية وحين يتم الصمت يكون السبب سوء تصرف الزوجة‏..‏ ومع ذلك نهيب بالرجل كقوام ان يواصل الحوار مع زوجته لان هذا ماتحث عليه الأديان‏,‏ فالكلام يعبر عن الألفة والمحبة والمؤانسة ويقوي أواصر العلاقة داخل كيان الأسرة‏.‏

 

المصدر: المحيط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...