تقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حول مقتل الزرقاوي

26-06-2006

تقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حول مقتل الزرقاوي

الجمل: يعمل تنظيم القاعدة بشكل أساسي على الإعلاء من شأن الإدارة والرغبة والقدرة من أجل القيام بتنفيذ المهام، بغض النظر عن الخسائر في الأرواح، وقد كان أبو مصعب الزرقاوي، الأردني المولد والجنسية واحد من أكثر قادة تنظيم القاعدة تشدداً...
الأمر الذي جعل من (ملفه التنظيمي والعملياتي) مثاراً للاهتمام وتسليط الأضواء.. على قدرته في العمل السَّري وبناء الروابط مع الحركات والتنظيمات الأخرى..
لم تكن كل أعمال الزرقاوي إيجابية من وجهة نظر التنظيمات الأخرى، وعلى سبيل المثال، كانت عمليات تنظيم الزرقاوي ضد المدنيين والطوائف الأخرى، مصدراً للتوتر والخلاف حتى ضمن تنظيم القاعدة نفسه.
المشهد السياسي والعسكري المتغير في العراق، أجبر كل الجماعات المسلحة إلى أن تلجأ للتكيف، أو أن تواجه الفناء والتدمير. وفي هذا الصدد أثبت تنظيم القاعدة في العراق قدرة كبيرة على تعويض الخسائر الهائلة التي تعرض لها، وذلك طوال فترة قيادة الزرقاوي له. ومن ثم فقد كانت هناك عملية انسجام وترابط في قيادة العمليات على كل مستويات التنظيم، بما ينسجم ويتلاءم مع قدرات العناصر العامة. وذلك على النحو الذي جعل تنظيم القاعدة في العراق يسيطر بقوة على محافظة الأنبار، ويمدد عملياته بقوة إلى محافظة ديالا بشكل كادت معه محافظة ديالا أن تصبح مسرحاً قتالياً كبيراً بين عناصر القاعدة من جهة، والقوات الأمريكية وقوات الأمن العراقية من جهة أخرى. ولم يكن صدفة،  قتل الزرقاوي، في هذه المحافظة بالذات دون سواها.
حتى الآن يبدو غير واضح، المدى الذي بالنسبة إليه تتأثر نوعية التكيف بالنقد الشخصي للزرقاوي. وبالتالي، إذا كانت شخصية الزرقاوي تهيمن على التنظيم، فإن موته، سوف يترك فراغاً كبيراً.. أما إذا كان التنظيم وتقاليده هو المؤثر على شخصية الزرقاوي، فإن موت الزرقاوي سوف لن يؤثر على أداء تنظيم القاعدة في العراق..
كذلك، ثمة مسألة هامة، تتعلق بقدرة تنظيم القاعدة على التعويض ، وذلك لأن الأنباء التي تقول بأن الزرقاوي قد قتل ومعه مساعديه، فإن خسارة تنظيم القاعدة في العراق، سوف تكون كبيرة.

• التأثيرات على المدى القريب:
من الممكن أن يكون مقتل الزرقاوي مؤثراً في المدى القريب، بشكل يتناسب مع حجم دوره ونفوذه في التنظيم، من جهة، ومع قدرة تنظيم القاعدة على التكيف مع غيابه. وعلى الأرجح سوف تكون هناك فترة من عدم الاستقرار في عمل تنظيم القاعدة، وذلك إلى حين تأسيس القيادة الجديدة، كذلك سوف يكون هناك انحدار في عدد ونوعية الهجمات، بسبب أن التنظيم في هذه الفترة سوف يكون مهتماً في توفير الأمن والحماية لزعمائه المتبقين، وتحديد اتجاهه في الفترة القادمة، وأيضاً تحديد الكيفية التي سوف يرد ويثأر.
كذلك، التنسيق بين القادة والزعماء المحليين سوف يكون على الأغلب أكثر صعوبة. من هذا، وكل هذه المهام سوف تخلق تحدياً أكبر أمام تنظيم القاعدة، إذا تأكد فعلاً مقتل بعض القادة الرئيسيّن مع الزرقاوي.
كان الزرقاوي مهتماً بالعنف ضد الفصائل الأخرى ، وبعض الشرائح المدنية في المجتمع، وقد أدى ذلك إلى استخدام جزءٍ كبيرٍ من طاقة عنف تنظيم القاعدة في الهجمات الموجهة ضد مثل هذه الأهداف، وبالتالي فمن المتوقع أن تركز القيادة الجديدة هذه الطاقة في تنفيذ الهجمات، ضد القوات الأمريكية والبريطانية، وأجهزة الحكومة العراقية وعناصرها ، وذلك بدلاً من استهداف الأطراف العراقية الأخرى، والتي لم تجلب لتنظيم القاعدة سوى المزيد من الخسائر.
سوف يعمل زعماء القاعدة بشكل متماسك  لإنتاج قيادة جديدة، كذلك هناك احتمالات نشوء الخلافات وتصاعدها بين عناصر القاعدة العراقيين، وغير العراقيين.
تنظيمياً، هناك توقعات، بأن يتحول تنظيم القاعدة في العراق إلى أسلوب اللامركزية، بحيث يكون هناك (أمراء) محليون ذوي صلاحيات ونفوذ أكبر، وما هو أهم، يتمثل في أن هذه المرحلة القريبة المدى سوف تكون مؤثرة على تنظيم وجود استمرارية تنظيم القاعدة نفسه، وذلك لأن القيادة الجديدة، إن لم تثبت المزيد من الجدارة والكفاءة، فإن عناصر التنظيم سوف تترك العمل.. وتتجه إلى ماهو غير تنظيم القاعدة...
• التأثيرات على المدى البعيد:
إن واحدة من أبرز التطورات التي يمكن رصدها، تتمثل في الكيفية التي ينظر بها بقية أفراد التنظيم إلى موت الزرقاوي، هل ستكون شخصية حاضرة ومهيمنة قيمياً على العناصر، أم سوف يتم تجاهلها ويطويها النسيان؟
ويبدو أن ذلك سوف يعتمد بقدر كبير على نوعية العناصر الجديدة وكافاءتها التي سوف تتولى القيادة. إن كانوا أقوياء وأكثر كفاءة. فسوف تصبح شخصية الزرقاوي تاريخية عابرة، أما في حالة ضعفهم فإن الحضور القيمي لشخصية الزرقاوي، سوف يكون أكثر قوة ونفوذاً.. وتأثيراً..
التغييرات التي سوف تحدث من الآن فصاعداً، سوف تكون ذات فائدة كبرى، فإذا انخفض معدل العمليات .. فهذا يعني ضعف القيادة، وأي زيادة في مستوى العمليات كمياً أو نوعياً، فإن ذلك معناه أن تنظيم القاعدة في العراق قد تجاوز محنة الزرقاوي.
إن اختيار الزعيم الجديد للقاعدة، سوف يؤدي على الأرجح إلى معرفة المزيد من التطورات المتوقعة، وذلك لأن عملية الاختيار الجديد للقيادة، يمكن أن تحدد تماسك القوام التنظيمي لجماعة القاعدة.. بينما أي صراع وتنازع حول (خلافة الزرقاوي) معناه.. عدم التماسك، والانفراط..


الجمل : قسم الترجمة

الكاتب: جيفري وايت
المصدر : معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...