من الذي سوف يفتقد الزرقاوي؟

19-06-2006

من الذي سوف يفتقد الزرقاوي؟

الجمل : (الزرقاوي سوف يموت في القريب العاجل)، هكذا أخبرني اثنان من مؤيديه الغاضبين في شهر آذار الماضي، وأضافوا لي بأنه سوف يخونه ويوشي به بعض رجاله المقربين الذين من حوله.
وفي اعتقادي أن هذا هو بالضبط ما حدث في الأسبوع الماضي، فثمة معلومات سرية، أفادت بأن الرجل الذي يعتبر المطلوب الأول للأمريكيين في العراق، كان في منزل ريفي، قامت الطائرات الأمريكية على عجل بمباغتته وقصفه بالقنابل، بشكل أدى إلى مقتل (الزرقاوي) واثنين من أبرز مساعديه وامرأة وطفل كانوا جميعاً في داخل المنزل. أما الذي سوف يقبض مكافأة الـ 25 مليون دولار التي رصدتها الولايات المتحدة .. فسوف يظل خبره معلقاً.. إلى حين آخر!!
الزرقاوي، نجم وفتى الملصقات الخاصة بما تطلق عليه تسمية (الإسلامية الإرهابية)، ولد في مدينة الزرقاء الأردنية من أبوين لاجئين فلسطينيين، وأصبح لاحقاً الاسم الأكثر تلاؤماً مع المصطلح الأمريكي: (إرهابي)، والذي لم يحدث أن ناله من قبل سوى الفلسطيني(أبونضال).
كلا الرجلين كان غامضاً ، تعربد أجهزة الإعلام الغربية بشكل واسع النطاق في وصف أعمال عنفه واغتيالاته الوحشية. وذلك على النحو الذي يغيب إن لم يشوه الأسباب والدوافع السياسية.
قريباً سوف تكثف الأخبار والمعلومات حقيقة أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ليس جزءاً أو فرعاً من تنظيم (قاعدة) أسامة بن لادن. بعد غزو القوات الأمريكية للعراق، كان الزرقاوي عضواً في جماعة مسلحة معادية لنظام صدام حسين، ولكنه من أجل الحصول على مزيد من الصيت والشهرة، أعلن تسمية مجموعته باسم (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين). والجدير بالذكر هنا أن (قاعدة) أسامة بن لادن لم تكن متحمسة لتأييد (قاعدة بلاد الرافدين) الجديدة هذه ، وذلك على الرغم من محاولة المخابرات الأمريكية تدعيم هذه العلاقة ، عندما نشر الجيش الأمريكي رسالة من بن لادن إلى الزرقاوي، ادعى الجيش الأمريكي بأن مخابراته قد استطاعت (اعتراض) هذه الرسالة عندما تم بثها على الهواء.. علماً بأن أيمن الظواهري نائب بن لادن قد أعلن رفضه مراراً وتكراراً لعمليات سفك دماء المسلمين في العراق، التي تعلن وسائل الإعلام الغربية، وربما قاعدة بلاد مابين النهرين، عن مسؤولية الزرقاوي عنها..
كذلك ظل حوالي 20 جماعة مسلحة عراقية( تخوض القتال ضد القوات الأمريكية والبريطانية) تعلن عن إدانتها لعمليات القتل وسفك الدماء.. التي يقال إعلامياً بأن الزرقاوي هو المسؤول عنها..
بقي  الكثير من الشكوك والحيرة، تحيط بموضوع الزرقاوي، حتى حدثت المفاجأة: بعدما تم بمدينة البصرة العراقية القبض على بعض عناصر تابعين للمخابرات العسكرية البريطانية( SAS)، يرتدون الأزياء العربية التقليدية، ويقومون بزرع القنابل والمتفجرات، وحينها : أدت هذه المفاجأة إلى جعل الجميع يفهمون أن رجال الزرقاوي وأتباعه هم إما من العملاء المزدوجين الذين يعملون لصالح أمريكا وبريطانيا، أو هم من عناصر القوات البريطانية أو الأمريكية – والذين ربما كانوا يعملون لـ (مصلحة الزرقاوي!!! ) .
إن مقتل الزرقاوي سوف يعطي بوش بعضاً من التأييد في الرأي العام الأمريكي، لكن وعلى الرغم من أن بوش قد صرح قائلاً بأن مقتل الزرقاوي يمثل نصراً كبيراً على الإرهاب، إلا أن الحقيقة تؤكد بوضوح، أن بوش وجماعة المحافظين الجدد قد خسروا عاملاً كبيراً وعنصراً هاماً يتمثل في (شخصية الزرقاوي) التي كانوا ينسجون حولها المزيد من المؤامرات والخطط التي كانوا يستخدمونها كمبرر لمواصلة غزو واحتلال العراق وقتل المدنيين الأبرياء ...
 


الجمل : قسم الترجمة
الكاتب: إيريك ما رغو ليس
المصدر : ليوروكويل كوم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...