السوريون يقبلون على عمليات التجميل الجراحية

17-12-2007

السوريون يقبلون على عمليات التجميل الجراحية

ليست هذه المرة الأولى التي تجلس فيها رانيا على درج كليتها تراقب ملامح المارة وتتمعن في وجوه زميلاتهجمال طبيعي أم كله اصطناعي؟ ا، فقد بات شيئاً مألوفاً على المحيطين بهذه الشابة أن يتلقوا سؤالاً كالتالي: «عفواً... أود أن أسألك أين أجريت جراحة تجميل أنفك؟».

بالنسبة إلى رانيا (23 عاماً) الطالبة في كلية الآداب ذلك سؤال عادي تطرحه على أي شخص تعتقد أنه خضع لجراحة تجميل «وكأنها تستفسر عن اسم محلٍ يبيع حقيبة أعجبتها أو أي شيء آخر» على حد تعبير زميلتها ندى التي تصف طريقة تفكير رانيا بـ» السطحية» ، تقول ندى: «صارت ملامح الوجه سلعةً تباع وتشترى من قبل رانيا وأمثالها»، تضيف الشابة: « انظري إليها، لا أعتقد أنك سترين شيئاً في وجهها يستدعي جراحة تجميل... إنها الموضة لا أكثر!».

وبالعودة إلى رانيا التي تتملكها الرغبة في إجراء عملية تجميل لأنفها ووجنتيها، فإن التعبير الذي ينطلق على لسانها للإجابة عما يدفعها لإجراء مثل تلك العملية هو «لكي أبدو أجمل». تقولها الشابة بتلقائية وطريقة تستغرب فيها السؤال. ثم تنهي حديثها بسرعة فهي مشغولة بتصفح مجلة تنشر موضوعاً عن نجمتها المفضلة «يكشف « كيفية خسارة تلك النجمة وزنها الزائد.

قد يكون اختلاف وجهات النظر في موضوع عمليات التجميل أمراً طبيعياً بين فريق رانيا المؤيد وفريق ندى المعارض، غير أنه من الواضح أن تقبل المجتمع السوري لفكرة عمليات التجميل ازداد في الآونة الأخيرة والدليل زيادة الطلب عليها، وأن الموضة لعبت دوراً في الترويج لاشكال جسمانية معينة وفق ما يقول الطبيب المتخصص في جراحة تجميل الوجه والأنف جميل عبد الله. ويؤكد عبدالله أنه اعتاد أن تأتي إلى عيادته شابة تحمل صورة لإحدى النجمات وتود أن تصبح مشابهةً لها سواء من حيث شكل الوجه أو بقية أعضاء الجسم، مشيراً إلى أن عمليات التجميل الأكثر طلباً هي: تجميل الأنف وتكبير الصدر، تليها بالدرجة الثانية من حيث الأنواع عمليات شفط الدهون وشد الوجه والأجفان.

ويقول عبد الله إنه رفض مرات عدة إجراء جراحات تجميل لم يكن مقتنعاً بأن نتيجتها ستكون كما يتخيلها صاحبها. وينصح الطبيب الشباب بألا يتسرعوا في اتخاذ قرار العمل الجراحي في سعيهم وراء الموضة تجنباً لمشاكل ما بعد الجراحة، لافتاً الى العامل النفسي في مسألة الرضا وتقبل الشكل. أما فيما يخص تكلفة عمليات التجميل فيعتبرها الطبيب مناسبة لمتوسطي الدخل في سورية.

ويبدو أن الإقبال على عمليات التجميل لا ينحصر بالإناث فقط، على رغم أن نسبة الشباب المعنيين بالموضوع هي الأقل مقارنة مع الفتيات، إلا أن هذه النسبة في زيادة تدريجية ولا تزال محكومة بعض الشيء بنظرة المجتمع، فالبعض ومنهم «أمير» (26 سنة جامعي) بقي متردداً سنوات في اتخاذه قرار إجراء عملية تجميل يراها ضرورية والوقت نفسه يخشى مما سيقوله الناس إزاءها، بيد أنه أخيراً خضع لها ويصفها بالناجحة وأنها أحدثت تغييراً ليس فقط في شكله وإنما في حالته النفسية على حد تعبير الشاب الذي يقول: «ربما تأثرت بما تبثه وسائل الإعلام... إلا أنني من دون شك مقتنع بما فعلت».

لينا الجودي

المصدر: الحياة

إقرأ أيضاً:

العلاجات التجميلية : سوق بلا رقيب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...