زوجي يتجسس عليّ

29-10-2007

زوجي يتجسس عليّ

ربما سمعنا عن عمليات تجسس بين دولة وأخرى أو ربما نكون قد شاهدنا أفلاماً تحكي قصصاً خيالية أو واقعية عن التجسس, لكن هل سمعت عزيزي القارئ بأزواج يتجسسون على زوجاتهم, وهل بينكم أعزائي القراء من الرجال من يمارس هذه المهنة الخطيرة ضد زوجاتهم, إذاً فلنتساءل هل تحتمل الزوجة حالة المراقبة الدائمة التي قد يحاصرها بها زوجها ولو كان بدافع الخوف والغيرة والحب المجنون..؟

السطور القادمة تسجل اعترافات زوجات يعانين من زوج جاسوس وترصد آراء صريحة للأزواج وفي النهاية نطرح رأي الطب النفسي وعلم الاجتماع لنرى كلمته في أسباب انتشار هذه الظاهرة وعلاجها.‏‏

ناريمان (33 سنة) مدرسة لغة إنكليزية, جاء صوتها عبر اتصال هاتفي معها من قبلنا يحمل مرارة تجربة قاسية: كان زميلي في الجامعة , تزوجنا بعد قصة حب عاصفة, كان يؤكد لي في كل مناسبة أن الاحترام والثقة المتبادلة هما أساس نجاح أي علاقة زوجية, تمسكت به وتنازلت من أجله عن بعض متطلبات حياة الرفاهية التي كنت أحلم بها خصوصاً أني أتمتع بقدر كبير من الجمال وعائلتي على مستوى اقتصادي جيد, ومرت الأشهر الثلاثة الأولى من زواجنا هادئة وبعدها كانت المفاجأة التي صدمتني , فقد شعرت به ذات يوم وأنا أحدث صديقة لي على الهاتف يرفع سماعة الهاتف الأخرى ليعرف كل ما يدور في المكالمة وعندما واجهته قال إنه يفعل ذلك على سبيل المداعبة ولكنها لم تكن كذلك حيث تكررت كثيراً, ليس هذا فحسب بل إنه يفتح كل الرسائل والخطابات التي تأتيني من أقربائي وأصدقائي وعندما أغادر المنزل وأعود أضبطه كثيراً وهو يفتش حقيبة يدي وتصرفات كثيرة وغريبة تؤكد لي باستمرار بأنه يتجسس علي, رغم أنني واثقة تماماً من أنه لا يشك في سلوكي أو أخلاقي ولكنني لا أعرف لماذا يفعل هذا وقد بدأت أضيق فعلاً بهذه التصرفات وأفكر جدياً باللجوء إلى عائلتي لحل هذه المشكلة.‏‏

أما ندى ج (24 عاماً), مترجمة: لقد حصلت على لقب مطلقة بعد عامين فقط من الزواج والسبب جاسوسية زوجي الذي حول حياتي إلى جحيم لا يطاق . تخيلوا زوجي كان يتصل بي في العمل أكثر من خمس مرات يومياً وكان يفاجئني أحياناً بزيارته لي في مقر عملي وعندما أخبره بأنني سأذهب إلى أمي أو إحدى صديقاتي أو قريباتي يوافق على الفور وبمجرد أن أصل أفاجأ به يتصل تليفونياً أو أنه قد يأتي خلفي!!‏‏

مشاجرات كثيرة دبت بيننا بسبب تجسسه رغم تأكيده الدائم بأنه لا يشك فيّ أبداً وإنما فقط يخاف علي جداً أما أنا فلم أعد قادرة على تحمل هذا الخوف المجنون لذلك طلبت الطلاق.‏‏

أشياء صغيرة وبسيطة جداً لكنها كلها كانت تؤكد لي أن زوجي يتجسس علي, هكذا بدأت إلهام - ح / محاسبة (28 عاماً): فعلى سبيل المثال يوصي أهله خاصة والدته بمفاجأتي بزيارات بدون موعد وعندما شكوت لإحدى صديقاتي فوجئت أنها هي أيضاً تعاني من أشياء شبيهة لما أعاني منه وكأنها حالة عامة أصبحت تسيطر على الكثير من الأزواج.‏‏

بخبرة السنوات الطويلة تقول فوزية - ر (51 عاماً) / ربة منزل:‏‏

زمان.. لم نكن نسمع عن تجسس الأزواج على زوجاتهم لكن مع الحرية الزائدة التي أعطيت للفتاة زادت نسبة الشك عند الرجال, ولكن في رأيي يجب ألا تقبل أي زوجة هذا من زوجها لأنها ليست مجرمة خطيرة حتى تتم مراقبتها بهذا الشكل والحل أن تواجه كل زوجة تشعر بهذا من زوجها بكل الحسم وتمنعه من التجسس عليها, لأن مثل هذا التجسس لو شعر به الأهل والأصدقاء والجيران فسوف تكون صورة الزوجة في عيونهم سيئة للغاية وإذا لم تفلح المواجهة فلابد من تدخل أحد المقربين لوضع نهاية لذلك.‏‏

إذا كانت هذه آراء بعض الزوجات اللواتي يعانين من تجسس أزواجهن عليهن فماذا يقول الرجال, وما هو رأيهم في التصرفات التي يبدو منها أن هناك حالة شك تتفشى كالمرض.‏‏

سامر مهايني (38 عاماً) محام: الشك ليس هو السبب الوحيد لما قد يبدو من تصرفات تفسرها بعض الزوجات على أنها تجسس, فهناك أسباب أخرى مثل الخوف الشديد على الزوجة أو حب الفضول ومعرفة كل شيء عنها أو القلق من أن تخفي الزوجة شيئاً عن زوجها تراه هي صغيراً , ولكنه قد يكون من وجهة نظر الزوج خطيراً يجب معرفة تفاصيله للتدخل فيه وقت اللزوم لذلك يجب ألا تكون الزوجة حساسة من مثل هذه التصرفات ويجب ألا تفسرها على أنها تجسس لأن الزواج ليس حرباً.‏‏

ويرى الإعلامي اللبناني جوزيف باسيل (37 عاماً) أن الزواج يجب أن يقوم على الثقة وإلا انهار تماماً كما يجب أن تكون الثقة متبادلة فالزوج الشكاك مرفوض وكذلك الزوجة الشكاكة فلماذا يصفون الرجل وحده بالشك? هناك زوجة بطبيعتها تشك في كل شيء, بالتالي أي تصرف عادي من زوجها قد تفسره بألف تفسير مختلف, ولذلك يجب ألا يكون هناك مكان للشك في بيت الزوجية سواء عند الرجل أم المرأة.‏‏

أما نادر - ل (سائق تكسي) 28 عاماً, فله رأي مختلف فيقول: قليل من الشك مطلوب خصوصاً أنه لم يعد هناك ما يدعو إلى الطمأنينة الكاملة لعصر نشهد فيه من القصص والعجائب ما يشيب له الطفل . وإذا كنت كزوج أثق بزوجتي فإنني لا أثق فيمن حولها وقد لا تفهم هي هذا لأن الرجل يكون أكثر خبرة في أمور الحياة من المرأة ومراقبة الزوج لأمور حياته الزوجية ليست جاسوسية بل هي من أجل راحة البال فقط وعلى الزوجات ألا يغضبن من ذلك.‏‏

ويشير الدكتور ابراهيم المصري أستاذ علم الاجتماع بجامعة دمشق إلى أن تجسس الأزواج على زوجاتهم علاقة غير سوية عندما يصبح أحد طرفي العلاقة الزوجية جاسوساً على الآخر والزوج الجاسوس تحديداً لا يمكن أن يعيش حياة سعيدة لأنه يشعر دائماً بأن زوجته لا تخبره سوى بأنصاف الحقائق وأن عليه هو بوسائله الخاصة أن يكتشف الأنصاف الأخرى.‏‏

وفي معظم الأحوال فإن الزوج الجاسوس شكاك وهذه مسؤولية الاختيار منذ البداية وكان على الزوجة منذ أيام الخطوبة أن تكتشف هذا العيب فيه لأنها لا يجب بعد ذلك أن تلوم إلا نفسها إذا عانت من هذا المرض النفسي اللعين الذي يصيب البعض بدرجات متفاوتة ولكن بالفعل قد يكون التجسس في أحيان أخرى وإن كانت نادرة نتيجة لوجود أعراض نفسية أخرى غير الشك مثل الخوف القاتل على من نحب أو الحب المجنون أو الغيرة الشديدة التي تجعل صاحبها يريد أن يعد أنفاس من يحبه ويخاف عليه ولكن في النهاية لا يمكن أن تستقيم حياة زوجية بهذا الشكل أبداً والمطلوب فتح باب الحوار الدائم بين الطرفين ومزيد من السلوكيات التي تدعم الثقة بينهما.‏‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...