تبادل خبرات في ملتقى الشباب العربي بدمشق

23-07-2007

تبادل خبرات في ملتقى الشباب العربي بدمشق

«توثيق الصلة بين القطاعين الحكومي المنظم والأهلي المرن لملامسة قضايا المجتمع» إحدى المواضيع التي ناقشها ملتقى «الشباب العربي والعمل التطوعي», الذي عقد أخيراً برعاية السيدة السورية الاولى أسماء الأسد تحت شعار»التطوع إنسانيتي، البناء مسؤوليتي». وفي الوقت الذي تحدث كثيرون عن أن «الفساد والترهل عدوان للعمل التطوعي», أعطى الملتقى فرصة لأكثر من 120 شاباً وشابة من 17 بلداً عربياً لعرض تجاربهم والاطلاع على تجارب أقرانهم في هذا المجال.

وقالت رئيسة المؤتمر بشرى كنفاني: «ان واقع مجتمعنا من الناحية التطوعية فيه الكثير من القصور، لا توجد في البلدان العربية حركة تطوع واسعة والإقبال عليه محدود»، وعزت السبب «إلى نقص ثقافة التطوع وضعف حركة المجتمع الأهلي». وأضافت لـ «الحياة»: «التطوع الذي نقصده هو التطوع الذي ينصب بشكل رئيسي على مجهود البناء والتنمية عامة وهو ضعيف حالياً في البلاد العربية، بينما هو في البلدان المتقدمة واسع جداً، لأن المجتمع متحرك تتوافر فيه الشروط الموضوعية»، لافتة إلى أن الفرد لكي يقبل على التطوع يحتاج إلى ان يعيش في مناخ مساعد وان يكون مهيأ» وان يشعر بأن دوره له قيمة عندها يمكن ان يتحسس مسؤوليته».

وأظهرت دراسة ميدانية عن واقع التطوع في العالم العربي قامت بها «الشبكة العربية للمنظمات الأهلية» أن الشباب بين سن 15 و 30 سنة هم «اقل فئة مهتمة بالتطوع على رغم توافر الإمكانات الكبيرة لديهم».

وكان باحثون اجتماعيون توصلوا إلى صياغة فرضية لم تثبت صحتها بعد وهي أن البنية الاجتماعية العربية تنشط بحيوية في إفراز منظماتها غير الرسمية لمقابلة الحاجات الاجتماعية التي تعجز الدولة عن توفيرها في أوقات ضعفها وتدهور أدائها.

ويعتقد باحثون انه في «ظل الدولة الشمولية التي ترعى كل شيء تضمحل أو تتلاشى مبادرات الأفراد في تنظيم أنفسهم في مجموعات طوعية لاستيفاء حاجاتهم الاجتماعية».

وقال الخبير في «منظمة المرأة العربية» المعتز بالله عبدالفتاح: «العمل التطوعي غير ممكن إلا في مجتمع ليبرالي أو شبه ليبرالي، أي أن تكون في المجتمع مساحة واسعة للمجتمع المدني»، وأضاف: «أن العمل التطوعي من خلال مطالب الشباب وبإحساس الحكومات العربية بعدم قدرتها على تلبية كل الطلبات والاحتياجات التي يقدمها المواطنون يمكن أن يجبر ويدفع هذه الحكومات التي بطبيعتها تسلطية أو شبه تسلطية إلى مزيد من الانفتاح السياسي والى مزيد من حرية التعبير والى الحق في التجمع».

وشهد الملتقى عبر ورش العمل المتنوعة، مناقشات مكثفة عن العمل التطوعي في البلدان العربية خصوصاً موضوع العمل التطوعي على أرض الواقع ومسألة التشبيك بين الجهات التطوعية العربية ‏ومفهوم التطوع كمصطلح ومعان ودلالات، إضافة إلى معوقات ومشجعات العمل التطوعي ودور الإعلام والمعلوماتية في نشر هذه الثقافة وتعزيزها. وقدم المشاركون تجارب دولهم في هذه المجالات قبل ينتقلوا إلى بلدة «معرة صيدنايا» شمال دمشق، حيث قاموا بإعادة تأهيل «حديقة الشباب العربي» عبر زرع الأشجار والورود فيها والرسم على جدرانها وتزيين مساحاتها المزروعة بالأحجار وفرش ساحاتها بالرمل وتركيب ألعاب الأطفال.

ودعا المشاركون إلى ضرورة فسح المجال أمام عمل الجمعيات غير الحكومية كي تأخذ دورها في المجتمع بعيداً من التدخلات في شؤونها ومحاولة توجيه أهدافها عبر فرض القوانين المقيدة لحركتها. وقالت سيتي عبدالله من الصومال إن العمل التطوعي في بلادها يفتقر إلى الدعم الحكومي ويعتمد على التمويل من دول خارجية الذي يعتقد البعض بأنه مبطن، مشيرة إلى غياب المعلومات والإحصاءات عن الأفراد المحتاجين إلى المساعدة. بينما لاحظت زميلتها السودانية نادين شول أن أهم المعوقات التي تواجه الدول العربية هو «ضعف المعرفة بمفهوم العمل التطوعي، إضافة إلى أن الأسرة العربية لا تعمل على تنشئة أبنائها على العمل التطوعي وتعميق مفهومه لديهم».

ورأى سليمان خليل من سورية «أن عدو التطوع يكمن في الفساد والترهل الإداري الذي تعيشه الحكومات والهيئات وعدم المبالاة وغياب التحفيز والتشجيع لمبادرات العمل التطوعي».

وبعد أن دعا الملتقى إلى إنشاء هيئات وطنية للعمل التطوعي في كل البلدان العربية والاستفادة من خبرات الهيئات التطوعية العالمية والعربية وتطوير هياكل الهيئات العاملة في العمل التطوعي، حث العاملين في مجال العمل التطوعي على الاهتمام بقضايا التعليم والبيئة والصحة والتدريب والتركيز على قضايا محو الأمية وتسرب الإناث من المدارس والالتزام الأخلاقي تجاه الأجيال المقبلة في ما يتعلق بحماية البيئة والعمل على إكساب المحتاجين مهارات تعينهم في توفير مجالات عمل.

نور الدين الأعثر

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...