الصحة الجنسية في سورية والبلدان العربية

18-07-2007

الصحة الجنسية في سورية والبلدان العربية

بالاضافة الى أن 60%من سكان سورية تتفاوت أعمارهم بين عشرة و24 سنة. فان سن الزواج راح يرتفع للجنسين لأسباب اجتماعية واقتصادية, وارتفعت مستويات التعليم أحيانا ما عمّق الهوة بين الأجيال, وقلل من سبل اتصال الشباب بالبالغين للوقوف معهم عند المسائل المتعلقة بالصحة الإنجابية والجنسية.‏

مجموعة دراسات تمت مؤخرا عن الكبار والشباب بعضها في سورية والبعض الآخرفي جامعة الدول العربية ,عن الصحة الجنسية والإنجابية للشباب كشفت عن حاجة ماسة إلى الاستثمار في برامج الشباب, لا سيما بعدما حالت عوامل ثقافية وسياسية واجتماعية دون حصول أولئك الشباب على أبسط المعلومات المتعلقة بنموهم وصحتهم الجنسية.‏

وتبين ان معظم الشباب يعبرون مراحل المراهقة والشباب بصورة فجائية, وذلك مثلاً من خلال الزواج المبكر أو الإنجاب المبكر للأولاد, أو العمل المبكر, حتى وان لم يتهيأ لهم النضج النفسي أو البدني للاضطلاع بأدوار البالغين ومسؤولياتهم. من جهة أخرى, فإن تعامل المهنيين وغيرهم ممن يتناولون أمور الصحة الجنسية والإنجاب للشباب طبقاً لقدراتهم الشخصية, وليس طبقاً لتقييمهم بحسب أعمارهم, كما أن المحظورات التي تحول دون مناقشة المواضيع الجنسية تمثل عقبة أمام إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات. والمشكلة كالعادة هي أن الفقراء أقل حظاً بالنسبة إلى الصحة الجنسية والإنجابية.‏

كما نلاحظ أن الخطاب الثقافي السائد عن العار والشرف له تداعيات أساسية بالنسبة إلى السياسات والبرامج المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية للشباب. فمثلاً الاعتراف الصريح في السياسة بأن الشباب لهم احتياجات ورغبات, وأن ممارستهم للجنس قبل الزواج واردة, وأن الأزواج الشباب والشابات يتعرضون لمشاكل الصحة الجنسية والإنجابية مما يثير مشاكل عدة.وعلى رغم أن ظاهرة الزواج المبكر آخذة في الانخفاض, لكن هناك مناطق كريف حلب والمنطقة الشرقية لاتزال تنتشر.‏

وهناك(زواج الصيف) الذي يبقى سريا ولا يوجد دراسات حوله وهو الذي يخطب السياح العرب فتيات صغيرات في السن خلال الصيف في مقابل مهر كبير, وغالباً ينتهي بالطلاق في آخر الصيف وفي ضوء انتشار مثل تلك (الزيجات السرية والتي لا يدوم معظمها طويلاً) مع انخفاض - وأحياناً انعدام -التوعية الجنسية والإنجابية, تظهر أنماط جديدة من الأمراض المنقولة من طريق الجنس.الا أن الدراسات التي تمت لم تضم البيانات الخاصة بتلك الأمراض على مستوى القطر لا سيما أن اللجوء إلى العيادات الاختصاصية موصوم جداً, خصوصاً بين النساء, باستثناء بعض المعلومات التي يقدمها الأطباء المشاركون في ورشات العمل التي تتم للاعلاميين وتكون للتوعية بمخاطر الايدز وللوقاية منه والتي تفتقر للدراسات الخاصة وتشير اشارات سريعة الى الأشخاص المهمشين اجتماعياً, مثل الرجال المثليين, ومدمني المخدرات...‏

ولكن هناك أمثلة ربما حققت نجاحاً منها خدمات الإرشاد وتقديم المعلومات عن طريق خط الهاتف الساخن السري, فهي تمثل طريقة مثلى للوصول إلى الشباب وتنفذه جمعية تنظيم الأسرة بالتعاون مع اليونيسيف, وهناك البرنامج الوطني للايدز في وزارة الصحة.‏

ومع ذلك لا تزال خدمات الصحة العامة للشباب في ما يخص الصحة الجنسية والإنجابية, ولا تهتم باحتياجاتهم, إضافة إلى وجود حواجز ثقافية ضخمة أمام الشباب والشابات الذين يستخدمونها كما أن قلة من المؤسسات مؤهلة للرد على أسئلة الشباب الجنسية, علاوة على وجود وصمة عار ومعاناة نفسية تصاحبان مثل هذا النوع من المشاكل.‏

وعلى رغم المحاولات الرسمية لإدخال عنصر الصحة الجنسية والانجابية ضمن التعليم الصحي في المقررات المدرسية, وحيث توجد هذه المقررات فإن هناك ما يدل على أن المعلمين يغفلون الأقسام الحساسة.‏

وأوضحت المسوحات التي أجريت حول الشباب أن هناك إحجاماً لدى الشباب لطلب المعلومات الجنسية الصحيحة من أولياء أمورهم, خشية أن يظن الاباء والأمهات ان ابناءهم منغمسون في نشاط جنسي غير مشروع.‏

ولكن رغم كل القيود هناك دليل على البراعة الكبيرة لدى الشباب في الاتصال واقامة العلاقات وحتى علاج بعض القضايا المثيرة للجدل. فقد استفاد الشباب الى أقصى حد من ثورة الاتصالات والعولمة, وهم يشكلون شبكات اجتماعية جديدة من خلال الهواتف الجوالة وشبكة الانترنت. لذلك كله لابد من اشراك شبابنا في صوغ رؤى ايجابية للمستقبل واعتبارهم أصحاب الحق الرئيسيين في حماية صحتهم فهم أصول, وليسوا مشكلات, وقوى فاعلة, وليسوا ضحايا. إنهم جزء حيوي من الحل للتهديدات التي تواجههم. فهم مهيأون جيداً للتعبير عن حاجاتهم واقتراح الاجراءات المناسبة.‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...