تقرير حالة سكان العالم في 2007

12-07-2007

تقرير حالة سكان العالم في 2007

لابد للبشرية من ثورة في التفكير لكي تتعامل مع تضاعف عدد سكان الحضر في إفريقيا وآسيا بحلول عام 2030

هذا التنبيه ورد من صندوق الأمم المتحدة للسكان أثناء إطلاق تقرير حالة سكان العالم امس برعاية السيد عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية رئيس اللجنة الوطنية للسكان بمناسبة اليوم العالمي للسكان. 
 وقد مثل السيد نائب رئيس مجلس الوزراء في فعاليات حفل اطلاق التقرير الدكتور ماهر الحسامي وزير الصحة والذي أشار في كلمته الى ان المناطق الحضرية في العالم ستشهد تزايدا سريعا ويتوقع نموا حضريا غير مسبوق في العالم النامي خلال العقود القليلة المقبلة. ‏

وهذا النمو سيكون ملحوظا خاصة في إفريقيا وآسيا حيث سيتضاعف عدد سكان الحضر خلال الفترة مابين عام 2000 - 2030 وسيحمل عام 2008 المقبل وجود 3.3 مليارات شخص في المناطق الحضرية. ‏

وأشار الى ا ن نسبة السكان الحضر الى الريف في سورية قد تغيرت من 50% خلال التسعينيات الى 53.5% خلال عام 2006 ولذلك اعدت الحكومة السورية وبتوجيهات واهتمام مباشر من السيد رئيس الجمهورية العربية السورية مجموعة من البرامج والمشاريع الهامة لتنمية الريف السوري تتركز في تنمية المنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث من خلال اطلاق مشروع التنمية الريفية في المنطقة الشمالية الشرقية الذي يأتي نتيجة تعاون مالي وتقني مع العديد من الجهات والهيئات الدولية ويهدف الى المساعدة في تخفيف الفقر والبطالة وتطوير ادارة المياه والري ولتحسين فعالية استخدام المياه على مساحة 4،1 مليون هكتار من اراضي المحاصيل المروية ما يؤدي لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسر الريفية الافقر. ‏

ثم استعرض السيد وزير الصحة المشاريع التي تنفذها وزارة الصحة لتطوير الخدمات الصحية وتحقيق شعار الصحة للجميع من خلال توفير المراكز الصحية والمشافي ومشروع الرعاية الصحية السوري ومشروع تطوير الخدمات الصحية في البادية وتطوير الخدمات التمريضية في المنطقة الشرقية بالتعاون مع الحكومة الاسبانية وتوفير العيادات المتنقلة. ‏

واعلن السيد الوزير تحفظ الحكومة السورية على ورود بعض المؤشرات غير الدقيقة عن الوضع الصحي في سورية مؤكدا ان التقارير الرسمية ومنها التقرير الوطني لأهداف الألفية والذي شارك في اعداده وصياغته صندوق الامم المتحدة للسكان تشير الى ان معدل وفيات الامهات هو 58 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية وليس 160 كما ورد. ‏

وألقت السيدة لينا موسى ممثلة صندوق الامم المتحدة للسكان في سورية بيان المديرة التنفيذية لصندوق الامم المتحدة للسكان موضحة انه في عام 2008 ولأول مرة في التاريخ سيعيش اكثر من نصف سكان العالم في بلدات ومدن ويمثل هذا العدد نصف جميع سكان الكرة الارضية ومع حلول عام 2030 من المتوقع ان يتضخم عدد سكان الحضر الى مايقرب من 5 بلايين نسمة اي مايمثل 60% من سكان العالم، وعالميا سيكون النمو السكاني المقبل في المدن وسيكون كله تقريبا في البلدان النامية. وكثير من هذه المدن ستواجه تحديات عديدة كالفقر والجريمة والافتقار الى المياه النقية والصرف الصحي والعشوائيات وينصب اهتمام التقرير على آسيا وإفريقيا، اذ من المتوقع ان يزيد سكان الحضر في آسيا مابين عامي 2000 -2030 من 1.4 بليون الى 2.6 بليون نسمة وفي إفريقيا من300 مليون الى 740 مليوناً واشارت الى انه لم يسبق قط على مر التاريخ ان شاهدنا نموا حضريا كهذا من حيث السرعة والنطاق وما يدعو للدهشة عدم بذل الكثير لجني الفوائد المحتملة لهذا التحول او الحد من عواقبه السلبية المحتملة. مؤكدة ان التقرير يدعو الى العمل ويتطلب استجابة عالمية ويحث على اجراء تحليل بعيد النظر وعلى اتخاذ تدابير استباقية. ‏

وسلطت الضوء على أكثر القضايا إلحاحاً وعلى الاستجابات الممكنة فالفقراء سيشكلون جانبا كبيرا من النمو الحضري ويجب ان يكونوا جزءا من الحل ويستدعي التخطيط الواقعي النظر صراحة في احتياجات سكان العشوائيات وحقوقهم ومشاركتهم فاليوم يعيش بليون شخص في العشوائيات و90% في بلدان نامية. ‏

ما يضع واضعي السياسات أمام تحديات لبلوغ أهداف الألفية، وعليهم ان يكونوا استباقيين ويبدؤوا في العمل مع فقراء الحضر ليتمكنوا من انتشال انفسهم من براثن الفقر. ‏

ويرى التقرير ان تغيير المناخ سيكون تأثيره اشد على البلدان والمدن الفقيرة . ودعت واضعي السياسات ان يصبوا اهتمامهم على توفير الخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة بما فيها الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة الطوعي وتمكين المرأة والالتفات الى الشباب اذ ان عدم الاستثمار في شباب الحضر سيؤدي الى انحراف الجهود الرامية الى الحد من الفقر عن مسارها وزيادة امكانية حدوث ازمات حضرية. ‏

ثم قدم الدكتور صطوف الشيخ حسين عرضا لتقرير حالة سكان العالم 2007 وما يتضمنه مشيرا الى ان التقرير لم يكتف بتسليط الضوء على المشكلات وانما ينطلق الى المفهوم الاستشرافي فالتقرير تناول محاور اساسية بدأها بتوضيح المفاهيم الخاطئة للتحضر ثم السياسات المستندة الى هذه المفاهيم ومن ثم اقتراح المنهجيات. ‏

حضر حفل اطلاق التقرير الدكتورة منى غانم رئيسة الهيئة السورية لشؤون الاسرة والاستاذ علي الزعتري المنسق لأنشطة الامم المتحدة في سورية وعدد من اعضاء مجلس الشعب والسفراء وممثلي المنظمات الدولية والعربية. ‏

ندى الزركي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...