من يريد غزو المملكة العربية السعودية؟

29-05-2006

من يريد غزو المملكة العربية السعودية؟

الجمل: فيلم مايكل مور (فهرنهايت 11 أيلول) قدم مساندة هائلة لبعض مناصري الحرب على شبه الجزيرة العربية. وبرهن الفيلم على أن الأوراق الهائلة العدد والمكدسة، وأبحاث مراكز الدراسات المحافظة، والنقاشات العلنية، وساعات البرامج والكتب؛ جميعها لا تكفي: فقط اسكب الجازولين على شرارة العداء للسعودية التي استشرت في كل الولايات المتحدة.
إن فيلم مايكل مور يوجه ضربة للسعوديين، ليس فقط بسبب علاقاتهم  التجارية والاقتصادية، وإنما أيضاً بسبب تخليهم عن الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، تماماً كما فعل المسؤولون غير السعوديين في اليوم نفسه، عندما تمت استباحة سفريات الطيران تلك. والشعبية الهائلة التي تمتع بها هذا الفيلم، نقلت رسالة العداء للسعودية إلى الساحة الجديدة الأكبر والأوسع نطاقاً. ومن ثم فقد كانت بمثابة الإعلان الأخير لتبرير الحرب الطويلة الأجل لاحتلال المملكة. وبغض النظر عن تقدمية المنتج والجمهور المستهدف، فإن (فهرنهايت 11/9) يتساوق مع أجندة الصقور أو المحافظين الجدد:  تخلص من آل سعود، وبالتالي تحصل الولايات المتحدة حلفاؤها على الجائزة الكبرى في الشرق الأوسط.
هنالك افتراض من جانب أعضاء الكونغرس الأمريكي والدبلوماسيين الأمريكيين في السعودية ومن جانب الشعب الأمريكي، بأن إدارة بوش تقوم بعملية "تحول" في السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية، وذلك نزولاً عند رغبة المحافظين الجدد، وتحت ضغط جماعات المصالح الأمريكية. وهؤلاء الذين يعارضون الإدارة الحالية، يتهمون البيت الأبيض بأنه ما يزال يقيم العلاقات مع أعداء الولايات المتحدة، مقابل تبادل صفقات الأعمال الرابحة. وفي المقابل، فإن الذين يؤيدون العلاقات مع السعودية، يستندون إلى أنه ليس للولايات المتحدة أي هدف بتوتير أو قطع العلاقات مع قوة إقليمية متوازنة، ومستقرة، ولها صداقة طويلة الأمد. فمن هو الصحيح يا ترى؟ لا أحد منهما.
لم يحدث أن كان للولايات المتحدة توجهات صداقة مقدسة مع المملكة العربية السعودية، خلال الثلاثين عاماً الماضية. وأي إظهار لمثل هذا النوع من الصداقة، هو فقط بمثابة الواجهة الخارجية لسياسة الولايات المتحدة العسكرية الحقيقية. إن المستندات السرية التي تم الوصل إليها، تكشف عن حقيقة وجود أصوات قرع طبول الحرب لغزو المملكة العربية السعودية، وارتفعت وتيرة هذه الأصوات حتى تجاوزت الأبواب المغلقة لحكومتنا.
فالبنتاغون، وعلى مدى ثلاثة عقود، قام بإعداد خطط سرية للاستيلاء على آبار النفط السعودية، وتخليص المملكة من آل سعود. وبالتالي، فإن هذا الأمر ليس فقط مكيدة تتعلق بالمحافظين الجدد حصراً؛ فالخطط يتم وضعها في كل مرة من أجل غزو السعودية، لتحقيق هدف أكبر: سيطرة الولايات المتحدة على إمدادات النفط العالمية،ما يجعلها مهيمنة على أسواق الاقتصاد العالمي.
الموجة الأخيرة من الاتهامات المضادة للسعودية، تقول بأنها تؤيد الإرهاب، وتغض النظر عنه. وهذا ما عزز الرغبة لكسب التأييد لتنفيذ الخطة القديمة التي بلغ عمرها ثلاثة عقود، ألا وهي احتلال السعودية. ونجد أن أهداف اللاعبين الإقليميين الآخرين، يمكن أن تضيف مزيداً من العوامل لتبرير الحرب الأمريكية، وتعطي زخماً لضرورة الغزو، لا يمكن إيقافه.
إن هذه المقالة تكشف دوافع وأعمال وإجراءات هؤلاء الذين خلف عجلة القيادة، من أجل احتلال حقول النفط السعودي.

خطط سرية تحت دائرة الضوء
في عام 1973، وضعت إدارة نكسون خطة للهجوم على المملكة العربية السعودية، وللاستيلاء على حقول النفط؛ ولكن ضمن تقرير استخباراتي سري مشترك، حمل عنوان"عين ألفا المملكة المتحدة". كان جهاز المخابرات العسكرية البريطانية الخارجية (M16)، وجهاز المخابرات العسكرية البريطانية لمكافحة التجسس (M15) على علم بهذا الأمر. وعلى ضوء قوانين الأرشيف الوطني البريطاني، تم رفع السرية عن الوثيقة في كانون الأول 2003، ولكن "عين ألفا" رأت أنه «بإمكان الولايات المتحدة تأمين إمدادات نفط كافية لنفسها، ولحلفائها، عبر الاستيلاء على حقول النفط في السعودية، والكويت، ودولة الإمارات العربية. ويتبع ذلك القيام بعمل استباقي، حيث تستولي فرقتان أمريكيتان على حقول النفط السعودية، وفرقة واحدة تستطيع السيطرة على حقول النفط الكويتية وحقول أبو ظبي».
في شباط من عام 1975، كشفت صحيفة الـ (صنداي تايمز) عن تسريبات في خطة وزارة الدفاع الأمريكية السرية، التي وضعت من قبل البنتاغون، وكان (الاسم التشفيري) لها "خيار الظهران الرابع"، وهدفها تنظيم أكبر عملية غزو لأكبر احتياطي نفط في العالم، ألا وهو المملكة العربية السعودية.

نوايا المحافظين الجدد حول العربية السعودية
ظل ريتشارد بيرل ينتقد علناً كل الأنشطة، التي يقوم بها الأمريكيون مع المملكة العربية السعودية، رغم محاولته تأمين مبلغ 100 مليون دولار من الاستثمارات السعودية، للمشاركة في رأسمال مشروعه الخاص به. وكانت محاولته السيئة الحظ، كي يصبح سمساراً ومضارباً نافذ القوة، موثقة جيداً. وهو يؤكد أنه يعمل على وضع إحدى قدميه على باب لجنة سياسة الدفاع الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع. وفي الوقت نفسه، يضع قدمه الأخرى على باب استثمارات رأس المال. وعندها أصبح أكثر تشدداً بآرائه، في معرض كلامه عن الدفاع القومي، قائلاً: «أعتقد بأن الأمر مؤسف. إن السعوديين يمثلون مصدراً رئيساً في المشكلة التي نواجهها في مكافحة الإرهاب» [يجب على ريتشارد بيرل أن يستقيل من لجنة سياسة الدفاع، لأنه أصبح مكشوفاً، وقد تم كشف اجتماعه السري الابتزازي مع رجال الأعمال السعوديين لجمع المال].
استمرت جهود بيرل، لإعادة ترتيب ديناميكيات الإقليم، ومن بينها العربية السعودية، عدة سنوات. وعندما طلب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الليكودي، وضع ورقة استراتيجية إقليمية لإسرائيل، قام معهد الدراسات الاستراتيجية (مركز دراسات) في واشنطن، بنشر الورقة كاملة [اختراق بارع: استراتيجية جديدة لتأمين المنطقة]. وشدد على ضرورة إلغاء وفسخ اتفاقية أوسلو، وإبطال عملية سلام الشرق الأوسط، والمطالبة بتحميل الرئيس ياسر عرفات آنذاك، المسؤولية الكاملة عن كل العمليات "الإرهابية" التي كان يقوم بها الفلسطينيون، وطالب أيضاً بالإطاحة بصدام حسين والنظام البعثي في كل من سوريا والعراق، وبضرورة فرض الديموقراطية على كامل البلدان العربية، إضافة إلى إيران، وطالب نتنياهو أيضاً بطرد الفلسطينيين. وقد أشار ضابط مخابرات إسرائيلي كبير، إلى أن الهدف هو جعل إسرائيل قوة مهيمنة في الإقليم.
أصبحت جهود بيرل، لتحييد التمويل الدولي للمقاومة الفلسطينية ودعم وتأييد الفلسطينيين، منذ ذلك الحين، محط اهتمامه في كل توصياته السياسية.
وهناك مخترق بارع آخر، هو ديفيد فورمسر. ففي عام 2003، كان ديفيد فورمسر، قد انتقل إلى وزارة الخارجية الأمريكية، ليعمل مباشرة عند نائب الرئيس الأمريكي الحالي ديك تشيني، ورئيس هيئة أركانه لويس ليبي. وكانت ميراف زوجة فورمسر، تشرف على معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، إلى جانب العقيد إيغال كارمسون، وهو من مخابرات الجيش الإسرائيلي.

الملحق (1): خطة الاستيلاء:
(المصدر: الصنداي تايمز اللندنية، شباط 1975):
في عام 1975، كتب المحلل الاستخباراتي والعسكري الأمريكي روبرت توكر، في مقالة بمجلة "كومينتري" التابعة للجنة الأمريكية اليهودية، تحت عنوان (النفط: مسألة التدخل الأمريكي). وذكر توكر «من دون القيام بعملية التدخل، فإن هناك احتمالاً لحدوث كارثة اقتصادية وسياسية، تشبه كارثة حقبة الثلاثينات من القرن المنصرم.. وإن خط ساحل الخليج العربي، هو الآن بمثابة "ألدورادو" ينتظر وصول غزاته». وفي الشهر نفسه، نشرت مقالة ثانية في مجلة "هاربر"، تشدد على ضرورة حاجة الولايات المتحدة الملحة للاستيلاء على حقول النفط السعودية، وإعداد التجهيزات والمطارات التي تؤهل أمريكا للقيام بعملية الاستيلاء على النفط العربي. والجدير بالذكر أن هذه المقالة قد حملت اسم الكاتب: مايلز إيغنوتز، الذي تبين أنه اسماً حركياً مستعاراً. فيما بعد صرح الدبلوماسي الأمريكي الرفيع المستوى جيمس أكينز، بأن (مايلز إيغنوتز) هو هنري كيسنجر، الذي كان وزيراً للخارجية الأمريكية في ذلك الوقت، ولم يشأ أن يكتب اسمه الحقيقي. وعند مواجهة كيسنجر بذلك، لم يؤكد أو ينف، أو ينكر التهمة.
إضافة إلى ذلك، وفي آب 1975، تم تقديم تقرير حمل عنوان (حقول النفط كأهداف عسكرية: دراسة جدوى)، إلى لجنة العلاقات الخارجية. وفي هذا التقرير، تمت الإشارة إلى أن الأهداف المحتملة للولايات المتحدة تتضمن: السعودية، الكويت، فنزويلا، ليبيا، ونيجيريا. وأشار التقرير إلى أن [القوات العسكرية لبلدان الأوبك] ضعيفة كماً ونوعاً، ويمكن تحطيمها والقضاء عليها بسرعة فائقة.
أطروحة الهجوم على المملكة العربية السعودية، ظلت موجودة طيلة الحرب الباردة، ومن ثم تم إحياء الفكرة حين بدأت "الحرب على الإرهاب" الجديدة، وذلك بذريعة أن السعودية دولة تدعم الإرهاب ضد الغرب. وأحد الذين يمثلون هذه الفكرة هو ريتشارد بيرل.
كان هذا المركز متخصصاً بالانتقاء والبحث والترجمة، وعلى وجه الخصوص بالتشديد على المستندات المكتوبة باللغة العربية، تلك التي تدعم فكرة أن العالم العربي يحتقر ويزدري الغرب. وحصلت ميراف على درجة الدكتوراه من جامعة جورج تاون في واشنطن، حول حياة فلاديمير جابوتنسكي، مؤسس الحركة الصهيونية الرجعية، وحول بطولة أرييل شارون وحزب الليكود.
تم الإعلان عن العربية السعودية كعدو للمرة الثانية، من قبل الولايات المتحدة في 10 تموز 2002، وذلك عندما قام لاوربنت مورافيتش، من مؤسسة "راند"، بتقديم عرض، اعتبر نقطة قوة للجنة سياسة الدفاع، جعلها تدعو ميراف فورمسر - شبيهة بيرل - وزميلها ماروفينت من جامعة جورج واشنطن، الذي كان اسمه مدرجاً كعضو سابق في الكلية.
تحت عنوان (أخذ السعودية من العرب)، كتب عن السعودية بأنها "محور الارتكاز الاستراتيجي"، وأعلن التقرير بأن المملكة هي بمثابة عدو للولايات المتحدة، وقد دافع عن استيلاء الولايات المتحدة على السعودية وحقولها النفطية، وغزو مكة والمدينة، ومصادرة الأموال؛ إلا إذا وافقت السعودية على وقف دعمها للأنشطة الإرهابية المعادية للغرب. وتم الإعلان عن أن السعودية هي بذرة الشر والمحرك الأول والخصم اللدود الأكثر خطراً في الشرق الأوسط. وقد طالب ماروفيتش قائلاً: «منذ الاستقلال، كانت الحروب هي الناتج الأساسي في العالم العربي، وإن التآمر والتمرد والقتل والانقلاب هي الوسائل المتاحة الوحيدة لإحداث التغيير. فالعنف هو السياسة، والسياسة هي العنف. وبالتالي فإن ثقافة العنف هذه هي الداعم الأولي للإرهاب، وهناك سياسات تنفذ وقد حافظت على نفسها على مدى ثلاثين عاماً».
على هذا النحو، قام جيمس أكينز بشرح الخطط الكلية: «سوف يكون الأمر أكثر سهولة، طالما أننا استولينا على العراق، فالكويت هي بالأساس لنا، وقطر والبحرين أيضاً، والآن نتحدث فقط عن  العربية السعودية والإمارات العربية».
إن العلاقات بين الأفراد، الذين يضغطون على الولايات المتحدة للقيام بغزو المملكة العربية السعودية، تبدو عميقة الجذور؛ فريتشارد بيرل، كان تلميذاً لألبرت فولشيتر من مؤسسة "راند"، والأب الروحي لمحللي المحافظين الجدد. وقد كان فولتشير هذا، رفيق وزميل صف أحمد شلبي في جامعة شيكاغو. ونحن نعلم أن شلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي، والشخص الرئيس الذي زود أمريكا بالمعلومات عن أسلحة المار الشامل العراقية، التي تبين أنها لا وجود لها. والشلبي أيضاً هو مجرم ومدان في الأردن، وقد صدر بحقه حكم بأكثر من عشرين سنة، بسبب تعاملاته غير القانونية في الأنشطة المتعلقة بالمعاملات المالية والاختلاسات من بنك البتراء الأردني.
إن تنامي الكراهية ضد العربية السعودية، باعتبارها دولة ترعى الإرهاب من قبل الدوائر التقدمية والمحافظة، سيسفر عن غزو سريع لا يؤجل. والداعمون لهذا الأمر في الإدارة الأمريكية، يمكنهم أن يستخدموا هذا الإجماع، لتنفيذ مخطط سياسة الولايات المتحدة. ويمكن أن يحدث بالسهولة نفسها التي عزل فيها صدام حسين، على أنه خطر دائم يهدد أمريكا.

استهداف السعودية: سحب القضية من مركز الدراسات إلى الميدان
حقيقة، لا يوجد دليل قوي يربط بين زعماء السعودية والمسؤولين عن الإرهاب، وثمة دليل صغير على بعض المسؤولين السعوديين الذين لعبوا دوراً واضحاً، ولا توجد دلائل على تمويل الإرهاب، بخلاف تلك التي وجدت في بلدان كثيرة أخرى ضمن الأجهزة المصرفية. وفي الحقيقة، فقد أدرجت وزارة الخارجية كلاً من هولندا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا وأستراليا والولايات المتحدة نفسها، ضمن الدول التي لها روابط مالية واتصالات مع القاعدة.
وعلى أي حال، فإن الحقائق يمكن ألا تكون كافية لزيادة الكراهية والبغضاء ضد السعودية بين صانعي القرار وعدد كبير من الأمريكيين.
إن تشديد موروفيتش على الإدانة، استمرت، حيث ذكر بأن العربية السعودية تمثل «مجموعة غير مستقرة.. وهابيون يحتقرون الحدائق والرأسمالية، وحقوق الإنسان، وحرية الأديان، والديموقراطية والجمهوريات والمجتمع المفتوح. وما يقوم الوهابيون بنشره في سائر أنحاء العالم، يقوم على الثورة الإيرانية التي قادها الشيعة المتحمسون للخميني، وبالتالي فإن الوهابية تتحرك من خلال التطرف الإسلامي الطائش، وبأن هناك تحولاً من سياسة النفط البراجماتية إلى تطوير الإسلام الراديكالي».
أصبحت السعودية، بعد كل هذا، متهمة بأنها تمثل السمت الرئيس لأزمة العرب، وتعمل على كل مستويات شبكات الإرهاب، وتدعم أعداء الولايات المتحدة، ولها الكثير من مشاعر البغضاء والكراهية ضد الولايات المتحدة. وبالتالي فإنه على الولايات المتحدة أن توقف كل تمويل ودعم للمدارس الأصولية، والمساجد، وعلماء وفقهاء الدين في سائر أنحاء العالم، ويبدأ تحقيق هذا بتفكيك هذه الممالك الإسلامية ومصادرة ممتلكاتها.
لقد أدت هذه التصريحات، إلى نشر المزيد من توسيع الصورة الشيطانية الإجرامية، التي تحاول الجماعات الموالية لإسرائيل رسمها للسعودية والعرب والمسلمين في أمريكا والغرب، ومن أمثلة ذلك قيام معهد هدسون في 6 حزيران 2002 بعقد حلقة بحث عنوانها: (أطروحات حول الديمقراطية: العربية السعودية، صديق أم عدو؟) وضم الحضور ريتشارد بيرل، لوريت موروفيتش، وغيرهما من صهيونيي أمريكا.
ما هو جدير بالاهتمام، أن سخرية القدر وحدها، ربطت ريتشارد بيرل بعلاقة وثيقة مع «هؤلاء الذين يقول عنهم هو نفسه بأنهم إرهابيون، وذلك عندما كان يقوم "بجمع الأموال" لمساعدة ضحايا الزلزال في إيران، إضافة إلى جميع الأموال لمساعدة مجاهدي خلق، الذين فوضوه ليكون المتحدث باسمهم في (حملات جمع الأموال). ورغم معارضة دوائر مكافحة الإرهاب لجمع المال لمساعدة الضحايا الإيرانيين، إلا أن ريتشارد بيرل المتشدد ضد الإسلام والعرب والإيرانيين، تجاهل كل ذلك وقبل بكل سرور القيام بعملية جمع الأموال».
وكذلك، فقد قدم معهد المسعى الأمريكي، التابع للمحافظين الجدد، بحثاً قدمه "دور غولد"، سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، وكان موضوع التقديم يدور حول كتابه الجديد (مملكة الكراهية)، الذي تحدث فيه عن دعم السعودية للإرهاب العالمي الجديد، علماً بأنه لم يحدث أن زار السعودية؛ ورغم ذلك، فقد قدمت الشبكات الإعلامية الأمريكية والغربية غولد، باعتباره خبيراً في الشؤون السعودية، علماً بأنها تتجاهل جانباً هاماً من وظيفة دور غولد، في كونه يعمل: مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون.
زعم دور غولد في كتابه، بأن (مجموعة الحرمين) قامت بضخ أموال كثيرة لتنظيم القاعدة، وفي الوقت نفسه تجاهل أن السعودية قامت بإطلاق النار على أعضاء التنظيم وصادرت أمواله وممتلكاته.
إن تشدد "دور غولد"، يمثل في حقيقة الأمر وثيقة إسرائيلية على التآمر ضد السعودية عن طريق اللوبي الإسرائيلي، وادعى غولد بوجود وثيقة لدى الحكومة الإسرائيلية، تؤكد دعم السعودية المالي لحركة حماس.
يهدف كتاب "دور غولد"، إلى تطوير أجندة نتنياهو وبيرل وبوش، من أجل استهداف السعودية، مطالباً الإدارة الأمريكية وحلفاءها باتخاذ المزيد من الإجراءات الشديدة القسوة ضد السعودية، وذلك إذا كانوا يرغبون فعلاً في حماية أمن وسلام الشرق الأوسط.
كتب معهد هدسون، الذي يشرف عليه ماكس سنجر، أحد المحافظين الجدد، ورقة بحث تم إرسالها إلى رئاسة البنتاغون، تطالبه بتنفيذ إجراء خارجي يهدف إلى ضرب السعودية. وكذلك فإن رئيس تحرير مجلة (ويكلي ستاندارد) التابعة للمحافظين الجدد، قال بأنه فوجئ بعد احتلال العراق، بعدم قيام الولايات المتحدة بالمضي قدماً إلى إنجاز الهدف الثاني، والذي يتمثل في الإطاحة بالنظام السياسي في إحدى البلدان المجاورة للعراق (يقصد سوريا)، ثم بعد ذلك نتوجه إلى الهدف الثالث (يقصد السعودية).
كتاب آخر، أصدره هذه المرة روبرت باير، حمل عنوان (النوم مع الشيطان)، وكان روبرت ضابطاً سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. ادعى روبرت في كتابه بأن الولايات المتحدة تعرف سلفاً بأن أمراء السعودية يقومون بتمويل القاعدة للقيام بالعمليات الإرهابية، ووضع خطط الاغتيالات، ودعم متمردي الشيشان. وذكر في كتابه أن السعودية مثل برميل بارود، على وشك الانفجار، وبأن النخب السعودية العليا أصبحت أشبه "بجماعات المافيا". وأخيراً طالب الحكومة الأمريكية بالقيام بغزو السعودية.
وتكررت الظاهرة مرة أخرى، إذ لم يكن روبرت باير  قد زار السعودية ولو لمرة واحدة، كما فعل سلفه دور غولد.
كتاب آخر هو (لماذا نامت أمريكا؟)، لمؤلفه غيرالد بوزنر، وقد دخل الكتاب في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، وركز صاحبه على إدانة أسامة بن لادن وحكومة المملكة العربية السعودية.
وأخيراً نقول: إن رسالة فيلم مايكل مور، تتمثل فيما يلي: يجب إيقاف العلاقة الأمريكية - السعودية. وعلى هذا النحو، يمكن القول إن فيلم مور، قد مثل مرحلة، والمرحلة التي ستلي ذلك ستقوم بها الكتب والأبحاث وحلقات البحث في مراكز الأبحاث، حيث ستتشكل قناعة مطلقة لدى الشعب الأمريكي والرأي العام الأمريكي بضرورة العمل العسكري ضد المملكة العربية السعودية.

 

الجمل: قسم الترجمة
الكاتبة: تانيا سيمسو
المصدر: أرميب أورغ

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...