الفضائيات والجوال: الإغراءات والمخاوف

04-07-2007

الفضائيات والجوال: الإغراءات والمخاوف

تكاثر في السنوات القليلة الماضية إعلان ميزات الهاتف الجوال والحديث عنها. وهذا الجوال الذي اختطف وظائف مهمة من مخترعات أخرى قديمة وجديدة، تسارعت بالتالي العلاقات المتبادلة بين المحطات الفضائية، ما يثير أسئلة مفتوحة عن التأثيرات المحتملة على أنماط التواصل بين الناس، من جهة، والتواصل مع المرئيات والمسموعات عموماً. ونلاحظ أول الأمر انه مع كل الميزات الخدماتية الضرورية والنافلة التي أضيفت الى الجهاز الصغير الجوال، يظل مثيراً في إيجابياته وسلبياته، فهو المنقذ المأمول في حالات الخطر، في حوادث الزلازل والحرائق والفيضانات، وهو السهم الأخير في جعبة المراسلين الصحافيين المحاصرين بالنيران والانفجارات.

وللجوال فوائد عدة أخرى في التسلية، للذين يستخدمونه كآلة تسجيل وتصوير وتوصيل الرسائل المستعجلة، ويمكن دائماً استخدامه كساعة ومنبه الى جانب المهمات الأخرى، في استطلاعات الرأي والتصويت في المسابقات.

وهو في الوقت ذاته مصدر الخطر القاتل في المواجهات الدامية في الحروب الصغيرة والكبيرة، ومصدر الإزعاج في مطاردة الأزواج والمتورطين في حالات حب من طرف واحد، وفي الاتصالات الطفيلية والثرثرة، وتصوير ما لا يمكن تصويره بالكاميرا المحمولة. وهو المتهم بالتسبب في حالات مرضية في رؤوس مستخدميه، وهو يسبب أنواعاً من الكآبة للذين يستخدمونه أكثر مما يجب، حينما يدفعون الفواتير المركبة الأنيقة.

تأخر بعض الدول العربية في استخدام الجوال لأسباب صحية أو أمنية، بينما قامت الشركات المستثمرة بما لها من سطوة بتحطيم «كابينات» الهواتف الأرضية العامة في شوارع المدن، وقطع أسلاكها، كي يستفرد الجوال بخدمة الاتصالات. وأثيرت فضائح أخرى حول مشروعية صفقات استثمار الشبكات، وإذا كانت الشركات المنتجة الكبرى في العالم تتنافس في تطوير الانتاج فإن الشركات المستثمرة لدينا لا تتنافس إلا في مجال الاحتكار، كما يبدو.

أما الجديد في عالم هذا الجهاز الصغير الذي لم يعد في مقدور أحد أن يستغني عنه فهو أن بعض الفضائيات العربية قام بإطلاق الخدمات الخاصة على الجوال، ما يجعل الأخبار والبرامج وحتى الأفلام المتلفزة تصل لحظة بلحظة الى ملايين المستخدمين قائلة لهم: أين المفر؟ وراءكم وراءكم... وفي المقابل انتشرت خدمة الرسائل المختصرة التي تبث بغثها – لا بسمينها – على أسفل شاشات التلفزة ما يعزز خدمة الاتصال بالصوت والصورة وكذلك الإساءة الى اللغة العربية وتحريك سيبويه في قبره، ولتتويج هذا كله، كما أقيم في القاهرة مهرجان خاص بشرائط الجوال. وبغض النظر عن نوعية الصورة والصوت، في هذا النوع من «السينما الفقيرة» وفي مثل هذه الحال نجد أنفسنا أمام إغراءات مستجدة، مصحوبة بمخاوف مشروعة من سوء استخدام التقنية، كما يحدث أحياناً، أو دائماً.

بندر عبد الحميد

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...