التصدي لجبروت حواء

01-07-2007

التصدي لجبروت حواء

"وليييييييد".. عندما تنطقها زوجتي بنبرة معينة وبشكل حاسم قاطع، أعلم أن ديموقراطيتها، وهي بالمناسبة ديموقراطية لها أنياب، قد نفذت، وأتذكر الجملة الشهيرة للممثل عبد الفتاح القسري في فيلم "إبن حميدو" "كلمتي هتنزل المرة دي.. بس المرة الجاية.." أعرف ستنزل أيضا.

وأترحم على أيام ذلك الأسطورة بقامته المديدة وشاربه الذي يقف عليه الصقر والست أمينة تهرول نحوه متعثرة وهي تتمتم "من شر حاسد إذا حسد ومن شر النفاثات في العقد".. أترحم على "سي السيد" وأيامه.

تتدفق هذه الأفكار والذكريات دائما إلى ذهني وأنا أرفع الراية البيضاء مجيبا زوجتي "طيب ماشي التي تشوفيه.. يا حبيبتي".

وبينما أترحم على سي السيد طالعتني أخبار من مصر، تقول إن هناك محاولات عديدة لايقاظه من سباته الطويل حيث تشكلت مؤخرا عدة جمعيات للدفاع عن حقوق الرجل هناك مثل "الحرية لأصدقاء الرجل"، و"سي السيد"، و"المستضعفون في الأرض".

وعن أسباب إقدامه على تشكيل جمعية "الحرية لأصدقاء الرجل" يقول رئيسها طارق إمام "فكرت في إقامة هذه الجمعية منذ سبعينيات القرن الماضي في ايام السيدة جيهان السادات عندما وجدتها تركز على المرأة وجعلت الشقة من حق الزوجة فبدأت أفكر في مصير الرجل".

ومضى قائلا "تساءلت لماذا كل الجمعيات في مصر للأطفال والسيدات؟ لماذا كل برامج التليفزيون موجهة إليهم؟ أين الرجل من ذلك كله؟ لقد وجدت أن المجتمع يتم تأنيثه فأصبحت غالبية الرجال دورها هامشي وضعيف وأصبح الكثير من الرجال مجرد ديكور أو طرطور وأنا لا أحب الرجل الطرطور".

وتابع قائلا "إن الرجل لابد وأن يكون رجلا وأن يقود الأسرة ولا يجب أن تقود المرأة إلا في حالات استثنائية مثل العجز والمرض، والرجل عماد الأسرة فلابد وأن يلقى الاحترام من أولاده وزوجته".

وأضاف قائلا "إن المرأة الآن ترتبط بالرجل لماله أو شكله ولكن بمجرد تغير هذه الظروف تقوم بخلعه، وقانون الخلع بالمناسبة في مصر غير منضبط لأن الرجل يجب أن يوافق على أن يخلع وهو ما لا يحدث".

وأردف قائلا "يا ليت سيدة الزمن الماضي موجودة ممثلة في ست أمينة زوجة سي السيد فقد كانت سيدة عظيمة تقدس الحياة الزوجية ومطيعة لزوجها أما الآن فانه من الصعب أن تجد زوجة تقدس الحياة الزوجية وتكون لديها أهم من العمل مثلا".

وأشار إلى عدم وجود مساواة بين الرجل والمرأة في مصر قائلا "إنهم يأخذون آيات المساواة الخاصة بالمرأة من القرآن ويطبقونها ويتجاهلون المتعلقة بالرجل".

وأكد أن من حق الرجل أن يحتضن إبنه نصف الوقت، أما لوضع الحالي فانه فاشل ويكبر الأولاد على كراهية أبائهم.

وقال إمام "إن الرجل عندما يكون سعيدا فان ذلك سيضفي سعادة على الأسرة كلها". ومضى قائلا "إنني أحاول رفع الروح المعنوية لفرد مهمل في المجتمع فهو عليه العمل كالآلة وتوفير المال ولاشئ لآخر".

وتابع قائلا "ورغم كل ذلك لا أحد يكرمه ولا أحد يعامله بشكل جيد وأحيانا ما أسمع إهانات للرجال من زوجاتهم بسبب إمكاناتهم المادية لقد أصبح الرجل كائنا ضعيفا".

وتقول الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع "يسود حاليا المجتمع المصري اتجاه جديد يقول إن الرجل لا يحصل على حقه وفقد قدر كبير من قوامته داخل الأسرة بسبب العديد من التشريعات الجديدة داخل المجتمع التي أعطت الكثير من الحقوق للمرأة وتغاضت عن بعض حقوق الرجل مثل حق رؤية الطفل في حالة الطلاق".

وتابعت قائلة "كما أن الرجل لا يحصل على حق حضانة الطفل في أغلب الحالات حيث ارتفع سن الحضانة للأم".

ومضت قائلة "كما أن هناك الآن الكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية تطالب بحق المرأة مثل محكمة الأسرة وغيرها أما الرجل فلا توجد أي جهة تقف إلى جانبه".

وأردفت قائلة "إن هذه الأوضاع أدت إلى نوع من البلبلة داخل الأسرة ونوع من احساس الرجل بأن وضعه في تدهور".
وتابعت "وبذلك تتشتت الأسرة بين رجل وإمرأة رغم أن الأسرة كي تقوم بشكل سليم يجب أن توافق وتكامل بين الزوج والزوجة والأولاد ويجب أن يكون الرجل أساس القوامة داخل الأسرة لأنه لو كانت هناك ندية وصراع فان الأسرة ستدفع الثمن".

وقالت الدكتورة عزة كريم "يجب أن ندعو جميعا إلى حقوق الأسرة ونقلل من التركيز على البحث عن حقوق المرأة ككائن مظلوم أوحقوق الرجل الآن ككائن مظلوم بل نركز على حقوق الأسرة ككل والطفل داخلها حتى نضمن الحصول على جيل سليم وسوي نفسيا قادر على قيادة المجتمع".

ومن جانبه، يقول الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية وعميد كلية أصول الدين الأسبق "إن الحديث عن الرجل ككائن مظلوم مجرد مبالغة تنشأ من تطور الفكر الآن فلقد ظل لرجل متفردا بالقرار لفترة طويلة وكان مكان المرأة البيت فقط".

وتابع قائلا "إن هذا الفكر يتوارى شيئا فشيئا وراء الوسطية وأمام الاعتدال والثقافة الاسلامية النقية التي تجعل الرجل والمرأة شريكين متعاونين تسود بينهما المودة والرحمة في البيت والتعاون في العمل.

وقال الدكتور بيومي "إن هذه الجمعيات التي تنادي بحقوق الرجل هي من بقايا فكر يستغرب أن تتميز المرأة في مجال من المجالات وهو فكر يرى أن الصدارة للرجل".

واستنكر الدكتور بيومي أن يخرج من يقول أن الرجل لا يأخذ حقوقه في مصر، وقال "إن الرجل يجب أن يأخذ حقه وكذلك المرأة وفقا لما جاءت به الشرائع ووفقا لما جاءت به شريعة الاسلام الأخيرة فهو يقرر لكل ذي حق حق ويلقي على كل ذي واجب واجبه بالعدل والقسطاس المستقيم".

وحول موضوع القوامة قال الدكتور بيومي "القوامة كما أرساها القرآن قوامة مسببة وهي ليست قوامة مطلقة للرجال على النساء باطلاق".

وتقول الدراسات إن عنف المرأة المصرية ضد الرجل بات ظاهرة وطبقا لآخر احصائيات المرز القومي للبحوث الاجتماعية فان 38 بالمئة من الرجال في مصر يتعرضون للضرب من قبل زوجاتهم.

وكشفت دراسة تحليلية عن العنف ضد الرجال عن ارتكاب 111 جريمة ضد الرجال من قبل زوجات او قريبات في المجتمع المصري خلال النصف الثاني من العام الماضي.

وأوضحت الدراسة التي أجراها مركز ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان أن هذه الجرائم توزعت بين 85 جريمة قتل 11 جريمة اعتداء بالضرب وغالبيتها وقعت لأسباب أسرية أو خيانة الزوج أو للاستيلاء على أموال الضحية.

وأوضحت الدراسة أن السم كان الأداة الأولى في جرائم القتل يليه الاستعانة بالبنزين والكيروسين والسكاكين والسواطير.

حصلت على رقم محمول زوج يدعى حمدي في القاهرة علمت أنه يتعرض للضرب من قبل زوجته حاولت الاتصال به مرارا فكان ييجبني دوما صوت نسائي حاد يفتح معي تحقيقا في كل مرة أسأل فيها عن الرجل.

حملت القضية بأبعادها إلى الناشطة النسائية نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة التي تقول "هناك درجة كبيرة من السطحية في تناول القضايا والموضوعات فهناك من يقول أنهم يريدون إعادة القوامة للرجال فهل أخذها أحد منهم؟".

وقالت "إننا نناضل في قانون الأحوال الشخصية ليس في مسألة القوامة واشياء من هذا القبيل وإنما في علاقة المرأة بالأولاد إذ أن هناك كوارث تحدث فالولاية بالكامل للرجل وعند الاختلاف يبدأ التنكيل بالأولاد لاغاظة الزوجة او الطليقة مثل نقلهم من مدرسة في شمال مصر إلى صعيدها أو يضع يده على أي أموال تكون والدتهم قد وضعتها لهم في البنوك".

وتابعت قائلة "إننا نريد أن تكون الولاية على الأولاد ولاية مشتركة لمصلحتهم".

وأضافت قائلة "في المجتمع العربي كله مازالت هناك مشكلات ضد النساء والمطالبة بحقوقهن لن تكون أبدا على حساب الرجال فالمواطن العربي كله عنده حقوق منتقصة فالحكومات العربية لا تسعى لضمان حقوق الانسان للجميع فنكتشف أن الجميع مقهور".

وأكدت أن الأمر قد يكون أحيانا ناجما عن تجربة سيئة فقد يتعرض رجل لتجربة سيئة مع إمرأة فيخرج قائلا إن الرجال مقهورين وهذا غير صحيح إذ لا يجب شخصنة القضايا.

وقالت "لا توجد مشكلة اصلا فهناك من يعاني من أمور شخصية ويسعى لفرقعات إعلامية ثم كيف يرفعون من قيمة سي السيد وهو وفقا للرواية كان شخصا فاسدا له وجهان؟ فهو في أسرته شخص مصلي وعنده قيم، وخارج أسرته هو شخص فاسد وينشر الفساد وغير مبالي بالقضايا الوطنية.. فهي شخصية لم يكن بها شئ سوى أنها كانت قاهرة للنساء وهذا ضد ثقافة المجتمع العربي وضد حقوق الانسان وضد الدساتير العربية".

واختتمت قائلة "إن القضية الأساسية ليست قضية رجال ونساء وإنما هي قضية مجتمع وقضية إدارة دولة وقضية ديموقراطية وقضية تعليم وقضية السعي لرفاهية المواطن العربي سواء رجل أو إمرأة في كل المنطقة العربية".

وفي النهاية أرجو ان أكون باعدادي هذا الموضوع قد ضربت المثل في الشجاعة لزملائي الأزواج، كما أرجو من الله وأتضرع إليه ألا تقرأ زوجتي هذا الموضوع وفي حالة أن قرأته فانني أرجو أن تذكروني بالخير.

وليد بدران

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...