قناة المنار: «رواية اسمها سورية» تتجاوز حدود سايكس بيكو

06-06-2007

قناة المنار: «رواية اسمها سورية» تتجاوز حدود سايكس بيكو

أطلق الكاتب والصحفي السوري نبيل صالح أخيراً كتاب «رواية اسمها سوريا: مئة شخصية أسهمت في تشكيل وعي السوريين في القرن العشرين» خلال احتفال ضم وجوه الثقافة والفن في سوريا، كما رافقته حملة إعلانية غير مالكتاب: رواية اسمها سورية- المؤلف: مجموعة من الباحثين- تحرير وإشراف عام: نبيل صالح- إصدار خاص- الطبعة الأولى 1428 هـ- 2007 م- عمليات فنية: B J concept. comسبوقة لكتاب. الكتاب، الذي وقع في ثلاثة مجلدات، هو فكرة وإشراف الكاتب نبيل صالح الذي يقول إنه بدأها بقروض مصرفية شخصية قبل أن يصل إلى مرحلة الطباعة لتسهم جهات ومؤسسات خاصة في دعم ورعاية المشروع.
يجمع الكتاب في طبعته الفاخرة سيراً مختصرة لمئة شخصية أثرت في وعي السوريين، وهو لذلك لا يتوقف بالضرورة عند أسماء سورية، بل يتعداها إلى أسماء أخرى، مصرية كجمال عبد الناصر، ولبنانية كفوزي القاوقجي، وأخرى سعودية ومصرية وحتى تركية. أما لماذا يحمل الكتاب، الذي حرّره أربعون كاتباً، بين أديب ومفكر ومؤرخ وناقد، صفة الـ «رواية» فلأن «الكتاب ليس بحثاً تاريخياً ولا موسوعة» كما يقول صالح لـ «السفير». ويضيف قائلاً: «لقد حاولنا إعادة صياغة هذه الشخصيات بشيء من التشويق والمتعة، ولا يهمنا أن يكون مرجعاً بقدر ما يكون كتاباً يقرأ كما تقرأ الرواية تماماً». أما لماذا التشويق؟ نسأل صاحب الـ«رواية»، فيجيب: «لأن الأحزاب، ومنذ الستينيات، خطفت الثقافة الوطنية. لقد بشروا بثقافة البعث، والقومية السورية، والثقافة الإسلاموية. ومع احترامنا لهذه الثقافات، فهي ثقافة ماضوية لا تقدم الثقافة المعاصرة التي شاركت فيها كل القوميات والطوائف السورية. ولا أعني بذلك حدود سايكس بيكو بدليل وجود شخصيات من أقطار مختلفة».
كتابة التاريخ
ولما كان العمل «رواية» فقد تطلب أبطالاً أشراراً إلى جانب أبطالها الإيجابيين، «وهذا هو معنى وجود شخصيات لم يكن تاريخها جديراً بالمحبة، مثل عبد الحميد السراج، وجمال باشا السفاح. ثم كيف نفهم بنية التفكير البوليسي في سوريا من دون التطرق إلى شخصية مثل السراج؟». التاريخ، تاريخنا، يقول نبيل صالح، في النهاية هو «سيرة أفراد، وحكايات شكلت الجزء الأكبر من وعينا ومن هويتنا كعرب وشركس وأكراد وتركمان وأرمن وآشوريين. مسلمين ويهود ومسيحيين».
لقد أثار اختيار مئة شخصية لهذا الكتاب اعتراضات شتى، كان لكل ناقد أو معترض «مئته» الخاصة، مما دعا للسؤال عن المنهج الذي اتُبع في المشروع. المؤرخ محمد محفّل، أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للعمل إلى جانب أحمد برقاوي ويوسف سلامة ومحمد جمال باروت، قال: «المنهج هو دور الشخصية وتأثيرها في محيطها؛ كم عرف الشخص وانتشر وأثر في الأوساط الشعبية، والأثر الذي تركه في ما بعد. لكن المشروع لم يقفل وقد نضيف خمسين شخصية أخرى». وحين نسأل الرجل الثمانينيّ عن المعيار الذي يقاس به ذلك التأثير يجيب: «من شارك في التقييم ليس ابن اليوم، فأنا لي ستون عاماً في الميدان الثقافي. إلى جانب العديد من الأشخاص الذين ناقشوا وأضافوا وحذفوا، حتى صرنا أقرب ما يكون إلى المنطق والواقع». لكن بالنسبة إليه يعتبر محفّل الأمر الجديد والجاد هو أن يحرر الكتاب أربعون كاتباً، يقول: «هناك مؤرخون غطّوا بمفردهم قرناً كاملاً، ولنتذكر كتاب ابن حجر العسقلاني في القرن الثامن الهجري «الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة»، وكتاب السخاوي «الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع»، وكتاب نجم الدين الغزي «الكواكب السائرة في أعيان المئة العاشرة».
أية رؤية؟
لكن الإنجاز الذي تحدث عنه محفّل، إلى جانب إنجاز انطلاق المشروع، لم يفلحا على ما يبدو في تهدئة الخواطر. واللافت أن معظم الاعتراضات تأتي من حقل الثقافة والأدب، حيث حفلت الـ«رواية» بأسماء حوالى خمسة وعشرين أديباً من بينهم؛ أدونيس وزكريا تامر ومحمد الماغوط ووليد إخلاصي وحيدر حيدر وهاني الراهب وسعد الله ونوس وممدوح عدوان وبو علي ياسين وسليم بركات. الأمر الذي فتح الباب واسعاً للقول لماذا فلان وليس فلاناً؟ لقد قال ناقد ومفكر بارز أصرّ على عدم ذكر اسمه «إن غياب اسم كالشاعر محمد عمران عن الكتاب هو فضيحة، فقد كان الرجل منشطاً ثقافياً بارزاً وأطلق العديد من الأسماء كمحمد كامل الخطيب وجمال باروت وحنّا عبود وسواهم. كما أن دوره في ملحق «الثورة الثقافي» لا ينسى. فالرجل مهم لنتاجه بقدر أهمية دوره كمنشط». وفي الجهة المقابلة هناك من يعترض على وجود هذا الكم من الأدباء (الربع تقريباً) في بلد نعرف جميعاً أحوال القراءة والثقافة والأدب فيه، الأمر الذي خلق جدلاً متواصلاً حول ما إذا كان الأدباء أم سواهم من صنع سوريا.
كتابة التاريخ، حتى لو صيغت على شكل رواية أو دراما، هل يمكن أن تكتب الآن؟ فيما رجال التاريخ الراحلون ما زالوا يحكمون ويحاكمون الراهن؟ أي حياد، وبأية رؤية، ستكتب سير فوزي القاوقجي ومعروف الدواليبي، صلاح جديد، أنطون سعادة، حسني الزعيم، أكرم الحوراني، والرئيس حافظ الأسد، وآخرين؟.

المصدر: المنار

إقرأ أيضاً:

الوطن العمانية: «رواية اسمها سورية» تحلل الشيفرة الثقافية للسوريين

الحياة: «رواية اسمها سورية» تثير عاصفة نقدية في دمشق

المستقبل: «رواية اسمها سورية» استقراء لفلسفة تاريخ سورية الحديث

الشرق الأوسط: «رواية اسمها سورية» كتاب جريء بالمقياس السوري

الوطن السورية: «رواية اسمها سورية» انعاش للذاكرة الوطنية

الراية القطرية: «رواية اسمها سورية» استقراء لتاريخ سورية الحديث

السفير: «رواية اسمها سورية» تجمع الأبطال والأشرار وتثير شهية النقاد

الكفاح:«رواية اسمهاسورية» مدونةعاطفية وثائقية تجمع الجمالي بالسياسي

الثورة : "رواية اسمها سورية" تقدم ذاكرة السوريين بلغة الأدب

مونتكارلو: «رواية اسمها سورية»ترسم خريطة سورية الثقافية خلال قرن

الدستور: مئة شخصية تروي التاريخ السوري في "رواية اسمها سورية "

مجلة شبابلك: «رواية اسمها سورية» كتاب كل السوريين

النور السورية: حسبك تجنب اللوم حول "رواية اسمها سورية"

سيريا نوبلز: «رواية اسمها سورية» بين التشويق والتأريخ

الأخبار: العسكر والسياسيون يتداولون بطولة «رواية اسمها سورية»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...