سيناريوهات نهاية اللعبة 5: انتهاء صلاحية البشر

02-05-2020

سيناريوهات نهاية اللعبة 5: انتهاء صلاحية البشر

Image
 صالح_3

الجمل ـ الأيهم صالح:

هذه نماذج من أحداث تحصل في العالم حاليا، وكل منها مجرد نموذج لعشرات الأخبار المشابهة له من أماكن متعددة.
باستخدام الكاميرات والدرونات، الشرطة الاسبانية تغرم أكثر من 650000 شخصا وتعتقل 5568 شخصا خلال أربعة أسابيع 

بدء تشغيل أول خدمة تسليم بريد بواسطة الدرونات في سنغافورة بحجة أن الروبوتات تقلل تواصل الناس وتؤخر انتشار المرض 

وزارة التربية في ميانمار تختبر الدرونات لتقليل التواصل في العملية التعليمية وتثقيف الناس عن أخطار الفيروس الجديد  والجامعات فيها تستخدم الروبوتات في المراكز الصحية لنقل المواد الطبية والنفايات 

مدن هندية تستبدل عمال البلدية بدرونات في عمليات تعقيم الشوارع 

مدينة أمريكية تطلق برنامجا لقياس حرارة الناس عن بعد باستخدام الدرونات (المصدر) ثم توقف المشروع بسبب معارضته 
مزارعون إسرائيليون يستبدلون القوة العاملة بدرونات 


الروبوتات بدلا من الممرضات لنزلاء فنادق الحجر الصحي في اليابان 


في العالم حاليا يتم استبدال القوة العاملة البشرية بالدرونات. ليس في المستقبل، بل الآن. بينما يسجن العمال في بيوتهم بحجة حمايتهم من المرض المزعوم، يتم استبدالهم بدرونات وروبوتات. 

هذه الآلات تزيح البشر من أعمالهم في قطاعات الخدمات والصحة والتعليم والأمن والجيش. بينما يتحول الملايين في العالم إلى عاطلين عن العمل بحجة حمايتهم، يتم تدمير قدرتهم على الحياة عبر استبدالهم بآلات، ويطلب منهم شكر الحكومات التي تنتزع منهم القدرة على تأمين لقمة العيش لتحولهم وعائلاتهم إلى فقراء جائعين، والقدرة على الاحتجاج على ذلك في نفس الوقت.

هذا التحول الهائل الذي نشهده حاليا ليس جديدا، بل كان متوقعا، ويتم التخطيط له منذ فترة طويلة، وسيتبعه لاحقا خسارة الملايين لعملهم في قيادة المركبات مع تطور تقنيات القيادة الآلية والطيران الآلي، وهكذا سيجد مئات ملايين البشر المنتجين أنهم أصبحوا عالة على مجتمعاتهم بسبب استبدال أعمالهم بآلات.

من الجهة الأخرى، أي من جهة القوى الاقتصادية والمالية، ومن جهة الحكومات، هناك أعمال يجب إنجازها بأسرع وقت وأقل كلفة. أصحاب هذه الأعمال لا يهتمون بمن ينجز الأعمال إلا بمقدار حاجتهم لهم في المناوبة القادمة. 
بالنسبة لهم، الفرق الوحيد بين عامل بشري وروبوت هو التأثير على أرقام الموازنة الختامية لأعمالهم. في هذه الموازنة، البشر يدرجون ضمن خانة النفقات، رغم أنهم يسمون زورا "موارد بشرية". الموازنة تعاملهم ك "نفقات بشرية" بينما تدرج الآلات تحت خانة الموجودات الثابتة، أي أنها موارد حقيقية طبقا للتعريف الاقتصادي. 

العامل البشري كلفة زائدة، بينما الآلة رأس مال وموجودات ثابتة، والتحول من العامل البشري إلى الآلات سيترك تأثيرا هائلا على أرقام موازنات هذه المؤسسات.

لاحظوا أن هذا التحول يحصل في كل مكان، بما في ذلك في الدول المعروفة برخص اليد العاملة فيها، وحتى لدى الحكومات التي تعتاش من ضرائب الطبقة العاملة. 

في الهند مثلا تستبدل البلديات العمال بدرونات. البلديات التي يفترض أن تعمل لمصلحة الناس وتمول نفسها من ضرائب الناس تستغني عن العمال قليلي الأجر وتستبدلهم بدرونات لأنها تعرف أن من الضروري ضغط النفقات، فالضرائب ستنخفض بسبب تسريح عمال القطاع الخاص واستبدالهم بدرونات.

وهكذا سيجد ملايين البشر أن صلاحيتهم كقوة عاملة على وشك الانتهاء، ومصيرهم مثل مصير أية علبة طعام انتهت صلاحيتها، سيتم الاستغناء عنهم ورميهم في سلة المهملات. سعيد الحظ بينهم سيموت بسرعة وبدون معاناة، الأغلبية منهم سيتحولون إلى سويلنت غرين يلتهمه تعساء الحظ الذين يبقون على قيد الحياة.

سينطبق هذا الكلام عليك أنت، قارئ هذا المقال، ولذلك قبل أن تغادر هذه الصفحة، تفقد تاريخ صلاحيتك، وحاول إطالته قدر الإمكان عبر معارضة استبدال عملك بروبوت أو درون.

 

https://alayham.com/node/4085

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...