تأثير المناخ على الصحة العقلية

21-12-2019

تأثير المناخ على الصحة العقلية

بغض النظر عن درجة الحرارة في الخارج، يتفاعل الأشخاص بشكل مختلف مع الطقس، وهناك جانب من جوانب تغير المناخ الذي يهمله الكثير؛ إنّه الاستجابة العاطفية والعقلية لتغير المناخ، من الخوف والقلق إلى الأمل والشفاء إلى غيرها من الاستجابات المعقدة لتغير الطقس وتأثيره على الحالة المزاجية للأفراد وأفعالهم وبما حتى قراراتهم في بعض الأحيان.

يقول عالم النفس ديفيد واتسون: إنّ الناس المختلفين يفضلون بالفعل أنواعا مختلفة من الطقس، البعض يحبه أكثر دفئاً، والبعض الآخر يفضله أكثر برودة، وآخرون يحبون الطقس الجاف، وهناك من يحب الجو الأكثر رطوبة.

الفئة الاكثر عرضة للتأثر بتغيّرات المناخ

بعض الناس أكثر عرضة للتأثيرات المحتملة لتغير المناخ، بما في ذلك الأطفال والمسنين، والمصابين بالأمراض المزمنة، والأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية أو النساء الحوامل والأشخاص المصابين بأمراض نفسيّة. كذلك قد يكون الأشخاص ذو الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة، والمهاجرون، واللاجئون، والمشردون أكثر عرضة للخطر وتأثراً بتغيرات الطقس.

الحرارة الشديدة والصحة والعقلية

الحرارة الشديدة لها آثار كبيرة على الصحة العقلية والسلوك.


تجعل الحرارة الشديدة الكثير من الناس غريبي الأطوار أو سريعي الاهتياج والغضب.


وتعتبر موجات الحرارة ليست حميدة، وفترات غير مريحة، خاصة للأفراد الذين لديهم مخاطر صحية عميقة مرتبطة بزيادة معدلات القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، كما تزداد معدلات الانتحار خلال الفترات التي تمتاز بالحرارة الشديدة.


في الواقع، تعتبر الحرارة الشديدة الآن السبب الأكبر للوفاة المرتبطة بالطقس، حيث تتجاوز الأعاصير والبرق والأعاصير والفيضانات والزلازل مجتمعة، حيث شهدت الهند وهي دولة تعاني من فقر مدقع، خامس موجة حارة دموية في التاريخ في عام 2015، وتسببت هذه الموجة الحارّة في وفاة 2500 شخص بسبب الحرارة.


وعلى سبيل المقارنة، أفاد مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة أنه بين عامي 1999 – 2010 كان هناك 618 حالة وفاة سنوياً بسبب الحرارة الشديدة، رغم توفر الوصول إلى أجهزة التكييف بسهولة أكبر من غيرها من البلدان الفقيرة.
يمكن أن يكون للحرارة الشديدة آثار كبيرة على الصحة العقلية وسلوك الأفراد، نذكر في ما يلي بعض آثار الحرارة الشديدة على السلوك والحالات النفسية:


العنف


تؤكد الدلائل أنّ هناك ارتباط بين الحرارة الشديدة وازدياد العدوانية، حيث يؤدي الانحراف المعياري لارتفاع درجة الحرارة إلى زيادة بنسبة 4٪ في العنف، وهذا له آثار كبيرة على العنف المنزلي وله آثاره على النساء والأطفال.

كما أنّ نسبة الانتحار -وهو شكل من أشكال العنف تحول على الذات- تزداد خلال الحرارة الشديدة. تُظهر الأبحاث زيادة في معدلات الانتحار بنسبة 0.7 ٪ في الولايات المتحدة و 2.1 ٪ في المكسيك خلال الفترات التي تزداد حرارتها 1 درجة مئوية عن متوسط درجات الحرارة الشهرية.


تغيّر المزاج

قامت إحدى الدراسات بتحليل أكثر من 600 مليون اتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووجدت زيادة في اللغة الاكتئابية والتفكير في الانتحار المرتبط بزيادة درجات الحرارة؛ مما يشير إلى انخفاض في الصحة العقلية.
المعرفة

تدعم مجموعة متنوعة من الدراسات الاستنتاج بأن الحرارة تُضعف من الوظائف الإدراكية، حيث لوحظ أن المهام الإدراكية المعقدة مثل الذاكرة العاملة (اختبار الامتداد المكاني، التعرف على الأنماط) قد تضعف بشكل كبير بسبب الضغط الحراري.


الأرق

يعتبر النوم وظيفة أساسية للمحافظة على الصحة النفسيّة والصحة بشكل عام، و يؤثر الحرمان من النوم على الحالة المزاجية والإدراك.


تبدأ عملية النوم الطبيعي عن طريق انخفاض درجة حرارة الجسم الأساسية، لذلك تسهم زيادة الحرارة في زيادة الأرق وتفاقمه مع زيادة الرطوبة، مع إمكانية تفاقم جميع الصعوبات النفسية وقدرات المواجهة للفرد، وهذا له آثار على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحارّة، أو للأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى الهواء أو استخدام التكييف لتوفير أجواء أقل حرارة وأكثر راحة.


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...