إعدام الإتحاد السكني في مجلس الشعب

18-12-2019

إعدام الإتحاد السكني في مجلس الشعب

بعد مرور أربعين عاما على خدماته العامة للناس تم اليوم إعدام الإتحاد العام للتعاون السكني سريريا بسبب عجز الدولة السورية عن علاجه، فقد وافق عموم نواب مجلس الشعب اليوم على حل الإتحاد المذكور وإحلال وزارة الإسكان مكانه، وكنت المعترض الوحيد على القرار مع تحفظ نائب شيوعي (جناح بكداش) عليه.. وقد تصدى العديد من النواب البعثيين بالرد على مداخلتي وساندهم الرئيس حمودة الصباغ بما يوحي باتهامي بأن ماقلته هو "خطاب شعبوي نعرف الهدف منه، وهو ليس صحيحا" .. وفيما يلي مداخلتي غير الصحيحة من وجهة نظر الرفاق :

سيدي الرئيس:

يمكننا القول إن الاتحاد العام للتعاون السكني هو من الإنجازات التي خلفها لنا القائد المؤسس حافظ الأسد، وهو كغيره من الاتحادات السورية أنشئ بهدف الدفاع عن حقوق المواطنين ضد تغول المؤسسات على حياتهم .. وإذا كان قد وصل إلى هذه الحالة المترهلة فبسبب السياسيات الوصائية على الاتحادات التعاونية .. ونحن نرى أن الأسباب الموجبة لحله ـ والتي أوردتها وزارة الإسكان ـ تنطبق على بقية اتحاداتنا العامة التي تعاني بدورها من أمراض الاتحاد السكني نفسها، غير أن الاستمرار في جل هذه الاتحادات من دون إيجاد بديل فعلي يملأ فراغها سوف يحيلنا إلى مزيد من الفوضى ويخلق أنواعا جديدة من الفساد الحكومي بالتعاون مع المقاولين وشركات الإعمار؛ إذ من سيحمي حقوق الناس من فساد الموظفين الإداريين في وزارة الإسكان ؟! لقد حليتم الاتحاد النسائي قبل السكني فهل باتت حقوق نسائنا أفضل ؟! وهل ستزداد فرص المواطن بالحصول على سقف يأويه في حال حل الاتحاد السكني؟

إن الإتحادات التعاونية ضرورة لكل المجتمعات، وفي الدول الناجحة لا يحلون الإتحادات وإنما يغيرون قياداتها الفاشلة، إذ ليس من الحكمة هدم البيوت قبل تأمين سكن بديل لقاطنيها.

أدعو المجلس الكريم إلى رفض قرار حل الاتحاد العام التعاوني السكني الذي يدعو إلى إنهاء المرض بقتل المريض بدلاً من علاجه..

 

نبيل صالح

 

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...