من ينصف مزارعي التبغ

13-10-2019

من ينصف مزارعي التبغ

تتحفظ الرئيس حمودة الصباغ على توصيفي للسياسة الزراعية والصناعية تجاه الساحل السوري بالعدوانية ولكنه لم يقاطع مداخلتي المطولة بحضور السيد محمد معن محمد زين العابدين جذبة وزير الصناعة بعدما قدم تقريره الموجز عن أعمال وزارته في عشرة دقائق بما يتناسب وحجم الصناعة الوطنية بعد تدمير منشآتها عمدا على يد المجموعات السلجوقية المتأخونة التي تحارب اليوم إلى جانب الجيش التركي ضد السوريين.. وقد احترمت تواضع الرجل وعدم مبالغته في الحديث عن إنجازات وزارته كما يفعل سوبرمانات الحكومة أمام إغراء المايكروفونات .. وقد تحدث 35 نائبا في الجلسة التي استمرت ثلاث ساعات وتجدونها مفلترة على صفحة المجلس ووكالة سانا للأنباء البائتة، وقد كان لي المداخلة التالية استجابة لشكوى مزارعي التبغ التي وصلتني يوم أمس :
السيد وزير الصناعة عبر مقام الرئاسة
مازالت السياسة الزراعية والتصنيع الزراعي عدوانية تجاه فلاحي الساحل السوري، بدءاً بالحمضيات مروراً بالكونسروة وانتهاءً بالتبغ اللاذقاني الذي يعتبر من أشهر تبوغ العالم .. ولو قرأنا حكاية التبغ في اللاذقية لتعرفنا على تاريخ الظلم الفلاحي منذ بداية زراعة هذه النبتة عندنا قبل 240 عاما، حيث كانت دولة الاحتلال العثماني تحتكر زراعة وتجارة التبغ، ومن ثم احتكرته بعدها دولة الاحتلال الفرنسي عبر شركة الريجي، ولم تخرج دولة الاستقلال السورية عن القوانين الظالمة التي وضعها المستعمرون لاحتكار زراعة وصناعة وتجارة التبغ على الرغم من تأميم شركة التبغ، حيث استمر الفلاحون باعتماد التسمية الإستعمارية للمؤسسة العامة للتبغ "الريجي" لأنها مازالت تظلمهم وتأكل جهدهم وتمتص عرقهم رغم أنهم ممثلون بنصف أعضاء مجلس الشعب الموقر !؟
السيد الوزير عبر مقام الرئاسة
أنتمي إلى أسرة مزارعي التبغ، وقد أكملت تعليمي بفضل عائدات محصول التبغ، وأعرف أن زراعة التبغ من أصعب أنواع المزروعات، إذ تحتاج إلى متابعة يومية طوال أيام السنة، وقد شهدت خلال سنوات طويلة إجحاف مراسلي إدارة حصر التبغ بحق الفلاحين وظلم لجنة تصنيف وتسعير المحصول، بحيث أن الدولة تجني من ريع التبغ عشرة أضعاف ما يجنيه المزارعون الذين يبلغ تعدادهم حوالي ستين ألف مزارع ويعيش من محصوله تسعين ألف مواطن.
وبالأمس بدأت احتجاجات مزارعي التبغ في ناحية "بيت ياشوط" بريف جبلة، وستتوسع رقعة الاحتجاجات بسبب تراجع أسعار المحصول عن العام الماضي، إضافة إلى تراجع قيمة الليرة الشرائية، وهذا يؤكد كلامنا في المقدمة من أن سياستكم مازالت عدوانية تجاه مزارعي التبغ في سورية..
وقد برر السيد الوزير في رده بأن مخرجات الزراعة هي مدخلات الصناعة ووعد بمتابعة الأمر بخطوات تنفيذية مع لجنة التخمين خلال هذا الأسبوع لإنهاء الظلم عن مزارعي التبغ.. فلننتظر ونرى

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...