الحكم بإعدام سقراط بتهمة إفساد شبيبة أثينا بالمعرفة

اعتبر سقراط بأنه اكثر الرجال حكمة في العالم القديم , فبعــد أن عمل في الفن وقتا قصيرا, تحول إلى الفلسفة, وثبتت فورا شهرته كمفكر على جانب كبير من الاصالة والإبداع. وقد ابتدع طريقــة للتحقيق والتعليم هى عبارة عن سلسلة من الاسئله تهدف الــــــــى الحصول على تعبير واضح ومتماسك عن شيء يفترض أنه مفهـــــوم ضمنا من كل الكائنات البشرية العاقله.
وكان دائم السعي وراء الحقيقة والاهتمام بجعل مشاكل الحيـــــــاة المعقدة سهلة على الفهم , ولتحقيق هذه الغاية كان مضطرا الـــــى مناقشة الكثير من المعتقدات والتقاليد المسلم بها . الامر الذي اكسبه الكثير من العداوات .
في زمن حكم بيريكليس (العصر الاثيني الذهبي)كان سقراط في امان , لان هذا السياســــــــي الكبير كان معجبا به كثيرا , ولكن بعد وفاته شرع اعداء سقراط فـــــي الضغط عليه لكي يسحب معظم ماقاله , ولكنه لم يقبل بذلك, واستمر بالعمل على نفس الخط الذي رسمه , وكان يناقش كل شيء يعتقد أن الحاجة تدعو الـــــــــى مناقشته , فحوكم بتهمة افساد الشبيبه . وحكم عليه بالمــــوت بتجرع سم الشوكران القاتل .

لقد احتقر سقراط الثقافة السائدة وحارب السفسطة وكان أول مفكر يتحرر من البحوث الكوسمولوجية ويعتقد في قرارة نفسه أن التأملات حول الطبيعة هي فارغة من كل معنى وبرر ذلك بأن الملكة المعرفية لدى الانسان لم تصمم لكي تفهم مثل هذا النوع من الأشياء وانما لكي تفهم ذاتها أولا وتتدبر وجودها أخيرا.‎

لقد شهد الحقل الفلسفي مع سقراط بروز توجه جديد يتمحور حول مجموعة من الأسئلة العملية التي تشمل الأخلاق والسياسة والتربية والمعرفة والفن والجمال والطبيعة البشرية والخير المشترك ‎وتدرب على فن السؤال وتجربة الحوار وطرق استعمال اللغة وآداب التواصل.

لقد حدد سقراط منذ البداية رهانات الفلسفة وضبطها في الاهتمام بالحق وكمال النفس والانتصار الى المبدأ وصلاح الفعل وتحقيق سعادة الانسان بالفضيلة ونبذ الجاه والشهرة والثروة والملذات والخيرات المادية.. انه بحق فيلسوف نموذجي وانسان كوني.