تواصل المعارك على تخوم خان شيخون: الجيش يقترب من طريق حماه ــ حلب الدولي

19-08-2019

تواصل المعارك على تخوم خان شيخون: الجيش يقترب من طريق حماه ــ حلب الدولي

تقترب المعارك من الأطراف الغربية لمدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، بعد نحو عشرة أيام على انطلاق حراك الجيش السوري في ريف حماة الشمالي، وإعلان انتهاء «الهدنة» المفترضة. مسار العمليات الذي وصل إلى المزارع المحيطة بالمدينة من الجانب الغربي كان مقرراً منذ جولة المعارك الماضية، ولكن الخيار الميداني استقرّ حينها على التحرك غرباً من كفرنبودة نحو قلعة المضيق، وتجميد الجبهة الشرقية، نحو خان شيخون مروراً بالهبيط. وعلى رغم أهمية السيطرة على المدينة، معنوياً وعسكرياً، لا يبدو الجيش متعجلاً التقدم نحوها، بل تشير معطيات الميدان إلى أن إحكام السيطرة على محيطها والطرق الموصلة إليها هو الهدف المرحلي. ولذلك، سيطر الجيش شمالاً على تل النار، الذي يشرف على منطقة واسعة من ريف إدلب تضم بلدتي كفرسجنة وركايا، فيما يعمل على تثبيت مواقعه شرق مدايا، على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات عن الطريق الدولي (حماة ــــ حلب) شمالي خان شيخون.

وفي المقابل، لم تهدأ محاولات الفصائل المسلحة لوقف تقدم الجيش، وتأخير وصوله إلى الطريق الدولي. وفي وقت متأخر من ليل أمس، هاجمت تلك الفصائل نقاط الجيش غربي خان شيخون ومحيط مدايا الجنوبي الشرقي، بمشاركة رئيسة من «هيئة تحرير الشام»، حيث تولّت الأخيرة التمهيد للاشتباكات بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري، في سيناريو مشابه لما جرى خلال الأيام الثلاثة الماضية. وبينما تشهد جبهة سكيك ــــ التمانعة (شرقي خان شيخون) معارك عنيفة، تجدّد الحديث في الأوساط المعارضة عن تحرك تعزيزات من «الجيش الوطني»، من ريف حلب الشمالي إلى إدلب ومحيطها، للمشاركة إلى جانب «تحرير الشام» و«الجبهة الوطنية للتحرير». غير أن هذه الأنباء لم تُعزَّز بصور أو تسجيلات تظهر تلك التعزيزات، على غرار ما جرى حين دخلت «الجبهة الوطنية» سابقاً خطوط التماس في ريف حماة الشمالي.

اللافت في موازاة تطورات إدلب، كان عودة النار إلى محيط تل رفعت، إذ استهدفت الفصائل العاملة تحت إشراف الجيش التركي في ريف حلب الشمالي، أمس، عدة نقاط في قرى مرعناز والمالكية وعين دقنة ومنّغ، شمالي غرب تل رفعت. وتحدثت أوساط معارضة عن سقوط قذائف قرب مواقع تضم وحدات من الشرطة العسكرية الروسية، التي تحتفظ بوجود دائم هناك ضمن تفاهمات سابقة مع الجانب التركي، من دون خروج تأكيد رسمي. وعلى رغم أن المنطقة كانت قد شهدت جولات اشتباك عديدة خلال الأشهر القليلة الماضية، لم يحرّك القصف خطوط التماس، حتى وقت متأخر من ليل أمس.

وبينما تستمر سخونة الميدان في إدلب ومحيطها، وسط صمت تركي تام، تحدثت مصادر معارضة عن وجود ترقّب للإجراءات التركية المنتظرة بحق المخالفين لنظام الإقامة في إسطنبول، مع قرب موعد انتهاء المهلة الممنوحة لهم لتسوية أوضاعهم (20 آب). ويثير اقتراب الموعد قلق شريحة واسعة من اللاجئين السوريين المقيمين هناك، لا سيما بعد حملات الترحيل الأخيرة إلى إدلب، والتي طاولت عدداً كبيراً من المقيمين في إسطنبول وسواها من الولايات التركية. وتزامن القلق لدى اللاجئين في إسطنبول مع تصريحات رسمية ألمانية، على لسان وزير الداخلية هورست زيهوفر، عن توجّه لسحب صفة «اللاجئ» من حامليها السوريين الذين يزورون سوريا «بانتظام»، إذ أعلن زيهوفر، في حديث إلى صحيفة «بيلد أم زونتاغ»، أنه بمجرد علم المسؤولين الألمان بمثل هذه الرحلات، فإنهم سيبدأون تحقيقاً حولها. وعلى رغم أن السلطات الألمانية لا تقوم بعمليات ترحيل للمخالفين إلى سوريا، فإن الوزير قال إنها «تراقب عن كثب الوضع في سوريا... وعندما تسمح الظروف، سنقوم بعمليات الترحيل».

 


الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...