الجثث المجهولة في شباك الصيادين .. في دجلة أكثر من أسماك "الشبوط"

10-03-2006

الجثث المجهولة في شباك الصيادين .. في دجلة أكثر من أسماك "الشبوط"

                      

ألقى ابو داود وهو يغمض عينيه قليلا في مواجهة شمس  الصباح الساطعة بشبكته في المياه البنية لنهر دجلة. منذ كان طفلا وهو     يصطاد في نهر بغداد العظيم سمك »الشبوط« الذي يستخدم في اعداد »المسجوف« الوجبة الرئيسية في المطبخ العراقي منذ قرون. لكن هذه الايام كثيرا ما تخرج شبكة ابو داود صيدا مشؤوما .. جثثا بشرية لما يبدو انهم ضحايا العنف الطائفي الذي يدمر البلاد ويدفعها نحو حرب اهلية.
            وقال الصياد الذي يبلغ من العمر 61 عاما وهو يبحر بقاربه بهدوء مع التيار بعد الفجر "في بعض الايام اشاهد ما يصل الى خمس جثث. نسحبهم الى ضفة النهر ونستدعي الشرطة". وكثيرا ما رأى ابو داود من قبل جثثا تطفو في نهر دجلة الذي يتدفق في قلب بغداد المدينة التي يسكنها سبعة ملايين. لكن الفارق في الشهور الاخيرة هو الطريقة التي يلقون بها حتفهم. قال ابو داود "نرى اليوم جثثا معصوبة الاعين وأخرى مكبلة الايدي. وقبل يوم عثرت على جثة رجل في الثلاثينات من عمره مصابا بطلقات نارية في رأسه وظهره".
            ودائما ما كانت حالات الانتحار والقتل والحوادث العادية تؤدي الى ظهور جثث في النهر.. ليس فقط دجلة وانما الفرات ايضا الذي يتدفق عبر العراق نحو الخليج في الجنوب. ويقول الصيادون انه في الشهور الاخيرة ارتفع عدد ضحايا التعذيب والقتل الذي يشبه الاعدام كدليل على وجود فرق الاعدام التي تنشط حاليا في العراق.
            وتزيد روايات الصيادين وغيرها من القرائن من التكهنات بان عدد القتلى اكبر بكثير مما يسجل رسميا في دولة تتسم الاحصاءات فيها بالعشوائية.
            ويتذكر ابو شاكر - وهو الاخر احد قدامى الصيادين في نهر دجلة - يوم كان يجدف بقاربه للعمل في ضباب الصباح الباكر ليصطدم بجثة منتفخة عائمة.
            "هناك الكثير من الجثث خاصة عندما يتدهور الامن. والقاؤها في النهر هو الوسيلة السهلة جدا للتخلص منها. فلن يراها احد. ولن يسأل احد من فعل
            هذا".
            ويتندر ابوشاكر وابو داود بذكريات الايام الخوالي عندما كان هناك الكثير من السمك في نهر دجلة والقليل من الجثث. أما هذه الايام فقد تاج الامر الى عدة ساعات لصيد سمكة شبوط واحدة. فقد حولت الكيماويات  وغيرها من الملوثات النهر الى ما يشبه مصارف المجاري. ومعظم اسماك الشبوط الصالحة للاكل تربي الان في المزارع السمكية.
            وتبقى عشرات المطاعم التي كانت تقدم المسجوف للمتنزهين على ضفتي النهر خالية الان بسبب العنف.

 

رويترز

 

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...