تفسير الأحلام والرؤية لتوها Deja vu في ضوء الفيزياء الكوانتية

05-07-2019

تفسير الأحلام والرؤية لتوها Deja vu في ضوء الفيزياء الكوانتية

(مشروع في الأحلام الكوانتية-العوالم المتوازية)

د. عماد فوزي شعيبي:

إذ تُقرُّ الفيزياء الكموميّة (الكوانتية) بالعوالم المتعددة المتوازية بعد تجربة الشقين وحيث يبين (هيو إيفريت- (III)Hugh Everett) أن نُسخنا ونسخ كل شيء في الوجود موجودةٌ فعلاً في زمكان خاص بها وموازٍ لعالمنا (زمكاننا)، نستطيع أن نبني عليها تفسيرنا للأحلام أو لحالات الرؤية (من قَبل) (Deja Vu). إن نُسخنا هي كل احتمالاتنا التي سرنا فيها أو سنسير فيها، أو تلك التي كانت (ممكنة) فسارت فيها نسخٌ أخرى منّا.هي نحن ولكن في مسار آخر؛ تماماً كما هو حال الفوتون في تجربة الشقين، أو أكثر، حيث يخرج من كل الشقوق دفعة واحدة وبنفس اللحظة، وهو لا ينقسم لكنه يعرض نسخه كلها لأن (الإمكانية) مُتاحة (وهي الشقوق). واللافت هنا أن مجرد مراقبة شق يجعل الفوتون لايخرج من باقي الشقوق إنما من الشق الذي تمت مراقبته منه؛ ما يعني أن تواجدنا مع بعضنا هو بمثابة الرقابة على احتمال وجودنا، ما يُعيّن وجوداً واحداً (أي نُسخةً) واحدة، وليس باقي النسخ، ولهذا لا نراها ولا تتواجد معنا بنفس الزمكان المُراقب. لكنها تستمر وجوداً في زمكانها الخاص. نُسخنا هذه تستمر كلٌّ في حياته، بشكل مُستقل عنّا، لانستطيع الالتقاء بها، فإحدى نظريات الفيزياء تعتقد أن لقاء عالمين متوازيين قد أنتج، لمرة واحدة، الانفجار الكبير. فقط عبر استرخائنا أو نومنا نلتقي بتلك العوالم، التي هي نحن، وذلك عبر القسم المسؤول عن الحدس وكل ما هو (لازمني) في المخ، ونصطلح عليه إجرائياً بالنصف الأيمن من المخ. فعندما نسترخي، يتحرر النصف الحدسي في مخنا من سيطرة النصف المنطقي (الزمن) كليّاً أو جزئياً فنتذكر شخصاً ما، لم نره منذ سنين. بعد ذلك بقليل نراه يدخل علينا أو يتصل بنا. هذا هو الجزء الأبسط من تواصلنا مع عوالمنا المتوازية؛ فنصف المخ الحدسي فينا قد تواصل مع نسخة متقدمة زمنيّاً منه والتقى أو تلقى اتصالاً من ذلك الشخص، ونقل تلك الحالة المتقدمة زمنياً لنا في زمننا المتأخر عنها. بمعنى آخر؛ فإن اللقاء أو الاتصال قد حدث لكنّه حدث في زمن متقدم لانلحظه لأننا لم نراقبه؛ أي لم نكن معه بعد. ال Deja Vuيحدث أحياناً أن ندخل مكاناً جديداً ونلتقي أشخاصاً جدداً ونتحدث معهم، ونقول في سرّنا لقد دخلنا هذا المكان، والتقينا هؤلاء، وهذا الحديث نعرفه، ولكننا لم نفعل. الواقع، أننا فعلاً دخلنا هذا المكان وحدث ما حدث، ولكن في زمن متقدّم على زمننا المُتعيّن، وأبلغنا بذلك القسم الحدثيّ اللازمني من مخنا، واحتفظ بهذه المعلومة لحين حدث اللقاء الزمني (أي الرقابة على الاحتمال للتابع الكمومي ، وهنا يحدث انهيار التابع حسب البعض في الفيزياء الكوانتية، أو الانقسام لعالمين متوازيين حسب إيفيرت)، فتذكرنا أنه حدث. والمفارقة هنا أننا تذكرناه على أنه ماضٍ وهو في الحقيقة حدث في المستقبل، مايعني أن الماضي والحاضر والمستقبل مجرد مفاهيم لا معنى لها في عالم الكوانتا، وهي تتعيّن فقط في عوالمنا الآنية.تفسير الأحلام:تقسم الأحلام إلى عدة أنواع:أضغاث الأحلام:وهي التي تتداخل بعدة أحداث، وهي بالتفسير المُقترح منّا رؤية عدة عوالم متوازية لنا بحيث يكون تداخلها غير قابل للإدراك (المنطقي) لدينا لأن لاسياق واحدٌ لها. الأحلام الرؤيوية Insight-Vision (الكشفيّة Discovery) المرمّزة:وهي أحلام نرى فيها نُسخنا المتوازية في العوالم الكوانتية في المتقدّم من الزمن عبر النصف الأيمن Anima من المخ المسؤول عن الحدس والحوادث والأفعال اللازمانية. وهو الوحيد الذي يستطيع أن يتصل بعوالمنا المتوازية لأنها لازمنية!، وعندما يحدث هذا الاتصال نرى ما هو في مستقبل بعض نُسخنا في المتقدّم من الزمن، ولكن هنا يتدخّل النصف المنطقي Animus الايسر من المخ ليرمّز الأحداث فلا نراها كما هي، وكأنه يعترض على اختراق الزمن والتواصل مع عوالمنا المتوازية المتقدمة زمنياً علينا. وهنا تحتاج معرفة ماحدث في المستقبل إلى كشف الرموز التي أضافها القسم المنطقي؛ وهو ما بات يُعرف بتفسير الأحلام. الأحلام الرؤيوية الكشفيّة:وهي التي نرى فيها الأحداث كما هي بدون ترميز ؛ أي نتواصل مع عوالمنا الأخرى ونرى ما قد حدث في المتقدّم علينا زمنيّاً. نراها كما هي دون أيّ ترميزات. هنا نتساءل هل كل ما نراه هو مستقبلنا؟نقول هي ماضينا (وماضي نسخنا) ومستقبلنا (ومستقبل نسخنا). بعضها نراه إذا سرنا باتجاه (هذا الخيار دون ذاك)؛ أي راقبنا (الشق) في تجربة الشقين، ولكن لنسخنا نحن. وبعضها لانراه إذا اخترنا خيارات أخرى في حياتنا الكموميّة.
هل ستتحقق بالضرورة أحلامنا؟ليس بالضرورة. هي تتحقق إذا سرنا باتجاهها. وقد لا تتحقق (ضمن اللانهاية من الخيارات الأخرى) إذا لم نسر باتجاهها. تجربة مُقترحة:إذا حلمنا حلماً جيّداً أو آخر سيئاً، وركزنا في داخلنا وهيئنا ظروفنا للسير في اتجاه الزول وتجنّب الثاني فإننا قد نصل للزول ونتجاوز الثاني. إن أحلامنا (فرصة) كبرى لنا للتعامل مع المجهولات اللامتناهية في حياتنا والتي تبلغنا بها نسخنا عبر الجزء الحدسيّ من مخنا.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...