تكريم ميشيل كيلو: مفاجأة اتحاد الكتاب

14-03-2007

تكريم ميشيل كيلو: مفاجأة اتحاد الكتاب

غادر علي عقلة عرسان مقعده التاريخي في قيادة “اتحاد الكتّاب العرب”، قبل حوالى سنة ونصف سنة. منذ ذلك الوقت، خفّ ضجيج المعارك التي دارت طوال الحقبة الطويلة من إدارته الصارمة للاتحاد... ولم يعد أحد يعلم ما يجري في كواليس تلك المنظمة النقابية الغامضة في عهد الرئيس الجديد للاتحاد! ثلاثة عقود هي الفترة التي أدار خلالها عرسان دفّةَ اتحاد الكتاب العرب، وأفرزت زياً موحداً للكتّاب ومئات المخطوطات التي تعرّضت للمنع والحذف على يد رقباء يتصيدون الجملة الهاربة، إضافة إلى أطنان من الكتب المكدّسة في المستودعات وانتهاءً بهواية فصل الأعضاء. ولا تزال قضية فصل أدونيس، منتصف التسعينيات ماثلةً في الأذهان إثر اتهامه بالتطبيع. يومئذ، أعلن الكاتبان سعد الله ونوس وحنا مينه احتجاجهما على القرار وانسحبا من عضوية الاتحاد. أما المستغرب اليوم، فهو أن يقوم رئيس الاتحاد الجديد حسين جمعة بتكريم بعض الأعضاء المفصولين!
احتفل “اتحاد الكتّاب العرب” أخيراً بمرور الذكرى الثامنة والثلاثين على تأسيسه. لكن الرئيس الحالي تجاهل، في كلمته الافتتاحية، كلّ المبادرات السابقة في هذا السياق مثل “رابطة الكتاب السوريين” (1952) و“رابطة الكتاب العرب” (1954) التي كانت نواةً أساسيةً لتأسيس “اتحاد الكتاب العرب” ، قبل أن تُحلّ عام 1959 إبان الوحدة بين مصر وسوريا. وكانت المفاجأة في هذه الاحتفالية أن يرد اسم حنا مينه بين المكرّمين، بوصفه عضواً مؤسّساً في الاتحاد.
أما المفاجأة الكبرى فكانت تكريم الكاتب ميشيل كيلو في قائمة الكتّاب المتقاعدين، على رغم أنّه يقبع في السجن منذ تسعة أشهر. وقد علّق بعضهم على هذا التكريم بأن رئيس الاتحاد لا يعلم أن ميشيل كيلو في السجن، وإلا لما ارتكب مثل هذه المعصية النقابية! فيما رأى آخرون أنّ هناك مبادرة لإطلاق سراحه. وبدا كما لو أنّ قائمة المكرّمين التي ضمت بعض الأسماء المجهولة اعتمدت على أرشيف وثائق الأعضاء، من دون فحص ما استجد عليها لاحقاً من عقوبات مسلكية في حق بعض الكتاب. هكذا مرت هذه المناسبة من دون اهتمام إعلامي. حتى إنّ بعض المكرّمين لم يحضر المناسبة إما لأنه لم يسمع بالاحتفالية، مثل حيدر حيدر وزكريا تامر وسليمان العيسى وعلي الجندي... أو لأن الأمر برمته لا يعنيه.
وخلال الاحتفال، ألقى الشاعر عبد المجيد النجار، وهو ضابط شرطة سابق، تم تكريمه في المناسبة، قصيدةً عموديةً عصماء... وبدلاً من أن يطالب في كلمته بإلغاء الرقابة، ورفع سقف حرية التعبير والانفتاح على تجارب من أطياف أخرى، اكتفى الشرطي المتقاعد بالمطالبة برفع سقف الراتب التقاعدي للكتاب! الحكاية كلّها تقاعد بتقاعد في “اتحاد الكتاب العرب”!

 

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...