معلولا قامت... «حقاً قامت»

04-05-2018

معلولا قامت... «حقاً قامت»

من داخل مدينة معلولا السورية، التي تضررت بيوتها ومعالمها جراء الموجة التكفيرية وغزوة «النصرة» لبيوتها ولأهاليها عام 2013، لكنها قاومت الإرهاب، تطل كاميرا «المنار»، ضمن فيلم قصير (30 دقيقة)، بعنوان «حقاً قامت» (إعداد وسيناريو حياة الرهاوي ـــــ إخراج يوسف جرادي). يُستعار العنوان من أشهر عبارات الديانة المسيحية، التي يرددها المؤمنون غداة قيامة المسيح في عيد الفصح. ينطبق معنى القيامة هنا، على معلولا، التي قامت من فترة عصيبة ألمّت بها، وفتّتت نسيجها الاجتماعي الإنساني. مرحلة تعتبرها معدّة الشريط «مرحلة صلب» مرّت بها المدينة السورية، وعمّدت بدماء المقاومين، قبيل أن تشهد قيامتها عام 2014 مع تحريرها. 

كانت مغامرة مشوبة المخاطر، وفق ما تروي لنا الرهاوي. توجهت الأخيرة الى المدينة الأعرق التي تضم 34 ديراً وكنيسة، وما زالت إلى اليوم، تتحدث بلغة السيد المسيح: الآرامية. كانت مخاطرة أن تذهب الرهاوي مع فريق العمل إلى هناك، وخصوصاً أنّها ترتدي الحجاب، والمدينة التي تضم غالبية مسيحية، ما زالت تعاني من رواسب التكفير، وتخلط بينه وبين الإسلام الحقيقي. لكن ما رسا عليه المشهد في نهاية المطاف، كان مغايراً للأحكام المسبقة ربما. سنشهد في هذا الشريط، شهادات لسكان المدينة، من أطفال وشبان وحتى معمّرين، لعلّ أبرزها السيدة المتقدمة في العمر (95 عاماً) التي تدعى مريم وهبي. على فطرتها، سألت المرأة فريق العمل: «ليه ما جايبين السيّد معكم؟». وأضافت: «لولاكم (المقاومة)، أنا ما كنت رجعت شفت بيتي بعد 100 سنة». وأصرّت على الغناء لسيد المقاومة، وهي تحمل سلاحاً حربياً في يدها. يردد أهل معلولا دوماً ما يصفونه بـ «إسلام السيد حسن»، ليعبّروا عن ماهية الإسلام الحقيقي، حتى إنّ شاعراً منهم خصّ الأمين العام لـ«حزب الله» بقصيدة كتبها باللغة الآرامية. 


ضمن ثلاثين دقيقة، تحاول «المنار»، استقصاء الوضع داخل المدينة الصخرية الجميلة، وكيف رست أحوال أهلها، بعد عودة جزء منهم إلى منازلهم (5 آلاف نسمة شتاء، يتصاعد العدد إلى 15 ألفاً صيفاً)، ولا سيما من المسيحيين، مع غياب لافت لعودة المسلمين إلا بأعداد ضئيلة. 

يفرق الأهالي هنا، بين من دمّر معالم مقدساتهم، ومَن حمى الأرض. يتوقف الفيلم، عند النقطة التي استشهد فيها كادر قناة «المقاومة» قبل أربع سنوات: حمزة الحاج حسن، والتقني حليم علّوه والمصور محمد منتش. يستذكر تلك اللحظات التي سميت بعدها الساحة هناك «ساحة شهداء المنار». هذا العام، أي منتصف الشهر الماضي، تجمّع أهالي معلولا، في هذه الساحة، ونظموا مسيرة شموع تحية لهؤلاء ولتضحياتهم. 

إذاً، ضمن مشهدية إخراجية لافتة، جوّية وثابتة أرضاً، ستقتحم «المنار» تفاصيل حيوات أهالي «معلولا»، وأحوالهم اليوم، بعد تدميرها من قبل التكفيريين، لتخرج بصورة حيّة وواقعية، تعزز صمودهم، وتحيّي تضحيات المقاومة، التي دحرت التكفيريين عن أرضها. «حقاً قامت» الليلة 20:30 على «المنار»

 

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...