ضغوط روسية على الاتحاد الأوروبي لإعادة إعمار سورية

15-01-2018

ضغوط روسية على الاتحاد الأوروبي لإعادة إعمار سورية

 

أشارت تقارير صحفية بريطانية إلى أن مسؤولين روساً يضغطون على الاتحاد الأوروبي من أجل تحمّل فاتورة إعادة الإعمار في سورية، في حين أقرت مجموعة «لاكتاليس» الفرنسية بسحب 12 مليون علبة حليب للأطفال، من أسواق 83 دولة، لأنها مسمومة، وأكدت التزامها بدفع التعويضات للعائلات المتضررة، والتي من ضمنها عائلات سورية لاجئة في لبنان.
ووفق ما نقلت وسائل إعلام معارضة عن صحيفة «فاينانشال تايمز»، فقد أخبر سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيزوف، الصحيفة البريطانية بأن «دول الاتحاد الأوروبي ستقع عليها مسؤولية الفشل في حال لم يعترفوا أن الوقت قد حان لدعم برنامج إعادة الإعمار في سورية».
جاءت تصريحات السفير الروسي وفق الصحيفة كجزء من جهود موسكو لاستغلال معضلة الاتحاد الأوروبي حول كيفية الإنفاق على حل مشكلة تدفق اللاجئين، بالتزامن مع ازدياد التوتر في روسيا حول دعم الدولة السورية، والذي يزداد حدة مع بدء عملية السلام لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ قرابة سبع سنوات.
ويقر دبلوماسيون أوروبيون بالانقسام المحتمل تجاه سورية، فالدول التي تستضيف الملايين من السوريين، كتركيا ولبنان، تضغط على الاتحاد الأوروبي لتحمل عبء اللاجئين، الأمر الذي يراه مسؤولون أوروبيون محاولة من موسكو لإجبار أوروبا على تحمل الفاتورة.
وتصر دول كبيرة في الاتحاد الأوروبي، على أن تمويل عمليات إعادة الأعمار سيتم فقط بعد أن تسفر محادثات السلام عن عملية انتقال سياسي.
وينصب اهتمام الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن على زيادة الضغط على روسيا، من خلال الامتناع عن دفع أموال الإعمار.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي الأكثر تبرعاً في عمليات الإغاثة السورية لحد الآن، والذين خصصوا أكثر من 10 مليارات يورو للمساعدات الإنسانية والإنمائية.
وبحسب الاتحاد فإن ذلك «يمهد الطريق أمام المجتمع الدولي لبدء النظر في إعادة إعمار سورية بعد الحرب».
ومع ذلك، فإن السفير الروسي، رأى أن الدول الأوروبية يجب أن تتخطى مساعداتها مسألة المساعدات الإنسانية، وأضاف: «لذلك نعتقد أن الوقت قد حان لتجاوز المساعدات الإنسانية الأساسية إلى شيء أكثر جوهرية».
وقال تشيزوف: إن «الاتحاد الأوروبي من الممكن أن يوافق على البدء بتمويل إعادة الإعمار في المؤتمر المقرر عقده في بروكسل في الربيع القادم حول سورية»، كما اعترف بأن روسيا ربما تحتاج لرصد مبلغ مالي للمشاركة في جهود إعادة الإعمار، مع ذلك لم تحدد موسكو هذا الرقم.
ورداً على السؤال حول إذا ما كان الاتحاد الأوروبي قد تعهد بتقديم أي أموال لإعادة الإعمار، قال تشيزوف: «سيتحملون مسؤولية عدم فعل ذلك، وسنقوم نحن بالتنسيق مع لاعبين آخرين محتملين كإيران على سبيل المثال».
من جانب آخر، أعلن رئيس مجلس إدارة مجموعة «لاكتاليس» الفرنسية، عن سحب 12 مليون علبة حليب للأطفال، من أسواق 83 دولة.
ونشرت صحيفة «لوجورنال» الفرنسية تفاصيل المقابلة التي أجرتها مع رئيس مجلس إدارة المجموعة، إيمانويل بيسنييه، أمس، وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة، والتي أكد فيها أن قرار سحب حليب الأطفال الرضع، جاء بعد تشخيص إصابات بباكتيريا «السالمونيلا».
وأكد بينسييه التزام المجموعة الفرنسية بدفع التعويضات للعائلات المتضررة.
وذكرت إحصائيات رسمية، في 9 كانون الثاني الجاري، أن 35 طفلاً أصيبوا ببكتيريا «السالمونيلا»، بعد تناول الحليب المصنع في شركة «لاكتاليس».
وكانت وزارة الصحة اللبنانية سحبت الحليب من الأسواق، في كانون الأول الماضي، بعد تحذير وزارة النازحين من وجود حليب فرنسي فاسد، بين المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين السوريين، وبعد ورود معلومات من منظمة الصحة العالمية عن احتواء هذا الحليب على البكتيريا.
وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً في القضية، بداية كانون الأول الماضي، بعد ورود مئات الشكاوى من آباء لأطفال رضع في فرنسا، وطالبوا الشركة بالتعويض «عن تعريض حياة أطفالهم للخطر».
وضبطت حالات لبيع عبوات الحليب الفاسد في بعض المتاجر، والصيدليات الفرنسية، على الرغم من إعلان الشركة عن سحبها، وذلك من خلال المراقبة.
وأكد بينسييه أن الشركة ستتعاون مع القضاء، لتقديم كل المعلومات التي تفيد في التحقيقات.
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة، حذرت وزارة الدولة لشؤون النازحين في لبنان عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الشهر الفائت، من وجود حليب أطفال يحمل بكتيريا مسممة في مخيمات اللاجئين السوريين.
وطلبت الوزارة من جميع المنظمات والجمعيات المحلية العاملة على الأراضي اللبنانية والتي تقدم مساعدات إنسانية وعينية بما فيها مادة حليب الأطفال التوقف فوراً عن توزيع جميع منتجات ماركة «Lactalis» الفرنسية الصنع وخاصة حليب «بيكوت» للاشتباه باحتوائه على مادة بكتيرية مسممة.
وقالت الوزارة في تحذيرها: «إن سحب مادة حليب بيكوت من الأسواق اللبنانية جاء استجابة لطلب رسمي من الشركة الفرنسية بعدما زادت الشكوك في احتوائه على مادة سالمونيلا التي تسبب تسمماً غذائياً».
وسجلت مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان خلال الأيام الأخيرة عدة حالات تسمم بين الأطفال الرضع، حالات رد أسبابها المسؤول الصحي المناوب في أحد مشافي بلدة عرسال، رفض أن يذكر اسمه، بحسب المواقع، إلى وصول أنواع من مادة حليب الأطفال الرديء أو المنتهي الصلاحية إلى مخيمات داخل البلدة عن طريق جمعيات غير قانونية أو مرخصة.
وتعتبر باكتيريا «السالمونيلا» من وحيدات الخلية، وسميت كذلك نسبة إلى مكتشفها الأميركي، دانييل سالمون، وقد تؤدي إلى الإصابة بمرض التيفوئيد، أو التسمم الغذائي.
وتنتقل مادة «سالمونيلا» إلى الإنسان عن طريق الحيوانات في المزارع، وتسبب الإصابة بها نوبات إسهال وإقياء قوية إضافة إلى تشنجات قوية في المعدة.
الوطن

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...