هوس النحافة والأدوية المزيفة

01-03-2007

هوس النحافة والأدوية المزيفة

تجارة غير مشروعة عبر الإنترنت، إذكاء الرغبة المحمومة في النحافة، أدوية مزيفة تملأ أرجاء الدول النامية، والوضع المقلق في أفغانستان، مظاهر غير معتادة وجديدة من نوعها هي أبرز ما يميز التقرير السنوي الذي يصدر اليوم عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة للأمم المتحدة والذي يرصد وضع المخدرات في دول العالم المختلفة على مدى عام مضى.

الثورة المعلوماتية التي نتغنى بها ليل نهار ألقت بظلالها غير المحمودة على عالم العقاقير واستخداماتها غير الشرعية في العالم خلال العام الماضي. ويشير التقرير إلى ما أسماه «الصيدليات غير القانونية على الإنترنت»، محذراً من اعتماد التسويق الدوائي عبر الشبكة العنكبونية على مزاعم صحية غير صحيحة وتنطوي على احتيال. وقد يكون الدواء مزيفاً أو من دون وصفة طبية. كما أن صيدليات الإنترنت تعتمد على خدمات البريد لتوصيل منتجاتها التي تحتوي غالباً على مواد غير مشروعة. وأدرج التقرير «أطباء الإنترنت» ضمن سبل هذه التجارة العنكبوتية غير المشروعة، إذ يقدمون مشورتهم وينصحون باستخدام عقاقير دوائية ويسهلون الحصول عليها، في حين تبين أن الكثير من هذه الصيدليات الالكترونية يبيع مواد أفيونية ومنشطات.

الثورة المعلوماتية لم تكن الثورة الوحيدة التي ألقت بظلالها على تقرير العام الحالي، فقد أطلت ثورة - أو بالأحرى صرعة النحافة - على العالم بوجه بالغ القبح. وقال رئيس الهيئة الدكتور فيليب أو. إيمافو إن «أدوية التنحيف باتت تستخدم عشوائياً لإرضاء هوس النحافة الذي يستبد ببعض المجتمعات».

والمثير أن معدلات استخدام هذه العقاقير مرتفعة جداً في الأميركتين، لكن البرازيل حققت معدلات غير مسبوقة فيها، لا سيما أنها تصنع محلياً. ورغم أن نسبة كبيرة من العقاقير المستخدمة في الدول النامية ليست محلية، إلا أنه يعتقد ان ما بين 25 و 50 في المئة منها مزيف وهو ما يلحق بمستخدميها آثاراً صحية وخيمة قد تكون مميتة.

لكن الوضع المميت برمته يتركز في أفغانستان حيث «التدهور السريع» في مكافحة المخدرات. وأعربت الهيئة عن عميق قلقها من تدهور وضع مراقبة المخدرات هناك، وتحقيق زراعة الأفيون درجة نمو قياسية في العام المنصرم. وليت الأمر يتوقف على زراعة المخدرات وتصنيعها في أفغانستان، إذ فجر المسح الوطني الأول مفاجأة وهي أن نحو مليون أفغاني يتعاطون المخدرات بينهم 60 ألف طفل تقل أعمارهم عن 15 عاماً.

ورغم اختلاف الأوضاع جملة وتفصيلاً بين أفغانستان ودول أخرى أقل ما يمكن أن توصف به أنها «متقدمة»، إلا أن دولاً مثل اسبانيا وأستراليا وألمانيا وسويسرا وكندا والنروج وهولندا موضوعة على قائمة الدول المثيرة للقلق بالنسبة للهيئة، وذلك من جراء استمرار العمل بنظام «غرف تعاطي المخدرات» التي يمكن فيها للمدمنين تناول المخدرات من دون عقاب.

وجاءت إشادة الهيئة من نصيب كل من مصر وليبيا في دول المنطقة، فمصر تواصل تنفيذ استراتيجية شاملة لمكافحة المخدرات، بينما أنشأت ليبيا لجنة للمكافحة تحت إشراف وزارة الداخلية.

إلا أن الوضع العربي في هذا الشأن ليس مشرقاً تماماً، فما زالت مصر والمغرب بالإضافة إلى دول إفريقية أخرى تشكل مصادر مهمة لعشبة القنب، لدرجة أن الكمية المضبوطة في إفريقيا تمثل ثلث الكمية المضبوطة عالمياً. وبالطبع لم يخلُ التقرير من إشارة إلى القنب الذي تتواصل زراعته في بلدان شرق إفريقيا ويشيع استهلاكه في العديد من الدول، لا سيما في مناطق في الجزيرة العربية.

وتصدرت إيران قائمة الدول الأكثر تعاطياً للمواد الأفيونية، وتشمل نسبة التعاطي نحو 2,8 في المئة. كما تواجه إيران مشكلة زيادة تعاطي الهيروين بالحقن وما يرافقه من خطر الإصابة بفيروس الإيدز. من جهة أخرى، لاحظت الهيئة «بقلق» مشكلة تعاطي المخدرات في صفوف اللاجئين الأفغان في الدول المجاورة لا سيما في إيران وباكستان. والمثير أن 35 في المئة من الذكور و25 في المئة من الإناث المتعاطين للمخدرات في أفغانستان تعاطوا الأفيون كلاجئين خارج أفغانستان، وخصوصاً في إيران.

أمينة خيري

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...