مثليو الجنس يجتاحون لبنان.. جمعية لهم باتت تمارس عملها بشكل علني

09-05-2006

مثليو الجنس يجتاحون لبنان.. جمعية لهم باتت تمارس عملها بشكل علني

10% وأخرى 18% من اللبنانيين هم من المثليين، بحسب إحصائيتين مختلفتين. وما بين الواقع «المستور»، والفضائح «بجلاجل» يسعى المثليون إلى تكريس وجودهم بشكل «شرعي» ضاربين بعرض الحائط بكل القيم التي يتبناها المجتمع ضد قضاياهم «العادلة»!

ورغم أن جمعية لهؤلاء باتت تمارس عملها بشكل علني، وأصدرت مطبوعة خاصة بها، إلا أنه لا يزال أعضاؤها مسلطاً عليهم قانون العقوبات الذي ينص في المادة 534 منه على أن "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يُعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة"، تستثني هذه المادة المثلية الجنسية الأنثوية!! لماذا هؤلاء؟ كيف هي ظروفهم؟ تكتلاتهم؟ كيف يعيشون؟ كل ذلك العالم الغامض والمستور اخترقته «هداية نت» في هذا الملف:

تقدمت جمعية "حلم" التي تعنى بمثليي الجنس إلى وزارة الداخلية اللبنانية في العام 2004 للحصول على "علم وخبر" وهو بمثابة تصريح عن "شرعية" الجمعية و"شرعية عملها"، حصلت بعد استكمالها جميع الشروط المطلوبة حسب قانون الجمعيات المعمول به في لبنان، على ورقة استلام للملف يؤكد بداية مسارها "الشرعي"، وبرأي مديرها العام جورج قزي اكتسبت "حلم" شرعيتها من خلال عملها وتنسيقها مع عدد كبير من الجمعيات غير الحكومية المحلية العاملة في مجالي حقوق الإنسان والصحة أمثال مسار السياسات الشبابية الذي يضم أكثر من أربعين جمعية، ومن خلال البرنامج الوطني لمكافحة السيدا في لبنان المنبثق عن وزارة الصحة العامة. وتضم حلم في هيئتيها التأسيسية والعامة ناشطين غير مثليين، من مناصرين وخبراء مثل محامين واخصائيين في المجالات الاجتماعية، النفسية، التربوية والصحية، وهذه الفئة من الأعضاء تؤمن الدعم اللازم للجمعية في الوقت المطلوب.

وبحسب قزي: "راودت فكرة إنشاء جمعية "حلم" مجموعة شبان مثليين تعرضوا لأشكال شتى من أشكال رهاب المثليين (التعدي، التنكّر، الابتزاز، الرفض المطلق، التهديد بالأذى، وحتى التهديد بالقتل)، وباتوا يفتشون عن أشخاص مثلهم من أجل الدعم والتعاضد.

ويبلغ عدد أعضاء الجمعية 70 شخصاً معظمهم من المثليين (30 من الأعضاء الفاعلين) وبينهم 10 نساء، وأشخاصاً غير مثليين (محامو دفاع، وأطباء يؤمنون بقضيتهم العادلة!!).

وتهدف، حسب قزي، إلى "القضاء على ظاهرة رهاب المثليين، ومعاملة المثلي معاملة السويّ، كمواطن عادي ينال حقوقه المدنية"، وهي تحثّ على الانخراط في المجتمع اللبناني، "فاللبناني لا يكره الآخر وهذا الانخراط يخفّف الكره والرفض وكل خميس تنظم جلسات نقاش يتبادل فيها المثليون والمثليات الآراء والهموم والمشاكل والدعم والتعاضد".

وجمعية "حلم" غير حكومية، وتعني "حماية لبنانية لمثليي ومثليات، لمتحولي ومتحولات، لمزدوجي ومزدوجات الجنس في لبنان". هدفها الحماية القانونية للمثليين في بلد قوانينه تعاقب المثلية الجنسية من خلال القانون 543 الذي تصل أحكامه إلى سنة سجن في حال ثبوت مجامعة غير قانونية أو حسب تعبير القانون "مجامعة مخالفة للطبيعة"، وتهدف الجمعية أيضا إلى توعية وتوجيه المثلين في أمور تخصهم من خلال المحاضرات واللقاءات.

ورغم أن "حلم" باتت تمارس عملها بشكل علني في مقرها في شارع الحمرا ببيروت، وباشرت إصدار مطبوعة خاصة بها (برّا) لا يزال أعضاؤها تحت رحمة قانون العقوبات الذي ينص في المادة 534 منه على أن "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يُعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة"، تستثني هذه المادة المثلية الجنسية الأنثوية..

هذه الآراء والأخبار يتم تداولها أيضاً عبر مطبوعة "برّا" التي أصدرت عددها التجريبي رقم صفر في شهر آذار الفائت.

"لا ندّعي في "برّا" أننا سنعيد كتابة تاريخ ذوي الميول الجنسية المغايرة للسائد. لقد أردناها مساحة تعبير وحرية للمثليين والمثليات، وأصدقائهم، وكل من يهمه الإسهام في مناقشة القضايا التي تطالنا وتطال المجتمع بأكمله"، يقول غسان مكارم رئيس تحرير المجلة، ويضيف: "في عددها التجريبي تحاول "برّا" أن تطلق الحوار حول حقوق شريحة من المجتمع اللبناني، عانت وما تزال تعاني أنواعاً عدة من الاضطهاد: قانون عقوبات يمنع العلاقات الجنسية بين الأشخاص نفسه، مجتمع منغلق على ذاته، يرفض كل محاولة تغيير أو يمسخها ليعيد إنتاجها لمصلحة نظام سياسي/ ديني لم يتغيّر منذ الإمبراطورية العثمانية وحتى الآن. وهذا سيّان بين قوى الأمر الواقع والقوى التي تدّعي التغيير".

وبالتأكيد فإن قانون إنشاء الجمعيات المعمول به في لبنان كان المشجع الأول للمثليين لإجراء هكذا خطوة، كونه لا يشترط الكثير سوى أن لا تكون أهداف الجمعية تثير النعرات الطائفية والعنصرية. وهذا القانون المشجع لهم يستعملونه للقضاء على قانون لبناني آخر يجرمهم الا وهو قانون 543، وأن تغيره أو حتى إلغائه يبقى الهدف الأول والأخير بالنسبة للمثليين والمثليلات في لبنان على حد تعبير سامر وهو احد الناشطين المثليين.

واختار المثليون في لبنان جملة «إن نزع الشريط اللاصق قد يكون موجعا، ولكنه ضروري لشفاء الجرح» للتعبير عن أوضاعهم ومخاطبة مجتمعهم، وهم يقولون إنهم متألمون من عدم الاعتراف بهم وتهميشهم وحتى تعنيفهم ونفيهم اجتماعيا.

ويتعرض المثليون في لبنان للإهانة في الشارع وفي الأماكن العامة وحتى في المدارس والجامعات، وللضغط والضرب من قبل العائلة. وللمثليين أماكنهم الخاصة في بيروت من ملاه ليلية ومقاه وغيرها من أماكن اللقاء، إضافة إلى نشاطهم الكثيف عبر شبكة الانترنت بهدف التعارف واللقاء، وقد يكون الانترنت الوسيلة الأسهل والآمن للكثير منهم كونه لا يكشف عن هوية المتحدثين إلا إذا أرادوا اللقاء الفعلي ويكون ذلك برضى الطرفين.

وبرأي البعض فإن لبنان من الدول العربية الأكثر انفتاحا على الأمور والقضايا الواردة من الغرب، وهو الأكثر تأهيلا على استيعابها نتيجة الانفتاح النسبي على الغرب، ولكن موضوع المثلية وعلى حد تعبير احد المثليين المنضوين بجمعية "حلم":" ليس موضوعاً مستوردا من أي مكان، المثلية الجنسية موجودة في كل مكان، وما هو مستورد هي الثقافة الغربية القائمة على احترام حقوق الإنسان كل إنسان بغض النظر عن شكله أو لونه أو ميوله الجنسية، وأيضا " نستورد طرق التحرك اللاعنفي للحصول على مطالبنا".

و"هذا ما نحن يصدده في لبنان ولكن مع مراعاة طبيعة الثقافة الشرقية. وهناك أمور لا بد من الاعتراف بها وأولها أننا موجودون". وشعار "أننا موجودون" كان قد استعمل من قبل الجمعية من خلال طباعته على قمصان ارتدوها في تظاهرات سبق المشاركة فيها.

وأكثر ما يزعج منصور ليس فقط نظرة المجتمع له، إنما المضايقات التي يتعرض لها بشكل دائم من أشخاص لا تربطه معهم أي صداقات، يصادفهم على الطرقات، فيقومون بإيذائه نفسيا من خلال الكلمات البذيئة التي يتفوهون بها أمامه، وأحيانا أخرى جسدياً لأنه "مثلي" ويقول "في مرات كثيرة أكون سائراً بمفردي وإذا بالضربات تنهال عليّ من كل حدب وصوب ومن دون أي سبب جوهري. لا اعرف لماذا يتصرفون بي على هذا النحو. ففي النهاية أنا إنسان ويحق لي أن أعيش بكرامة. لست قاتلاً ولم ارتكب أي ذنب. إذا كنت أدافع عن حقوقي فهذا ليس معناه أنني أريد أن اجعل جميع الناس مثلي. إنما الخوف والجهل في عدم تقبلي يجعلان هؤلاء الأشخاص يقدمون على ضربي وإيذائي بشكل وحشي. في كل مرة أتعرض فيها للضرب، لا أجد من يدافع عني، بل اترك وحيداً وكأنني نكرة أو حشرة لا حق لي بالحياة. لا يحق لأي شخص أن يعاملني على هذا النحو. أنا متصالح مع نفسي إلى أقصى الحدود.

والمضايقات التي يتعرض لها منصور جعلته يفكر بالسفر لأنه الحل الوحيد أمامه من اجل التخلص من العذابات التي يصادفها يومياً "من المؤكد إنني لن أبقى في لبنان، علماً انه من الصعب جداً ترك أهلي وأصدقائي والبلد الذي كبرت وتربيت فيه والانطلاق مجدداً من الصفر، إنما مضطر إلى اتخاذ هذه الخطوة لأنه في الخارج لا أجد نفسي مختلفا ولا احد يرمقني بنظرات الاشمئزاز وعدم الاحترام".

ويطلب منصور من المجتمع تركه في حال سبيله وعدم التعرض له: "أنا مبسوط في الوضع الذي أنا فيه. لا اعرف التسمية التي يطلقونها عليّ، يمكن جنس ثالث. لا أريد أن ادخل في التصنيفات، إنما الشيء الأكيد منه إنني لا أريد أن أتحوّل إلى فتاة بل أريد أن أبقى كما أنا. الله خلقني هكذا لهدف معين وأنني أتعلم من هذا الوضع أموراً كثيرة. أشعر إنني مميز عن غيري".


وتشير دراسة نفذها قسم العلوم النفسية في الجامعة الأمريكية في بيروت إلى وجود 18% من مجمل الشعب اللبناني مثليي الجنس مما يعني أنهم يشكلون نسبة عالية جدا.

ولكن هناك إحصائية غير رسمية أجرتها "حلم" بناء على عيّنات صغيرة تشير أن 10% من شرائح المجتمع اللبناني هم من المثليين.

وتؤكد عضو في الهيئة التأسيسية والأخصائية الاجتماعية في حلم، خاصة أن هذه الفئة من المثليين هم الأكثر عرضة للانحراف بسبب الضغوط التي تمارس عليهم فيضطرون إلى مغادرة المنزل وتكون مغريات الشارع كثيرة، والدليل أن النسبة الكبيرة من المثليين الذين يدخلون السجن أو يوقفون، لا يتم توقيفهم بسبب مثليتهم الجنسية بقدر ما يتم ذلك بسبب تعاطيهم المخدرات أو غيرها من الجنايات.

وتقول "ليست المثلية الجنسية التي تؤدي إلى الانحراف، إنما رفض المجتمع لهم وخاصة الأهل اللذين يتخلون عن مسؤولياتهم برفض أبنائهم وإخراجهم من المنزل، فيجد المراهق نفسه وحيدا في الشارع دون توجيه".

وتؤكد المحللة النفسية م. م. "أن المثليين المراهقين هم الأكثر حاجة إلى الرعاية الأسرية، بسبب حاجاتهم الخاصة في فهم أجسادهم ومتطلباتها، خاصة أنهم يشعرون بأشياء لا يشعر بها أترابهم، فيكونون بحاجة للاستفسار والتوجيه". من هنا جاءت برامج حلم للتوعية حول الأمراض المنقولة جنسيا وخاصة السيدا، وعلى توجيه والإشراف على حالات خاصة تعاني من اضطرابات نتيجة اكتشافها لميولها الجنسية.

ويرفض مدير "حلم" تشجع الشباب على الشذوذ، فيقول" نحن لا نقول لأحد بأنه عليك أن تكون مثليّ أو لا، نحن نقدم المشورة لكي يكون مرتاحا مع نفسه، ويتحاشى المشاكل الصحية والنفسية التي قد تعترضه".

ويلاحظ المرء الفعالية الكبيرة التي تعمل من خلالها الجمعية. فهذا ممدوح (26 سنة) ووسام (27 سنة) وعمر (24 سنة) يتشاركون الميول الجنسية ذاتها، والطريقة عينها التي تعرّفوا بها على الجمعية ونشاطاتها (الإنترنت)، وفلسفة الأمور عبر نمط عيش وسلوك مِثْلي، رافضين عادات وتقاليد "أقرب إلى العرف منها إلى القواعد الجامدة"، حسب تعبير أحدهم.

وعن تجربته الجنسية الأولى يتحدث ممدوح قائلاً إنها كانت " في سن الـ15 مع شاب صاحبي".

ويضيف: أمي صدمت عندما أخبرتها بالحقيقة لأول مرة. أما أبي فلم يحتمل قبول الفكرة " وما زال يرفض التكلم معي حتى في أدنى تفصيل".

ويزيد ممدوح قائلاً: لست اجتماعياً بطبعي، ولا أتخالط مع "الغرباء" "كي لا أعطي عذراً لأحد لتجريحي أو إيذائي". لي أحلامه وطموحاتي الخاصة ـ والغريبة ـ فهو يرغب في تأسيس شركة ngised cihparG بعد تخرّجه من الجامعة من أجل الزواج من صاحبه الموجود في تونس و"تبنّي الأولاد في مرحلة لاحقة تأتي بعد تأسيس حياتهما المهنية".

تتناقض تجربة ممدوح مع تجربة وسام "الذي يخاف من المجتمع وأهله ومن افتضاح أمره، خصوصاً أنه يعمل مدرساً لمادة العلوم الطبيعية في إحدى المدارس الخاصة، ومدى انعكاس حقيقة هويته الجنسية على الرسالة التي يؤديها".

ويقول وسام إنه أخبر إخوته وأصحابه المقرّبين وبعض زملائه من الأساتذة والمعلمات (اللواتي يتقبّلن الفكرة كنساء أكثر من الرجال باعتبارهن كائن إنساني تنقصه الحقوق الاجتماعية والمدنية).

ويوضح أن الإفصاح عن مثليّته أراحه، بعد أن كان يخرج مع فتيات كثيرات ليخبئ ميوله الحقيقية. "بدأت أقبلُ نفسي أكثر، وصرت أعرف لماذا يعجبني الشباب، وأنه من الممكن أن يعشقوا بعضهم البعض".

ولا تختلف قصة عمر (24 سنة) كثيراً عن قصتَيْ ممدوح ووسام سوى أن تجربته الجنسية الأولى كانت في فرنسا (في سنته الأولى في هندسة الاتصالات) مع شاب لبناني، وأنه أخبر أهله مباشرة بعد عودته من فرنسا "بحقيقة ميوله الجنسية".

هذا ما صدمهم في بداية الأمر ليعودوا ويتقبّلوا الفكرة ويتفقوا "على أن هذه هي حياته ويعيشها كيفما يُريد".

ويرى عمر نفسه "شخصاً عادياً جداً، ناجحاً يُتقن عمله ويخطط لبناء حياته المهنية والخاصة المستقلّة عن أهله".

أما شاهر فيقول إنه :«لم يشعر انه مختلف عن غيره. يعيش حياته بشكل طبيعي. لا يتأثر بآراء من حوله كثيراً. تصالح مع نفسه إلى أقصى الحدود، إنما رغم ذلك لا تزال نظرة المجتمع إليه تحمل الكثير من الازدراء وقلة الاحترام».

ويضيف: اكتشف لدى بلوغي الثالثة عشرة من عمري انني مثلي الجنس. في البداية اعتبرت نفسه مريضاً بسبب جهلي لما يحصل معي "لم أكن أتأثر أو انجذب لدى رؤية الفتيات، إنما إذا صادفت شاباً كنت اشعر بشعور غريب تجاهه لم أستطع تفسيره في حينه. كنت اشعر أنني فتاة. كما أن شكلي كان قريباً إلى البنات أكثر منه إلى الصبيان، من صوتي إلى طريقة المشي وحركاتي.... كلها كانت أموراً تدل على أنني أميل إلى الجنس الآخر".

وزاد: "بصراحة كنت تائها لوحدي. لا اعرف ما العمل ولماذا أنا هكذا. حاولت تفسير هذا الأمر بمفردي من دون مساعدة احد. عشت دوامة صعبة إلى أن اكتشفت أنني "مثلي" الجنس. عشت صراعا مع نفسي ومع العالم الخارجي المحيط بي. كانت الصدمة قوية على أهلي كوني ابنهم الوحيد وبالتالي كانوا يرسمون في ذهنهم وخيالهم أحلاما لم أتمكن من تحقيقها لهم".

ويضيف: "لا أنكر أن الوضع كان صعباً في الفترة الأولى عليّ وعلى أفراد أسرتي وخصوصاً على والدي الذي أصيب بصدمة لدى معرفته بالأمر. لقد حاولوا عرض مشكلتي على طبيب نفسي من دون علمي، ثم علموا انه باستطاعة الإنسان أن يعيش حياته على هذا النحو. عندها تأقلموا مع وضعي الجديد، والدليل على ذلك أنهم حضنوني ولم يتركوني لوحدي ولا أزال أعيش معهم رغم أنني أصبحت في الثلاثين. فعلاً هذه نعمة اشكر ربي عليها، خصوصاً عندما أرى الذين لديهم وضع شبيه بوضعي مهملين ومتروكين من اقرب المقربين إليهم".

أما النظرة المغايرة لهذه الأشياء غير السوية فتقول عنها الطالبة في كلية الشريعة (أ ـ س): «يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «ملعون من عمل بعمل قوم لوط»، ويقول أيضاَ عليه الصلاة والسلام «ثلاثة لا يدخلون الجنة، العاق لوالديه، والديوث، والرجلة من النساء». فالانغماس في هذه الظاهرة هو إفساد للرجولة وجناية على حق الأنوثة وانتشار هذه الخطيئة يفسد عليهم حياتهم ويجعلهم عبيدا لها وينسيهم كل خلق وذوق وعرف لقد ظهر في هؤلاء اعوجاج في فطرتهم وفقدان رشدهم وانحطاط أخلاقهم ويجب أن يتطهر المجتمع منهم».

أما الأمر الأكثر خطورة فهو ما لم يتم الإضاءة عليه وهو المثليات في لبنان، بالتأكيد هن اقل عرضة للإهانة في المجتمع اللبناني كونهن اقل لفتا للأنظار، ولا يوجد ما يكفي من المثليات اللواتي أعلن عن أنفسهن جهاراً نهاراً كما فعل المثليون، لذا نجد أن عدد المثليات الناشطات في جمعية حلم لا يتعدين أصابع اليد الواحدة مقابل العشرات من المثليين الشباب.

ويكتنف الغموض و"التعتيم" تجارب النساء العشر في الجمعية بسبب الخوف من "الأحكام القاسية والتعليقات الجارحة التي يُطلقها المجتمع على المرأة المثلية، ومحاولة المحافظة على الصورة التقليدية ـ الشرقية للفتاة أمام أهلها وأقاربها وإبقاء الأمور تحت شعار "سري للغاية".

فاتن(26 عاماً) والعضو في جمعية "حلم" قالت بعد تردد: بداية لماذا كان من البديهي جداً أن تخفي هويتها الجنسية، "لأن هذه الفكرة غير مقبولة أو مسموحة في مجتمعنا الذي ما زال يمجّد أبطال الفحولة في فض البكارة".

تصف فاتن علاقتها بأهلها بالـ"جيدة، لا أتدخّل في شؤون العائلة وهم يعرفون أن لي حياتي الخاصة".

أما زملاؤها الشباب فواجهوها بوابل من التهديدات والشتائم تارة عبر البريد الإلكتروني الجامعة وتارة برشّ اسمها على الجدران وطوراً بالتهديد. استمرت هذه التهديدات لمدة شهرين ولم تعرف من الفاعل "خِفتُ كثيراً، وكانت هذه أصعب أيام حياتي". وتختم سحر "أنها تعشق لندن، وتسعى للهجرة".

ذكرت دراسة حديثة أن المورثات التي تنتقل إلى فرد ما من والديه قد تلعب دورا هاما في تقرير ما إذا كانت ستظهر عليه علامات الخنوثة أم لا.

وقد ذكر الباحثون أنها المرة الأولى التي يتم فيها فحص التشكيل المورثي الكامل للإنسان في محاولة للعثور على أسباب وراثية محتملة تؤثر على الجنس الذكري.

وقد أظهرت النتائج أن هناك أصولا مورثية عديدة قد تلعب دورا في الشذوذ الجنسي.

يقول الباحث بريان موستانسكي الأخصائي في الأمراض النفسية بجامعة الينوي بشيكاغو: " لقد اعتمدت هذه الدراسة على دراسات سابقة أوجدت دليلا على التأثير الوراثي في التمايز الجنسي، إلا أن دراستنا هي الأولى من نوعها كونها تبحث في مكان توضع تلك المورثات بالتحديد."

واهتمت الدراسات السابقة بالمورثات (الجينات) على الكروموزوم X فقط، وهي الجينات التي تنتقل إلى الصبي من أمه فقط إلا أن هذه الدراسة الحالية ركزت على التفاصيل الوراثية لجميع الكروموزومات بما فيها تلك الآتية من الأب.

وثبت للباحثين أن هناك تمددات واضحة للحمض النووي "DNA" على ثلاث كروموزومات تشارك فيها حوالي 60 بالمائة من أشقاء مخنثين خضعوا للدراسة بالمقارنة مع 50 بالمائة من الأشخاص الطبيعيين.

التركيز على وجود مورث خنوثة بدأ منذ ظهر تقرير عام 1993 في مجلة Science.

ويقول الأطباء إن هذه الدراسة تهدف إلى العثور على صانعات أو مكونات جينية جديدة مرافقة لهذا التمايز.

وقد ورد في دراسات سابقة أن ما بين 40 - 60 في المائة من اختلاف التمايز الجنسي في التوائم الذكور كان سببها المورثات وما تبقى منها كان السبب فيه المؤثرات البيئية وبعض الأمور الحيوية المحتملة بعيدا عن الأسباب الجينية.

ورغم أن بعض الدول تعطي المثليين «حقوقهم»، إلا أن العديد من الدول ترفض ذلك، ففي أستراليا، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي جون هاوارد أن الحكومة الاتحادية ستلغي أي قانون تصدره الولايات الأسترالية من شأنه أن يعطي المثليين نفس حقوق الزواج الطبيعي.

وقال هاوارد "هناك مكانة خاصة في المجتمع الأسترالي بالنسبة لمؤسسة الزواج كما فهمت من الناحية التاريخية".

ويأتي تهديد هوارد ردا على قانون اقترحته الحكومة الإقليمية لمنطقة العاصمة الأسترالية الذي يشمل كانبرا والذي سيؤسس اتحادات مدنية للمثليين ويعطي من ينتمي لها نفس حقوق الزواج الطبيعي في كل شيء فيما عدا الاسم.

ورغم أن هولندا تعتبر من الدول الأوروبية السباقة في إعطاء المثليين «حقوقهم»، إلا أن المثليين عاشوا صراعا حتى تحقيق مطالبهم!!

 

المصدر: (هداية نت)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...