نقابة الفنانين السوريين.. صمت حيال الخلاف بين خليفة وملص

24-02-2007

نقابة الفنانين السوريين.. صمت حيال الخلاف بين خليفة وملص

الجمل- أبيّ حسن:    قال ذات مرة أحد المثقفين السوريين المتهكمين "كان الأجدر أن تحمل  نقابة الفنانين السوريين, اسم نقابة المنافقين عوضاً عن الفنانين", ثم عقب موضحاً: "إن النقابة المذكورة, وخلال تاريخها, لم تستطع أن تكون صابر فلحوط (نقيب الصحفيين السوريين السابق), ولم تفلح, فتصبح ميشيل كيلو". غني عن البيان إن ماعناه صاحبنا أن النقابة المعنية لم توفق حتى في أن تكون بوقاً للسلطات, فتكون صورة عن اتحاد الصحفيين, ولم تتخذ أي موقف معارض أو نقدي من ذات السلطات بما يصب في خدمة المجتمع على غرار معظم الناشطين في الحقل العام.
وإن كان ماسلف ذكره, ينطوي على شيء من القسرية, إلا أنه يحمل في أحشائه الكثير من بذور الحقيقة. فلا نكون قد فضحنا سراً في حال قلنا أنه لم يسبق لنقابة الفنانين أن وقفت إلى جانب أي فنان من الفنانين المنتسبين إليها,  حال كان مضطهداً (بفتح الهاء) سياسياً على سبيل المثال لا الحصر. لا بل لم يسبق أن سمعنا أنها تدخلت للفض بين متنازعين من أفرادها, إنصافاً لمظلوم وإحقاقاً لحق!, ولعل في صمتها إزاء ماجرى مؤخراً بين السيناريست والروائي خالد خليفة والمخرج السينمائي محمد ملص, مايؤكد صحة مزاعمنا!, وأخشى أن يكون فيه مايؤكد ردح ذاك المتهكم السوري الذي كنا قد بدأنا به.
نشرت جريدة "الثورة" السورية بتاريخ 7/2/2007 إن فيلم "باب المقام" الذي شارك الروائي خليفة في كتابته بصفته سيناريست, حصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان فالنسيا 2005, ليس دون علم الروائي فحسب, بل مع إسقاط اسمه عن العمل كلياً في نسخته الفرنسية!, قبالة تثبيت اسم المخرج محمد ملص وأحمد عطية المنتج التونسي الفرنسي الجنسية الذي لم يكتب فيه حرفاً واحداً!.
شهدت المحاكم السورية منذ قرابة عام قضية كان قد رفعها الروائي خليفة بحق المخرج ملص, وحتى الآن لم يحسم القضاء المسألة, في ظل عدم أي ردة فعل أو موقف من قبل المدعى عليه يبين فيه وجهة نظره!. ومن اللافت للانتباه أن الوسط الثقافي السوري لم يحفل كثيراً بهذه القضية قبالة تطرق  الصحافة العربية كـ"الوطن" البحرينية, و"الأخبار" اللبنانية إليها, كأن مسألة حقوق الملكية الفردية مسألة شخصية بحتة تنحصر بكاتب دون آخر(؟!). صوت واحد فقط من ضمن المؤسسة الثقافية الرسمية اخترق الصمت المطبق في الوسط الثقافي السوري, ألا وهو صوت محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما في سوريا, إذ عقب على خبر صحيفة "الثورة" مؤكداً بتاريخ 11/2/2007,أن كاتب السيناريو هو خالد خليفة كما هو مسجل في المؤسسة ذات العلاقة, متعهداً بمتابعة المسألة مع إدارة مهرجان فالنسيا, وبالتعاون مع وزارة الثقافة السورية بغية وضع ضوابط تحد من الاستهتار بحقوق الآخرين الفكرية. ودار سجال قصير على صفحات "الثورة" بين الأحمد ومحامي ملص بدت فيه هشاشة دفاع محامي محمد ملص.
بقدر ما كان موقف المؤسسة العامة للسينما حضارياً وأخلاقياً (ولا منّة أو فضل لها في هذا), بقدر ما كان صمت نقابة الفنانين مريباً ويدعو للخيبة, إذاً, لماذا هي نقابة؟, هل هي نقابة لتأكيد ولاءاتها في المناسبات "الوطنية" لجهة لاتشك في ولائها لها من الأساس؟!.
 نتمنى مع بداية عهد نقيب الفنانين الجديد الأستاذ صباح عبيد أن تبدأ فعلاً مبادرة لاستعادة دورها الحقيقي، وإلى أن يحصل ذلك ليس علينا سوى الانتظار, لنرى ماذا سيفعل المجلس الجديد الذي نأمل أن ينسينا طرافة ذاك المثقف المتهكم.
من جانب آخر, كان يفترض بالمخرج محمد ملص الذي لزم الصمت طوال هذه الفترة, ومنذ دخول الخصمين معترك القضاء, أن يوضح للجمهور حقيقة ماجرى ومايجري. ناهيك عن أن من حق الجمهور أن يعرف موقف ملص من قائمة الاتهامات التي طالته ونالت من أعماله, لم يكن السينمائي فجر يعقوب أول المشككين فيها, ونتمنى فعلا أن يكون في رد المخرج مايجعل من الروائي خليفة آخر الموجهين أصابع الاتهام والقرصنة إليه.

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...