أيها الشعب العظيم

31-05-2017

أيها الشعب العظيم

قال لي: كانو يستدعوني كمتهم بعد كل مقالة أنشرها، وكنت أخرج من عندهم مهشما أكثر من بروس ويلس في نهاية كل فيلم ، وبعد الحرب باتو يستضيفوني كوطني رشيد ذو رأي سديد ! والواقع أني لم أتغير كما لم يتغيروا، فقط الذين كنت أدافع عنهم باتوا متمردين سلفيين أسوأ ممن كنت أعتبرهم استبداديين، وبات خياري الوحيد الوقوف مع الفريق الأقل سوءاً.. إذ أن خيار الأفضل لم يعد متوفرا في بلادي المنكوبة بالأصوليين المعارضين والرسميين ..
قلت له: متى تصبح سورية دولة علمانية يتساوى فيها الجميع كما يقول دستورنا العظيم؟!
قال لي: الأمر مرهون بوعيكم أنتم الشعب العظيم ..

تنويه: " أيها الشعب العظيم" عنوان كتاب ساخر لي منعت الرقابة نشره عام 2008 وأحمد الله على ذلك .. فلو نشر لما تورعو عن اتهامي بإضعاف الشعور القومي والنيل من هيبة الدولة..

نبيل صالح

التعليقات

أرى مصطلحات وكلمات باتت أشبه بالأحلام، ولا تزال تزيد في بعدها عن واقعنا الذي ازداد اصطداماً به يوماً تلو الآخر، لدرجة تشعرني وكأني آت من كوكب آخر. الشعب العظيم الذي نعتمد على "وعيه" انقسم (كعادة الشعوب المختلفة، بما لا يليق بتاريخه) بين من ازدادوا إيماناً وبات جل همهم أن يستعيذوا بالله من الخبث والخبائث عند دخول المرحاض، وفيما إذا كان طول لحاهم كافياً ليدخلوا الجنة، وبين من ازدادوا كفراً بكل الأديان (عن علم أو غير علم بسبب الصدمة)، ولكن ذلك لا يتجلى في إعمالهم العقل والتفكير، بل فقط في التخلي عن ما يشكل "الثوابت الدينية"، بما في ذلك الأخلاق، فأصبح كل ممنوع مباحاً بمبرر أن منعه مجرد فرض ديني تخيلي، وليس لمنعه علاقة بأخلاق البشر، وكل ذلك تحت اسم "العلمانية". متى ستمارس الدولة دورها في فرض العلمانية العقلانية بالقوة، بحيث لا يكون لعقيدة الشخص الدينية تأثير على تعامله الاجتماعي مع باقي المواطنين؟ أضحك كثيراً عندما أذكر المثل العامي "العصاية من الجنة". بواسل جيشنا يرفعون العصا في وجه من اعتدى بالسلاح، فمتى ترفع دولتنا العصا في وجه من يدمرونها من الداخل، ويسرقون لقمة المواطنين وبواسل الجيش وأهاليهم على السواء؟ أعتقد أن تصرفاً كهذا سيكون داعماً لـ "هيبة الدولة" أكثر من أي شيء آخر.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...