التواجد الأميركي في سورية:

11-03-2017

التواجد الأميركي في سورية:

الجمل- ترجمة: وصال صالح:

أوردت العديد من وسائل الإعلام الأميركية الرائدة بما فيها صحيفة نيويورك تايمزفي تقاريرها الآن،  أن الولايات المتحدة الأميركية ترسل المزيد والمزيد من قواتها البرية إلى سورية، ووفقاً لنيويورك تايمز، أن أميركا أرسلت مؤخراً فقط 400 جندي إضافي إلى سورية للتحضير لمعركة وشيكة في الرقة، العاصمة المفترضة لداعش.
لا شك أن غالبية الناس سيقللون من شأن هذا الأمر ولا يعدونه أكثر من تطور طفيف في الحرب العالمية على الإرهاب  والسبب في ذلك هو الطريقة التي تعرض فيها وسائل الإعلام القصة، مع ذلك هناك عدداً من القضايا المتعلقة  بانتشار القوات الأميركية على الأرض –قضايا ترفض وسائل إعلام الشركات  الاعتراف بها.
1-اللاشرعية
في الحقيقة تحتاج الحرب لأساس قانوني.إذ من غير المعقول ان يقوم بلد بإرسال قواته  إلى بلد آخر محبة به،  لذلك فإن الضابط الوحيد الذي يمكن للعالم   في الوقت الراهن  حماية نفسه به من  الحروب الظالمة  يكون عبر مزيج من النُظم القانونية المحلية والدولية التي تقيد بشدة الظروف التي يمكن أن تشن بها الحرب، بالنسبة للولايات المتحدة، القوة العظمى هي ملزمة ليس فقط  بالمبادئ القانونية المحيطة بالحرب، وإنما أيضاً  بعدد من المبادئ المحلية، وهذا يتطلب  أولاً تفويضاً من الكونغرس، بالنسبة لحالة ليبيا في عام 2011، جميعنا يتذكر تجاوز أوباما الشهير للكونغرس وشن ضربات جوية على الحكومة الليبية ، لكن نادراً ما تم مناقشة هذا الأمر من قبل  وسائل الإعلام.
 خلاصة القول، دون الحصول على إذن من الحكومة السورية -سواء أحببناها أم لا- فهي تملك مقعداً في الأمم المتحدة و حكومة شرعية انتخبت عام 2014، لذلك لا يمكن للقوات الأميركية من الناحية القانونية أن تنشر قواتها على أراضيها.
2- الأخلاق
لأن  وسائل الإعلام  نادراً ما تُقارب  مشروعية الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على الإرهاب، يبدو أن هناك رأياً وتعاطفاً واسع الاتشار بالمضامين القانونية الدامغة  تماماً. وبالنسبة لهم ما  تزال هذه العمليات الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، على سبيل المثال، غالباً ما يسأل الناس، ما الذي يترتب علينا فعله؟ لا شيء؟ رداً على الإرهاب  والدمار الذي أحدثته داعش في جميع أنحاء العراق وسورية وليبيا واليمن.
إذاً ما الذي يمكن للمرء أن يقوله لهؤلاء الناس؟ أولاً، إنها سياسات أميركا هي من خلق داعش في المقام الأول عن طريق حلها للجيش العراقي عام 2003، وترك مئات الآلاف من ضباط الجيش دون وظائف، إنها سياسات أوباما التي وضعت داعش في ليبيا والتي ساعدت في نمو داعش في العراق وسورية، وخير مثال على ذلك ما يمكن رؤيته في الحالات حيث سيطر تنظيم داعش على معاقل رئيسية في العراق وسوريةـ بينما جلست أميركا تماماً على أيديهم ولم تفعل شيئاً، وهذا ما أكده تسجيل صوتي مسرب لوزير الخارجية الأميركية السابق جون كيري، حيث أكد بأن أميركا كانت تراقب داعش ينمو عن قصد، حتى تتمكن الجماعة الإرهابية من الضغط على الحكومة السورية لإرغامها على المجيءإلى طاولة المفاوضات. من الواضح أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تدعي التفوق الأخلاقي فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب.
3-حظر السفر
إن قرار ترامب حظر السفر يستهدف بقوة سورية واللاجئين السوريين،  بينما استثنى العراق في التعديلات التي أجراها على قرار حظره الجديد،  وترك إيران،  وهو لايزال يضع قيوداً صارمة على اللاجئين الفارين من سورية، لتضح الصورة أكثر، فقط اعكسوا البلدان وتصورو السيناريو في أذهانكم على النحو التالي، لنفترض ان سورية هي البلد الغني والثري بالسياحة، منع المواطنين الأميركيين من دخول بلده، علاوة على ذلك ، تقوم سورية بإرسال القتلة المدربين إلى الولايات المتحدة دون أي أساس قانوني. بلد يحظر سفر مواطني بلد آخر من دخول أراضيه بينما يرسل قواته البرية لغزو أراضيه في الوقت نفسه. هل يبدو الأمر عادلاً؟
4-الحرب مع سورية
في تشرين الأول من العام الماضي ذكر موقع   Anti-Mediaإمكانية الهجوم الحالي المدعوم من الولايات المتحدة في الموصل وانه ما هو إلا مسوغ وذريعة لدفع داعش للعودة إلى سورية استعداداً لهجوم قادم على الرقة، الأمر الذي من شأنه أن يعطي أميركا عذراً أكبر لتنفيذ عمليات على الأراضي السورية، والقصد من هذا، بالطبع وضع المزيد من الضغوط على الدولة السورية، التي أحرزت تقدماً في حلب العام الماضي بمساعدة ودعم من القوة الجوية الروسية، إن وصول داعش الفارة من الموصل إلى سورية يشكل ضغطاً أكبر على الدولة السورية، أميركا مدركة تماماً هذا الأمر غير أنه لا يبدو أنها تعير الكثير من الاهتمام لسلاح الجو الأميركي، الذي لم يفعل شيئاً جدير بالمشاهدة.
ومع وصول القوات الأميركية أعربت السعودية أيضاًعن نيتها إرسال قوات برية على الأرض في سورية بهدف ضمان عدم وقوع الأراضي المحررة في أيدي الدولة السورية، على أية حال، علينا ان لا نخطئ بأن هذه العمليات تمهد الطريق لمواجهة مباشرة مع سورية و/أو إيران –هذان البلدان مدعومان من القوات الجوية الروسية وتربطهما علاقات وثيقة مع الصين وكوريا الشمالية.
"النتيجة التي ما تزال غير واضحة هي من سيتولى الرقة عندما تسقط مدينة الموصل" قال مسؤول بارز مشارك في المناقشات، كما ذكرت صحيفة الغارديان "إن الأميركيين ما يزالوا يعولون ويتكلون على الأكراد، على الرغم من معارضة تركيا بشدة لهذا الأمر، والروس يريدون الجيش السوري والمتمردين للقيام بذلك، تحت وصايتهم.
لمصلحة من ما يحدث؟ بالتأكيد ليس لشعوب الشرق الأوسط وبالتأكيد ليس الشعب الأميركي حتى.
بينما بعض الناس ينظرون بسذاجة إلى ترامب باعتباره قوة ثورية يستطيع الوقوف في وجه نخبة الشركات، إلا أنه بات من الواضح بشكل متزايد أنه إذا أراد ترامب تغيير استراتيجية السياسة الخارجية الأميركية فإن يديه مغلولتان. ميزانية ترامب العسكرية التوسعية يجب أن تُبطل أي نقاش بخصوص هذه المسألة وهو يسعى لزيادة حجم ونطاق الجيش الأميركي الضخم بالفعل.
وفي السياق ذاته أورد موقع COMMAN DREAMS أن عضو الكونغرس الأميركي عن الجمهوريين (ولاية كاليفورنيا) باربرا لي  ورداً على نشر البنتاغون 400 جندي إضافي من القوات البرية الأميركية على الأراضي السورية، قدمت مشروع قانون يمنع وزارة الدفاع من أي وضع "للاحذية على الأرض" في الصراع المستمر وينص "مشروع القانون الذي قدم يوم الجمعة على منع وزارة الدفاع من تمويل أي محاولة  من قبل الإدارة  لتوسيع وجودنا في سورية عن طريق وضع الأحذية القتالية الأميركية على الأرض" قالت لي في بيان لها ل The Hill.
تجدر الإشارة إلى ان لي هي العضو الوحيد في الكونغرس الذي صوت ضد التفويض باستخدام القوة العسكرية في اعقاب هجمات 11 أيلول، وكما توقعت لي في ذلك الوقت بأن يتم استخدام التفويض بالقوة العسكرية الآن –بتجاوز موافقة الكونغرس على الاعتداءات العسكرية الأميركية التي يبدو لا نهاية لها في كافة أنحاء الشرق الأوسط.
لي وأعضاء آخرين من الأعضاء التقدميين في الكونغرس، أدانوا بشدة يوم الخميس نشر قوات برية إضافية في سورية  وان هذا الأمر مثير للقلق، بينما قالت الجمهورية عن ولاية (مينسوتا)  كيث إليسون "بعد سنوات من الحرب ومئات الآلاف من القتلى المدنيين، من الواضح أن زيادة العمليات العسكرية الأميركية لن يحل الأزمة في سورية".
يُشار إلى أن التصعيد الأخير من التورط الأميركي في سورية يأتي بينما يدرس البنتاغون نشر 1000 جندياً إضافياً إلى الكويت –وكما يرى مراقبون مستقلون أن ضربات التحالف الأميركي قتلت أكثر من 2500 مدنياً في العراق وسورية.


عن: Anti- Media

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...