تركيا تستنجد ب«التحالف الدولي» لتغطية جوية لهجومها بالباب

27-12-2016

تركيا تستنجد ب«التحالف الدولي» لتغطية جوية لهجومها بالباب

حددت أنقرة مفهومها للحل السياسي في سورية، موضحةً أنه يؤدي إلى قيام نظام جديد يمثل كل أطياف الشعب السوري، على حين أجبرت الصعوبات التي تواجهها عملية «درع الفرات» في مدينة الباب، الأتراك على طلب مساعدة «التحالف الدولي»، في مقابل تحقيق «قوات سورية الديمقراطية» مزيداً من التقدم باتجاه مدينة الطبقة. وعلى الأرجح ستطالب واشنطن مقابلاً لدعمها الجوي في الباب، يتمثل في توقف الأتراك عن التوعد بمهاجمة مدينة منبج لطرد «الديمقراطية» وعمادها «وحدات حماية الشعب» الكردية، من كبرى مدن الريف الحلبي.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، أوضح الناطق باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالن، بأن بلاده تؤيد الحل السياسي في سورية على أن «يمثل النظام الجديد جميع أطياف الشعب السوري، ويكون عادلاً».
وبخصوص إخلاء مدينة حلب من المسلحين وعوائلهم، قال كالين: «اتخذنا الإجراءات اللازمة في سبيل نقل النازحين من حلب إلى مكان آمن». وفي إشارة غير مباشرة إلى إعلان موسكو، أكد أن تركيا وروسيا وإيران ستكون دولاً وسيطة فعالة في حل الأزمة السورية.
وحرصت الحكومة التركية على توضيح فهمها للحل السياسي في سورية، منعاً لأي إرباك في علاقاتها مع حلفائها الخليجيين. وتصدرت الأزمة السورية و«إعلان موسكو» الذي صدر في ختام اجتماع وزراء خارجية ودفاع روسيا وإيران وتركيا، جلسة مباحثات استضافتها الدوحة عاصمة قطر، بين وزيري الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني والتركي مولود جاويش أوغلو.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، عن مصادر دبلوماسية تركية أن «المباحثات تركزت حول مستقبل الوضع السوري، فضلاً عن آخر المستجدات على الساحة هناك»، كاشفةً أن المنسق العام لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب شارك في الجزء الثاني من المباحثات.
من جهة أخرى، طالب كالين «التحالف الدولي» بتقديم الدعم الجوي لمساندة هجوم القوات التركية والمليشيات السورية المتحالفة معها على مدينة الباب. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث التركي قوله: «بشأن عملياتنا في الباب (… ) من واجب «التحالف الدولي» تحمل مسؤولياته خصوصاً من ناحية تأمين غطاء جوي». ورفض تذرع «التحالف الدولي» بـ«سوء الأحوال الجوية» لعدم شن غارات على مواقع داعش في الباب. وقال: «يمكن أحياناً للأحوال الجوية أن تتسبب بتأخير. لكن غياب الغطاء الجوي عندما لا يكون هناك سبب مبرر غير مقبول». وتحدث عن تمكن الجيش التركي من تحييد 226 من مسلحي داعش في مدينة الباب.
وتمكن مسلحو داعش من استعادة السيطرة على جبل عقيل الإستراتيجي المشرف على الباب، وصدوا هجوماً شنه مسلحو المليشيات المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» على مواقعهم في الجبل مستخدمين المفخخات. وتسببت ألغام زرعها التنظيم المتطرف في محيط الباب بوقوع قتلى للمسلحين. وحقق مسلحو داعش تقدماً إثر هجوم شنوه غربي المدينة. وأعلنت وكالة «الأناضول» وفاة جندي تركي متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال عملية «درع الفرات» شرقي حلب، في 12 من الشهر الحالي. وسبق أن أعلنت تركيا، عن مقتل وجرح عدد من الجنود الأتراك خلال اشتباكات وهجمات لتنظيم داعش في محيط مدينة الباب.
وأشار الجيش التركي، إلى أن قواته قصفت 113 موقعاً لداعش، واتهم مسلحي التنظيم بشن هجوم لمنع الناس من الهرب ما أسفر عن مقتل 30 مدنياً على الأقل وجرح آخرين.
من جهة أخرى، وعلى خلفية التوتر المتصاعد بين تركيا و«قوات سورية الديمقراطية» بسبب إصرار الأولى على المشاركة في عملية الرقة، أكد «لواء ثوار الرقة»، المدعوم تركياً والذي سبق له أن انشق عن «الديمقراطية» بإيعاز تركي أكد صحة المقطع المصور المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لانشقاق عناصر من اللواء وانضمامهم لقوات «الديمقراطية»، زاعماً أنهم فعلوا ذلك عنوةً بعد اختطافهم» من الأخيرة. واعتبر قيادي في «لواء ثوار الرقة»، أن الهدف من هذه الممارسات والضغوط هو إضعاف اللواء كونه «فصيلاً ثورياً معارضاً» والقوة العربية المشاركة في معركة تحرير الرقة مع اقتراب المراحل الحاسمة لها، مشيراً إلى أنه في حال عدم تحرك القوات الأميركية لوقف هذه الاعتداءات سيكون للواء «موقف آخر»، دون أن يحدده. والشهر الماضي، رفض «اللواء» المشاركة بحملة «غضب الفرات»، التي أطلقتها قوات الديمقراطية مدعومة بالتحالف الدولي، معللاً ذلك بعدم التزام «وحدات حماية الشعب» بما تم الاتفاق عليه، بأن يقود اللواء المعركة، وأن يكون المقاتلون من أبناء المدينة، بينما يقتصر دور قوات «الديمقراطية» على الدعم اللوجستي فقط.
ووصل مسلحو «غضب الفرات» إلى منطقة جعبر التي تبعد بمسافة نحو 5 كلم عن سد الفرات الإستراتيجي، الذي يشكل أحد معاقل داعش بالريف الغربي للرقة، ومركزاً للقيادات العسكرية والأمنية البارزة في التنظيم، إضافة لضمنِّه سجناء مهمين وأسرى.
وتمكنت المرحلة الثانية للحملة والتي أعلنت في الـ10 من كانون الأول الجاري، من الوصول إلى هذه المسافة بعد انطلاقها من جنوب بلدة عين عيسى بالريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة، متقدمة بشكل مباشر نحو الجنوب لحين وصولها إلى الضفاف الشمالية من نهر الفرات، تاركة في القسم الواقع بين المناطق التي تقدمت إليها قوات سورية الديمقراطية وبين نقطة تحول مجرى الفرات من اتجاه شمالي جنوبي، إلى اتجاه غربي شرقي، جيباً مؤلفاً من عشرات القرى التي لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» يسيطر عليها. ومنذ يوم الأحد تدور اشتباكات عنيفة في محيط قلعة جعبر الواقعة في نهر الفرات ويصلها طريق واحد بضفاف النهر الشمالية، بينما تقوم طائرات التحالف باستهداف منطقتي سويدية كبيرة وصغيرة اللتين تعدان المدخل الشمالي لسد الفرات، بينما يخشى من استهداف طائرات التحالف الدولي للسد أو تفخيخه من داعش لضمان عدم المرور به أو إبطاء مرور «الديمقراطية» عبره إلى منطقة الطبقة التي تعد الهدف الأول للسيطرة قبل التوجه نحو مدينة الرقة، كما تعد الطبقة أحد مراكز الثقل الأمني للتنظيم في سورية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...