حلب تدخل نهايات عملية إجلاء المسلحين،ترامب على خط التسوية السورية وموسكو تأمل دوراً سعودياً

22-12-2016

حلب تدخل نهايات عملية إجلاء المسلحين،ترامب على خط التسوية السورية وموسكو تأمل دوراً سعودياً

في وقت كانت عملية إجلاء المسلحين وعائلاتهم من الأحياء الشرقية لحلب تمضي في مرحلتها الأخيرة، أمس، بعد تذليل العقبات الإجرائية المرتبطة بتنسيق «إجلاء متزامن» من حلب وكفريا والفوعة، كانت موسكو تدعو الرياض للانضمام إلى الجهود الروسية الإيرانية التركية لتسوية الأزمة السورية.
وبينما لم تكن أصداء الاجتماع الثلاثي الذي عقد في موسكو قد خفتت بعد، تعرض «إعلان موسكو» لنيران تركية بعدما حذر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين من احتمال انهيار وقف إطلاق النار في شرق حلب، بينما عززت قوات الغزو التركية تقدمها نحو مدينة الباب الحيوية.عمال صيانة يجرون إصلاحات اخيرة قبيل اعادة افتتاح مطار حلب الدولي أمس (أ ف ب)
المتحــدث باســـم الكرمليـن ديميـتــري بيسكوف، قال خلال مقابلة لقناة «مير ـ 24»، إن عملية إخراج المسلحين من شرق حلب «توشك على الانتهاء، وتتعاون موسكو وأنقرة تعاوناً مكثفاً على مستوى وزارتي الدفاع وهيئتي الأركان، وجاءت اتصالاتنا المكثفة بالنتيجة المرجوة، ويكتسب تحرير المدينة معنى عسكريا واستراتيجيا ورمزيا مهما جدا».
واعتبر أن توقيت اغتيال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف، لم يكن صدفة، بل تم اختيار الوقت بدقة ليتزامن مع عمليات الإجلاء من حلب، واصفاً هذا الهجوم باستفزاز همجي تم التحضير له مسبقا.
وأوضح بيسكوف أن الأخطاء التي ارتكبها الغرب في الشرق الأوسط كانت من الأسباب التي أضفت على التنظيمات الإرهابية طابعا شاملاً.

«الإعلام الحربي» ذكر أن استئناف عمليات الإجلاء تم بعدما جرى التغلب على العقبات التي كانت تقف في طريق عمليات الإجلاء من شرق حلب ومن قريتي كفريا والفوعة، فيما أوضح مصدر عسكري سوري ان «سبب التأخير في استكمال عمليات الإجلاء تنفيذي» ويتعلق بتنسيق «إجلاء متزامن» من المناطق الثلاث.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد أصبح يسيطر الآن على حلب بعد إجلاء آخر دفعة من المسلحين من المدينة، مضيفاً أن موقعاً صغيرا فقط على الأطراف الغربية للمدينة لا يزال في أيدي قوات «المعارضة».
وكان «التلفزيون السوري» قد أفاد بخروج 20 حافلة من شرق حلب «على متنها أعداد من المسلحين وعائلاتهم» في طريقها الى منطقة الراشدين، الواقعة تحت سيطرة الفصائل غرب حلب. فيما نقلت اربع حافلات وسيارتا إسعاف تابعتان للهلال الاحمر جرحى ومرضى ونساء وأطفالا من كفريا والفوعة الى منطقة جبرين شرق حلب حيث مراكز الاسعاف والإيواء المؤقت.
بدورها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إجلاء جميع الجرحى والمرضى من الأحياء الشرقية في مدينة حلب. وذكرت في تغريدة نشرتها على حسابها على موقع «تويتر»: «آخر مستشفى في شرق حلب فارغ، وتم إجلاء جميع المراجعين مع الأشخاص الآخرين، الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة».
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، دعا السعودية للانضمام إلى الجهود التي تبذلها موسكو وطهران وأنقرة في مجال تسوية الأزمة السورية.
وقال خلال مقابلة لقناة «روسيا-24»، تعليقاً على البيان الروسي التركي الإيراني المشترك، الذي صدر أمس الأول، نتيجة الاجتماع بين وزراء الخارجية والدفاع للدول الثلاث في موسكو بشأن تسوية الأزمة السورية: «من المهم للغاية أن هذا البيان يتضمن دعوة الدول الأخرى، التي تتمتع بالنفوذ على الأرض، للانضمام إلى بذل مثل هذه الجهود»، مشدداً على «أهمية اتخاذ السعودية موقفا مشابها وإطلاقها العمل في هذا الاتجاه».
وأكد المندوب الروسي أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، نسق مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب موعد المفاوضات السورية، موضحاً أن المفاوضات ستجري على الأرجح، في الثامن من شباط المقبل.
وتابع «أعتقد أن هذا الأمر، في حال صحة الفرضية (تنسيق دي ميستورا وفريق ترامب)، مؤشر جيد، لأنه من الممكن أن يدل على أن إدارة ترامب قد تقود القضية نحو التطوير السريع للعملية السياسية (في مجال التسوية السورية) ونحو حل سياسي للنزاع».
وفي سياق متصل، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، الأوضاع الحالية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك «مسائل تسوية الأزمتين في سوريا وليبيا».
وأوضح الكرملين في بيان أن الجانبين شددا خلال اتصال هاتفي، على «أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي برمته في مجال مكافحة التهديد الإرهابي».
وفي استكمال لجهود التنسيق بين موسكو وواشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن خبراء دفاعيين من البلدين أجروا مؤتمراً عبر الفيديو بخصوص تطبيق معاهدة أمن الطلعات الجوية أثناء تنفيذ العمليات في المجال الجوي السوري، مشيرة إلى اتفاق الطرفين على أن المعاهدة يجب أن تأخذ بالاعتبار خبرة تنفيذ المعاهدة في العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وجاء في البيان «اتفق الخبراء الروس والأميركيون على أن الخبرة المكتسبة يجب أن تستخدم في مواصلة العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكذلك خلال المرحلة الانتقالية، وتم مناقشة الإضافات الممكنة للمعاهدة».
من جهة أخرى، وغداة الاجتماع الثلاثي في موسكو، الذي أفضى إلى وضع وثيقة «إعلان موسكو» بشأن التسوية في سوريا، حذر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في مقالة تحت عنوان «الوضع في حلب يحرج العالم» نشرها في صحيفة «ديلي صباح»، من أن قوات الجيش السوري والقوات المؤازرة له «سيحاولان إفشال وقف إطلاق النار وعملية الإجلاء خلال الأيام المقبلة، بهدف الانتقام من المجموعات المعارضة».
واعتبر كالين أن الصمت العالمي على ما يحدث في حلب يعد إحدى خطايا «العالم المتحضر»، مضيفاً أن «حلب ستبقى في الذاكرة كأحد الحوادث التي تجلل العالم بالعار، مثل المحرقة التي قام بها النازيون، ومذبحة سربرنيتشا، وما حدث في رواندا».
وانتقد كالين موقف الإدارة الأميركية من الأزمة السورية، قائلا إن «الديبلوماسية الأميركية بخصوص الأزمة السورية لم تحل دون مقتل الأطفال والنساء، سواء في حلب أو في عموم سوريا، وإنما منحت فرصة لنظام الأسد وحلفائه ليحوّلوا مسار الأحداث لمصلحتهم، عبر كسب المزيد من الوقت»، ليختم بالقول «يبدو أننا فقدنا الأمل».
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع الانتهاء من عمليات الإجلاء وخروج المسلحين كلياً من شرق حلب، أعلن الجيش التركي في بيان، أن قوات «المعارضة» السورية المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» سيطرت بالكامل على الطريق السريع الذي يربط مدينة الباب مع مدينة حلب، وذلك بدعم من نيران برية وجوية كثيفة.
وتابع أن قوات «المعارضة» التي تحاصر الباب منذ أسابيع سيطرت بدرجة كبيرة على المنطقة الاستراتيجية المحيطة بمستشفى المدينة، موضحاً أنه «فور انتزاع السيطرة على هذه المنطقة ستنكسر هيمنة داعش على الباب».
وأشار الجيش في بيان ثان إلى مقتل 14 من جنوده وإصابة أكثر من 33 خلال الاشتباكات مع تنظيم «داعش» قرب مدينة الباب الواقعة بريف حلب الشمالي الشرقي، بينما قتل 138 مسلحاً تابعاً للتنظيم في المعارك.
وقبل صدور البيان الأخير للجيش، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن مدينة الباب «محاصرة حاليا، تماما، من قبل الجيش السوري الحر وجنودنا».
وذكرت مصادر إعلامية أن معارك عنيفة تدور عند الأطراف الجنوبية الغربية من مدينة الباب بين قوات «درع الفرات» وعناصر «داعش»، حيث تتركز الاشتباكات في محيط جبل الشيخ عقيل الذي تقدمت فيه الفصائل ومعلومات عن سيطرتها الكاملة عليه، بينما تشهد المدينة قصفاً مكثفاً بالقذائف المدفعية والصاروخية من قبل القوات التركية بالتزامن مع الضربات المتجددة من سلاح الجو التركي.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...