متى تكره الزوجة حياتها؟

07-02-2007

متى تكره الزوجة حياتها؟

(كرهني حياتي) هذا نموذج لعشرات السجالات التي تحدث يومياً بين الرجل الحشري وزوجته , فهو وإن كان واثقاً بزوجته إلى أبعد الحدود .. إلا أن ثمة جانباً في شخصيته يدفعه بقصد أو بدون قصد لأن يقحم أنفه في كل شاردة وواردة .

بصراحة شديدة , ودون لف أو دوران يعترف محمد شوماني بأنه زوج فضولي من الدرجة الأولى .. وعلى حد قوله فإن هذه الصفة لا تعيبه على الإطلاق بل تضعه في الموضع الصحيح كزوج وأب على السواء , يقول :‏

تدخلي في شؤون أسرتي ليس وليد اليوم أو الأمس , فأنا أطّلع على كل أمور البيت وتفاصيل تصرفات من فيه منذ بداية حياتي الزوجية أي قبل عشرين عاماً .. وأنا لا أجد نفسي حشوراً بالمعنى السلبي للكلمة .. رغم أن زوجتي ليست سعيدة بهذا النهج وتتمنى أن أترك لها حرية التصرف ومعالجة الأمور .. لأن تدخلي واستفساراتي المستمرة تزعجها .‏

وبالمنطق نفسه يتحدث سمير خرموش /حلاق/ إذ يعتبر من حقه الإطلاع على كل تفاصيل حياة أسرته لا سيما تصرفات زوجته داخل البيت وخارجه , وطريقة تربيتها للأولاد وأسلوب تدريسهم يقول :‏

أكره أن تمر حادثة مع زوجتي ولا أعرف بها حتى لا أفاجأ فيما بعد بتداعيات أمر ما, ليس من السهل أن يقول الرجل عن نفسه أنه حشري .. أو فضولي وأنا لا أعترف بهذه الصفة بل أعتبر نفسي رجلاً مسؤولاً بكل معنى الكلمة لأن البيت والأسرة ليست فقط من اختصاص الزوجة حتى وإن كانت تنزعج من تدخلاتي في أمور كثيرة وتطلب مني أن أكف عن متابعة أدق التفاصيل .‏

يبدو أن الحشرية وإن كانت تظهر أكثر عند الرجال مع تقدمهم في السن , لكنها ليست قاعدة ... إذ ثمة أزواجاً لديهم فضول ورغبة في الوقوف عند كل كبيرة وصغيرة رغم أنهم حديثوا العهد بالزواج ..‏

هشام الحايك موظف لم يمر على زواجه سنة ومع ذلك فهو يحب أن يدقق في كل المواقف التي تواجه زوجته خلال اليوم , ويحصل على معلوماته تلك بصورة غير مباشرة ... عبر الاستفسارات البسيطة ويضيف :‏

أنا لا أنظر إلى الأمر على أنه حشرية أو تطفل لأنني لا أتدخل بشؤون أحد غريب , ثم إن المرأة بطبعها تسعد باهتمام زوجها ووجوده الدائم في حياتها ...‏

يتحدث عبد المجيد /محاسب/ أنه قبل التقاعد كان كل شيء بالنسبة له يسير على ما يرام ... لا يتدخل في شؤون أحد ولا يعرف طريق المطبخ وبين عشية وضحاها اختلف الأمر يقول :‏

لم أكن متفرغاً لكل هذه الأمور من قبل .. لأنني كنت مشغولاً بالحسابات المالية لسنوات طويلة , لكنني اكتشفت بعد كل هذا العمر أنني أضعت الكثير من الوقت بعيداً عن شؤون بيتي وأبنائي , وزوجتي تقول أنني أصبحت فضولياً وحشرياً من رأسي حتى أخمص قدمي ... وهذه الحشرية في تصرفاتي أجدها متعة ووسيلة مثالية للتسلية في العقد السابع من العمر .. وإذا كان الفضول يصيب الرجال عند الكبر , فالنكد متأصل في النساء منذ مقتبل العمر .‏

وتأخذ حشرية مهند ناصر شكلاً آخر .. فهو يتدخل في أمور المطبخ يقول :‏

أنا أحب أن أعطي رأيي في كمية اللحم المستخدمة في الطعام , وكذلك التوابل والنكهات الإضافية وهذا يزعج زوجتي كثيراً لأنها تعتبر أن مسائل الطهو من اختصاصها وحدها ... وأيضاً أصر على مرافقتها إلى السوق لاختيار أثاث للمنزل رغم أنها مهندسة ديكور ..‏

أما حازم شحادة فيرى أن غالبية الرجال يقومون بين فترة وأخرى بتقصي بعض الأمور في حياة الزوجة والمنزل .. يقول :‏

لا يتعلق الأمر بالثقة أو عدم التصديق ... والصح أن على الزوجة أن تخبر زوجها بكل الأمور المهمة التي تواجهها , وتأخذ رأيه ليساعدها في اتخاذ القرارات الخاصة وإذا لم تفعل فليست حشرية أن يسألها ويتدخل في شؤونها ... وأرفض أن يتهم الرجل الفضولي بضعف الشخصية وأنه لا يملك الثقة الكافية بنفسه .. وحتى يقولون أنه يستخدم سلطته الذكورية في غير مكانها .. لأن القوامة لم تكن مرادفاً للحشرية وإنما مسؤولية والتزام , وهذه المسؤولية تحتم على الرجل التدخل في حياة زوجته .. حتى ولو نبش أموراً تحب أن تبقيها في مجال الصمت وحتى لو وصلت إلى مرحلة بأنه يكرهها حياتها .‏

أما رأي علم النفس فإن صفة الحشرية قد تصدر عن التركيبة أو البنية للشخص , أو تنتجها مرحلة معينة من مراحل النمو في حياته كالتغيير في شخصيته أو طبيعة العلاقات الزوجية وفي الحالتين هناك سلوك ينبئ بحاجة واعية أو باطنة تدفع الرجل إلى البحث عما يعتقد أنه من المهم معرفته .‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...