كم باتت الأمم المتحدة عديمة النفع؟

25-10-2016

كم باتت الأمم المتحدة عديمة النفع؟

الجمل ـ بقلم:Bill Federer ـ ترجمة: وصال صالح: تأسست الأمم المتحدة رسمياً في 24 تشرين الأول  عام 1945وارتبط اسمها بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت وكان الغرض من إنشائها منع الحروب في المستقبل، لكن لسوء الحظ، شهد العالم ما يقرب من 150 حرباً واكثر من 100مليون إصابة بشرية منذ تاسيسها حتى اليوم، وفيما تم صياغة ميثاقها في فندق فيرمونت في سان فرانسيسكو فقد ضمت 5دول من آسيا الوسطى، و11 من جنوب شرق آسيا، و31 من اوروبا الشرقية و23 من الشرق الأقصى و25 من أميركا اللاتينية و50 من أفريقيا، و كان  الأمين العام لمؤتمر ميثاق الامم المتحدة وقتذاك -الغر هيسقد حضر   مؤتمر يالطا في 4-11-1945 ووضع جزءاً كبيراً من أوروبا الشرقية تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي واتُهم هيس لاحقاً بأنه عميل شيوعي وخضع للمحاكمة في عام 1948 ، أما الشخص الذي اتهم هيس بالعمالة للسوفييت فهو الجاسوس السوفييتي السابق ويتاكر تشامبرز الذي كان رئيس تحرير لمجلة التايم قبل انشقاقه ولجوئه إلى الولايات المتحدة، وبعد وفاته منحه الرئيس رونالد ريغان وسام الحرية في 26 آذار -1984 .
تجدر الإشارة إلى ان الدول الأعضاء  في الأمم المتحدة وعددها 185 دولة تنفق 20 مليار دولار سنوياً، وتتحمل الولايات المتحدة الاميركية القدر الأكبر من المساهمة على الرغم من أنه لا يسمح لل50 ولاية  التي تشكل الولايات المتحدة الأميركية بالتصويت إلا بصوت واحد مشترك، أي ما يعادل فقط أصغر الدول، لكن بعد الاتهامات التي طالت سمعة الأمم المتحدة كفضيحة "النفط مقابل الغذاء" والتحرش الجنسي تعرضت الأمم المتحدة للضغط  لتكشف بذلك عن أول تدقيق في عام 2005.
لقد اعتمد اعلان الأمم المتحدة لحقوق الانسان وكتب بمساعدة إليانور روزفلت في 8 كانون الأول 1948 دون الرجوع إلى "المؤسس" كمصدر للحقوق مثل إعلان استقلال الولايات المتحدة، ويشمل الإعلان عدة مواد:
المادة 18 "لكل شخص الحق في حرية الفكر والوجدان والدين وحريته في تغيير دينه أو معتقده" وهذا يتعارض مع الشريعة الاسلامية  التي تفرض عقوبة الإعدام على أي شخص يرتد عن الدين الاسلامي.
في عام 1990 أصدرت منظمة التعاون الإسلامي "إعلان القاهرة لحقوق الانسان في الإسلام" مؤكداً على أن الشريعة هي السلطة العليا مع :عقوبة الإعدام للمرتدين عن الاسلام –معاقبة النساء اللواتي يقعن ضحية الاغتصاب –السماح للرجال بتعدد الزوجات –السماح للرجل بضرب زوجته وفرض الرقابة على الخطاب المهين للإسلام.
في 12 كانون الأول بدات هيلاري كلينتون اجتماع الأبواب المغلقة مع منظمة التعاون الاسلامي الذي دام ثلاثة أيام  وتعهدت كلينتون بدعم عملية اسطنبول على نطاق عالمي و"تجريم" الخطاب المهين والمعادي للإسلام وفرض حالة "الذمة" على غير المسلمين في جميع أنحاء العالم،  وبحكم التعريف فإن انجيل المسيح يعد إهانة للإسلام بسبب إعلانه أن يسوع المسيح ليس مجرد نبي وإنما هو ابن الله  الذي مات على الصليب ليدفع ثمن خطايا البشر وآثامهم، في الحقيقة كل الكلام الذي يتعارض مع الإسلام يعد إهانة للإسلام  وفي نهاية الاجتماع قال الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو : "إن عملية اسطنبول التي بدأت مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يجب أن تنفذ" وعلقت كلينتون "نحن الآن بحاجة للانتقال إلى مرحلة التنفيذ" وفي الأشهر التالية تجاهلت كلينتون مطالب متكررة لضمان أمن السفير الأميركي كريس ستيفنز  الذي قتل مع عدة أشخاص آخرين في هجوم بنغازي في 11أيلول 2012 وفي صباح اليوم التالي وبعد تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتعرض للإسلام،  وجهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مذكرات توصية إلى يوتيوب وغوغل لمنع الكلام الذي يعد إهانة للإسلام،  ربما لأن هذا يتعارض مع الوعود التي قطعتها في مؤتمر اسطنبول.
وأضافت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس إلى هذه الرواية كما فعل الرئيس أوباما  في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 كانون الأول 2012 "لا مستقبل لأولئك الذين يتطاولون على الإسلام" فيما كشفت الطلبات التي تقدمت بها مجموعة المراقبة القضائية لقانون حرية المعلومات أن  رسائل البريد الالكتروني تشير إلى أن الأسلحة الأميركية التي استخدمت للإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي تم نقلها من بنغازي ضمن برنامج "سريع وغاضب" لتسليح المقاتلين الاسلاميين ضد الدولة في سورية ، وذلك كجزء من خطة أكبر لإقامة الخلافة الإسلامية، وعندما تدخلت روسيا في سورية تلبية لطلب الدولة السورية، شنت الجماعات الاسلامية  المسلحة والمدربة من قبل الولايات المتحدة هجمات وغزوات في سورية والعراق وشرع  ما بات يعرف بتنظيم داعش التعذيب والاغتصاب وقطع الرؤوس وتهجير مئات الآلاف، أي بما يتناقض مع المادة 18 من ميثاق الأمم المتحدة.
للأمم المتحدة سمعة مختلطة، كما يشهد الرئيس دويت إيزنهاور في الغرفة الوطنية للتجارة في 10 حزيران 1963 "الأمم المتحدة تبدو كشيئين متميزين لعالمين منقسمين بستارة حديدية... هي بالنسبة للعالم الحر يجب أن تكون منتدى بناء...وبالنسبة للعالم الشيوعي تبدو كمجلس مريح لدعايتهم، وسلاحاً يمكن استغلاله في نشر الانقسام والفوضى".
لقد بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة مثالية تحمل آمالاً كبيرة مع انتخابها للرئيس الرابع في عام 1949 الفيليبيني كارلوس رومولو الذي خدم مع الجنرال دوغلاس ماك آرثر في المحيط الهادي وأصبح فيما بعد أول آسيوي يفوز بجائزة بوليتزر.
كتب الجنرال كارلوس رومولو "لا تنسوا أيها الأميركيون ...أن بلدكم هو بلد روحي‘ نعم، أنا أعلم أنكم شعب عملي، مثل الآخرين، لقد أعجبت بمصانعكم وناطحات سحابكم وبترسانتكم، لكن وراء كل شيء آخر هناك حقيقة أن أميركا بدأت بمحبة الله وخشيته وعبادته".

عن:World Net Daily
الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...