خطة «باء» لـ«داعش» وتصويب تركي على سنجار

25-10-2016

خطة «باء» لـ«داعش» وتصويب تركي على سنجار

بعد تأكيد بغداد «لاءها» على مشاركة الجيش التركي في معركة الموصل، تمضي أنقرة في محاولة اقتحام المشهد العراقي، عبر التلويح بورقة «المنطقة الآمنة» في الشمال العراقي لليوم الثاني على التوالي، في وقت تتابع القوات العراقية تقدمها أمام تنظيم «داعش»، التنظيم الإرهابي الذي بدأت تُطرح علامات استفهام حول مصيره في حال خسارته المعركة.
وأمام انهزام مسلحي «داعش» في الجبهات الجانبية التي حاولوا إشعالها بغية تخفيف الضغط عن الموصل، كان لافتاً بدء عمليات المقاومة العسكرية ضد التنظيم من داخل المدينة، حيث تعرضت عصابات ابو بكر البغدادي، الى هجوم هو الأول من نوعه منذ بسط سيطرته عليها في حزيران العام 2014.دايفد دوشا، كاهن كنيسة مار شموني في بلدة برطلة المسيحية يتفقد الأضرار التي أحدثها «داعش» أمس (أ ف ب)
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أعاد الكلام عن نية بلاده إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع العراق بهدف «منع مسلحي حزب العمال الكردستاني من التسلل» إلى داخل الأراضي التركية.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت في أنقرة، إن تركيا ستنشط أكثر في قتال «حزب العمال الكردستاني» في العراق، مشيرا الى ان بلاده لن تسمح لمسلحي «الكردستاني» بجعل منطقة سنجار (بمحافظة نينوى العراقية) معقلًا لها، مشدداً على أن تركيا ستتدخل بفعّالية ضد المسلحين في العراق من خلال حقوقها وصلاحياتها النابعة من القانون الدولي.
وقال «لن نسمح بأن تجعل المنظمة سنجار معقلًا لها، واتخذنا وسنتخذ كل التدابير على جانبي الحدود من أجل جعل تلك المنطقة آمنة».
وفي إطار السعي لإظهار تركيا بدور المشارك في عمليات تحرير الموصل، أشار جاويش أوغلو إلى أن نيران المدفعية التركية تقوم بدور بالفعل في جهود إخراج تنظيم «داعش» من المدينة، لافتاً إلى أن أربع طائرات مقاتلة تركية متأهبة للمشاركة في العمليات الجوية ضمن «التحالف الدولي» وتنفيذ ضربات جوية.
وقال «هدفنا هو إخراج داعش من سوريا والعراق. العراق جار وصديق لتركيا وبالنسبة لنا فإن وحدة أراضي العراق واستقرارها لا يقلان أهمية عن وحدة أراضينا واستقرارها».
وفي بغداد، أكد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أن مشاركة القوات التركية في عملية تحرير الموصل «ادعاء باطل» لا صحة له. وقال خلال استقباله نظيره السويدي ستيفان لوفان والوفد المرافق، إن «كل المكوّنات العراقية تشارك بعملية تحرير الموصل»، موضحا «اننا لن نسمح بأي تجاوز لحقوق الإنسان من قبل أي جهة كانت».
بدورها، نفت وزارة «البشمركة» في إقليم كردستان، وجود أي تعاون مع القوات التركية في ما يتعلق بعملية تحرير الموصل. وأوضحت الوزارة في خبر عاجل بثه التلفزيون الرسمي أن «لا وجود لأي تعاون من قبل قوات البشمركة مع القوات التركية في العمليات الجارية لتحرير مدينة الموصل».
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم قد قال، أمس الأول، إن المدفعية التركية تساعد قوات «البشمركة» التي تقاتل تنظيم «داعش» قرب معسكر بعشيقة في محافظة نينوى، مشيراً إلى أن ذلك جاء بطلب من «البشمركة» ذاتها.
من جهة ثانية، أفادت أوساط وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بأن «بضع مئات» من إرهابيي «داعش» وصلوا في الأيام الأخيرة الى الموصل آتين من سوريا. وقال المصدر «ما لاحظناه حاليا هو انتقال مقاتلين من سوريا الى العراق لا العكس»، متحدثاً عن «بضع مئات من المقاتلين» تحركوا في الأيام الاخيرة.
واعتبر ان «هناك احتمالا لسيناريو تحاول فيه داعش المقاومة قدر الإمكان» للحملة العسكرية عبر الموصل.
ومن المقرر أن يجتمع 13 وزير دفاع من الدول الأعضاء في «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، اليوم، في باريس لبحث الحملة العسكرية لتحرير الموصل، والسيناريوهات قبل طرد «داعش» منها وبعده.
ميدانياً، وفي تحرك هو الاول من نوعه، دخلت طلائع من «المقاومة الشعبية» في الموصل، ليل الأحد الإثنين، باشتباكات مع عناصر «داعش».
وقال الضابط في صفوف الجيش العراقي الرائد مهند عبد الإله، إن «نحو 20 مسلحا من أفراد المقاومة انتشروا في شوارع منطقة وادي حجر في الجانب الأيمن من الموصل بعد منتصف ليل الأحد، وأقدموا على إضرام النار في مقرين للتنظيم، وقتل عدد (لم يحدده) من عناصره».
وأوضح أنه «بعد نحو ساعة من سيطرة عناصر المقاومة على أجزاء واسعة من منطقة وادي حجر، وصلت قوة كبيرة من داعش لتدور اشتباكات عنيفة بين الجانبين استمرت حتى فجر الإثنين، وانتهت باستعادة التنظيم سيطرته على المنطقة بالكامل، وقتل أغلب المهاجمين، قبل أن يتمكن عدد قليل منهم الهرب إلى جهة مجهولة».
إلى ذلك، سيطرت القوات المشتركة بالكامل على بلدة قراقوش، مركز قضاء الحمدانية الذي يُعتبر المدخل الشرقي للموصل، والتي أخليت من أهلها المسيحيين في العام 2014.
وفي كركوك، أكد المحافظ نجم الدين كريم أن القوات الأمنية تمكنت من إحباط هجوم «داعش» الذي استهدف المدينة بالكامل، و «قُتل 74 إرهابياً واعتُقل آخرون بينهم قائد المجموعة التي خططت للهجمات».
وأشار الى ان «الاعترافات الأولية لقائد المجموعة أكدت ان 100 عنصر من داعش نفذوا الهجوم»، لافتاً إلى أن «أغلب المسلحين هم محليون من كركوك ومناطق اخرى» في العراق.
ونقلت وكالة «المدى برس» عن مصدر أمني قوله إن «قائد الهجوم وهو عراقي الجنسية كشف خلال الاعترافات عن استعداد 300 انتحاري للمشاركة في هجوم جديد على كركوك».
وكان مسلحو «داعش» قد شنوا فجر الجمعة الماضي هجوماً مباغتاً على هذه المدينة الغنية بالنفط، والتي تخضع لسيطرة القوات الكردية بهدف تخفيف الضغط عن مدينة الموصل.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا حول خطة التنظيم الإرهابي للاستمرار في ما بعد هزيمته المرتقبة في الموصل. وأشارت الى ان التنظيم يملك خطة للطوارئ سيلجأ إليها في حال خسارته الموصل، وهو كان قد أعلن عنها في مناسبات سابقة، وعنوان تلك الخطة: «الانحياز»، أو الانسحاب المؤقت، إلى الصحراء.
واستعادت الصحيفة خطاباً للمتحدث باسم «داعش» ابو محمد العدناني، الذي قتل في غارة لـ «التحالف الدولي» في شهر آب، شرح فيه أن خسارة الأرض لا تعني الهزيمة، وأوضح أن المسلحين يمكنهم أن يقاتلوا حتى النهاية ومن ثم ينسحبون إلى الصحراء، تحضيراً للعودة من جديد، تماماً كما حصل بين العامين 2007 و2013.
وكانت صحيفة «نبأ» التابعة للتنظيم، قد أفردت مقالة في الشهر نفسه تشرح فيه كيفية نجاة التنظيم وعودته مجدداً بعدما طُرد من المدن العراقية في العام 2007، على اثر عملية عسكرية بين الأميركيين ومقاتلي «الصحوة» التي تشكلت من العشائر.
وأوضحت «نبأ» حينها أنه فيما تراجع معظم المسلحين، بقي العشرات في المدن للقيام بعمليات تهدف لزعزعة الأمن، وقد استمروا على هذه الحال لمدة ست سنوات، تمكنوا خلالها من استنزاف قوات «الصحوة» التي بدأت تتفكك ضمن بيئتها، ما سهل على «داعش» العودة إلى شمال العراق وبسط سيطرته في العام 2013.
وحذرت «نيويورك تايمز» من خطورة تقليل الأميركيين وحلفائهم من أهمية انسحاب المسلحين المحتملة إلى الصحراء، الممتدة بين العراق وسوريا، إن لم يكونوا قد انسحبوا بالفعل، مشيرة إلى أن وجودهم فيها لا يقل خطورة عن وجودهم في المدن.
وكانت الصحيفة قد كشفت في وقت سابق عن إرسال وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» عشرات من المتخصصين في تحليل المعلومات الاستخبارية إلى العراق لدراسة «كنز» من المعلومات يُتوقع ضبطها خلال معركة تحرير الموصل من سيطرة «داعش».
وأشارت إلى أن أولويات المحللين ستتركز على تزويد المسؤولين الأميركيين بتصورات مفيدة في التخطيط للهجوم على الرقة «عاصمة الخلافة» في شرق سوريا، بالإضافة إلى البحث عن معلومات لتحديد موقع زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وعن أي معلومات تفيد في الكشف عن الخلايا الإرهابية في أوروبا وأي مخططات لتنفيذ هجمات هناك.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...