لماذا ترتدي الـ 18"F" ثوب الـ 34"SU" ؟

16-10-2016

لماذا ترتدي الـ 18"F" ثوب الـ 34"SU" ؟

الجمل ـ *بقلم مارتين بيرغير ـ ترجمة رنده القاسم:
امتلأت مواقع شبكة الانترنيت بصور لطيارين عسكريين أميركيين يندفعون نحو طائرات أميركية تشبه كثيرا " الفاتح الذي لم يستخدم على الإطلاق في جيش الولايات المتحدة ، بل في القوة الجوية الروسية.مقارنة بين طائرة سوخوي-34 الروسية وF/A-18 الأميركية-  F-18 أمريكية مطلية بألوان Su-34 فى سوريا !
و لكن هذا ليس إشارة إلى أن الطيارين الأميركيين تمكنوا أخيرا من احتلال مقاعد المعدات الروسية، مثارين بحقيقة أن الموقعين على الاتفاقات العسكرية الأميركية فشلوا بتسليم مقاتلات منافسة من الجيل الخامس. و للحقيقة فإن Lockheed Martin F 35 مثلت فشلا ذريعا و لاقت انتقادات من كل الجهات، بما فيها الصقر الأميركي  و رئيس لجنة مجلس الشيوخ المتعلقة بالخدمات المسلحة "جون ماك كين"..
بغض النظر عن كل ما ذكر، الذي رأيناه في الصور هو تطبيق  مباشر للخطة الأميركية الرديئة "ب" في سوريه، و الآن شهود العيان المؤيدون للولايات المتحدة لن يدعوا ببساطة أنهم شهدوا تورط روسيا بجرائم حرب مزعومة في حلب أو مدن سورية أخرى، بل يمكنهم أيضا تقديم صور التقطتها هواتفهم المحمولة تظهر الأدلة على النشاطات الروسية في سورية..... و في مكان ما في واشنطن افترض أحدهم أن العالم كله سوف يردد مناداة حكومتي بريطانيا و فرنسا، التابعتين المطيعتين، بعقد "محكمة دولية للنظر في الاعتداء الروسي" بعد رؤية هكذا صور.
إضافة إلى قيام الولايات المتحدة بطلي طائراتها الحربية بشكل مشابه لمظهر الطائراتF/A-18 بالوان و علامات روسية العسكرية الروسية، من الواضح أيضا أن "ف 18" الأميركية مشابهة ل "سو 34" الروسية بالشكل، و في الحقيقة، فقط الخبير العسكري يمكنه أن يحدد الاختلافات ، و لكن عندما تكون الصورة ذات دقة عالية. فالأجنحة التي تطوى في "ف 18" الأميركية يمكن رؤيتها فقط على مدرج الطائرات، و بالنسبة لأجهزة حفظ التوازن في "ف 18" فإنها مختلفة قليلا عن "سو 34" الروسية.   و لهذا إذا التقطت صورة لطائرة أميركية عن طريق الهاتف الذكي لشخص ما ترتجف يده أو كاميرا نصف احترافية ، عندها سيتعذر تمييزها عن "سو 34". العلامة الوحيدة المميزة المتروكة على "ف 18" المعاد طلاؤها هي نجمة بيضاء على خلفية سوداء، غير أن  شكلها يشبه النجمة الحمراء التي تحملها كل الطائرات الروسية.
في ظروف كهذه ستتمكن "ف 18" سوخوي-34 الروسيةالأميركية ،مع صعوبة تمييزها عن الطائرات الروسية، من شن ،متعمد أو غير متعمد، لهجمات "راية مزيفة" (مصطلح يستخدم لوصف العمليات السرية التي تستخدم التمويه بحيث يظهر كأن مجموعة أخرى خططت و قامت بهذه العمليات السرية غير المجموعة أو الدولة الحقيقية)... و الأهداف المحتملة كثيرة: قوافل إنسانية، مناطق سكنية بل و حتى عسكريين أميركيين . و في حال تصوير هذه الهجمات، سوف يكون بيد واشنطن دليل لا يمكن دحضه عن العدوان الروسي... و في الواقع تُتهم روسيا بالقيام بالاعتداء بشكل يومي، و لكن المشكلة  تكمن في أن أحدا لا يملك دليلا مقنعا على هذا العدوان. و إعادة طلاء الطائرات الأميركية لتحاكي الأخرى الروسية قد يكون الحل لهذه المشكلة.
و لكن يجب أن نشير إلى أن هذه المحاولة  لإثارة الغضب ضد روسيا موجودة في كتاب قديم جدا حول خدع ال سي آي ايه. ففي عام 1962، و خلال أزمة الصورايخ الكوبية، كانت واشنطن تخطط أيضا لاستخدام طائرات حربية معاد طلاؤها لضرب طائرة مدنية كذريعة أمام واشنطن من أجل لوم سلاح الجو الكوبي. و هذه القصة رواها وزير الدفاع الأميركي روبرت ماك نامارا في العمل الوثائقي "ضباب الحرب".
و لكن الحقيقة المعروفة جيدا هي أن الولايات المتحدة إمبراطورية الكذب ، و ما من شك في ذلك. و لهذا ، كل تصريحات و أفعال البيت الأبيض يجب أن ينظر إليها بريبة كي لا نخدع بكذبة جديدة ذات صناعة أميركية.

* صحفي و محلل جيوسياسي
عن مجلة New Eastern Outlook  الالكترونية

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...