العقل إسرائيلي، اللاعب أميركي، الأداة تركي... ضد سوريا

17-09-2016

العقل إسرائيلي، اللاعب أميركي، الأداة تركي... ضد سوريا

الجمل-*حسين وودينالي- ترجمة: محمد سلطان:
 
الجمل ـ حسين وودينالي ـ لماذا تم خرق الهدنة في حلب أكثر من ستين مرة؟
على ماذا يدل تصعيد إسرائيل في هجماتها على غزة وسوريا؟
قدمت الولايات المتحدة الأميركية، بدون مناسبة، أكبر مساعدة عسكرية بتاريخها لإسرائيل والبالغة 38 مليار دولار. وبذلك ضمنت إسرائيل أنها ستتلقى مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار لمدة 10 سنوات. ولم تكتف بذلك، بل وتعهدت أميركا بأنها ستقدم لها الدعم اللازم والمطلوب في حال الضرورات أو في حال نشوب حرب. ماذا حل بأوباما؟ هل أكل ضربة على رأسه حتى أبدى كل هذا الكرم ووقع تلك الاتفاقية؟ رغم أن علاقات أوباما ونتنياهو ليست جيدة إلى هذا الحد. بالطبع كل ذلك من أجل زيادة الدعم لهيلاري كلينتون المحبوبة الأولى لدى الإسرائيليين والمحافظين الجدد. هيلاري؛ راسمة الطريق لأعمال تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في سوريا وليبيا.
بعد إصابة هيلاري بالالتهاب الرئوي، أخذت الميكرفون بيدها وبدأت بالكلام من أجل حملتها الانتخابية. معارضة أوباما لإسرائيل ليست سوى فنتازيات خاصة بشخصيته. فلا يستطيع شخص مثله معارضة مطالب نظام قائم. أساساً قالها بصراحة: «خلال فترة زعامتي طيلة 8 سنوات، نفذنا جميع تعهداتنا، كلامياً وفعلياً، تجاه موضوع حماية إسرائيل. كذلك سنبقى على عهدنا بعد الآن بضمان حماية إسرائيل».
أساساً استطعنا فهم ذلك من خلال احتلال العراق، ومشروع الشرق الأوسط الكبير، والربيع العربي، والحرب في سوريا.

انتبهوا إلى الانتخابات في أميركا:
هل لاحظتم مسير مرحلة الانتخابات في أميركا؟ أعتقد أنه لم يمر على الولايات المتحدة الأميركية مرحلة انتخابية أسخف وأرذل من هذه المرحلة. أنا لا أتكلم عن سخافات دونالد ترامب. انظروا إلى الدول والشركات الضخمة التي تقف خلف كلينتون وتدعمها في حملتها. إن نظام الدولة الأميركي ككل مع الميكانيكية الرأسمالية كلها بإعلامها وأجهزة استخباراتها وشركاتها الأمنية وسياسييها وعالمها السينمائي والفني تدعم هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية.
كل ما يحصل الآن في أميركا هو لخدمة كلينتون. أحداث قتل الزنوج على أيدي الشرطة، وحادثة التحقيق بحق الوقف التابع لترامب. حتى هناك من يدعي أن فلاديمير بوتن هو المسئول عن إصابة كلينتون بالالتهاب الرئوي.
عندما تنظرون إلى الأحداث في أميركا والمعاملة التي يتعامل بها ترامب ، للوهلة الأولى ستظنون بأنه أحد الناشطين الثوريين الماركسيين، أو أنه الزعيم السري لمنظمة "كو كلوكس كلان "Ku Klux Klan (اختصارا تدعى أيضا  KKKهو اسم يطلق على عدد من المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة الأمريكية منها القديم ومنها من لا يزال يعمل حتى اليوم. تؤمن هذه المنظمات بالتفوق الأبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثوليكية، كراهية المثلية وأخيرا بالأهلانية. تعمد هذه المنظمات عموما لاستخدام العنف والإرهاب وممارسات تعذيبية كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة وغيرهم). بالطبع ليس كذلك. هو فقط شخص استطاع أن يكون مرشحاً معارضاً للنظام القائم عن طريق شخصيته الهزلية وثروته الكبيرة. والجانب الغريب في شخصيته أنه يؤيد التقارب مع روسيا. رغم ذلك، ما ينعكس على الإعلام هي الخصائص المبنية على أنه عنصري وعدو للإسلام. بالرغم من أن كلينتون، الرقم واحد لدى إسرائيل، هي العدو الأول للإسلام والمسلمين.
تسعى الدولة العميقة في أميركا جاهدةً إلى تأسيس "الدولة الكردية الدمية". وحولت هذا الملف إلى جزء من سياسة الدولة. وتقوم بكافة السبل بدعم كلينتون للنجاح في الانتخابات لتقوم بدورها بإنجاح هذا المشروع الذي يعتبر مشروعاً يصب في خدمة إسرائيل.
يعتبر الأمن الإسرائيلي ذو أهمية كبيرة لاستمرارية أميركا. لأن رصيد الرأسمالية الاستعمارية الغربية تأسس بتشارك رأس المال الإسرائيلي مع الأميركي مع البريطاني. عندما يقول الأميركي: "الشرق الأوسط"، افهموا أنه يقصد "إسرائيل".
كذلك الأمر بالنسبة لدعائم التوجهات العدائية في أوربا، والمرتكزة على الرأس المال الغربي، تتمثل بكلينتون والقوى التي تدعمها. وخصوصاً أن ولادة "الهجمات الإرهابية المرتبة" في 11 أيلول 2001 جاءت بعد سيطرة الزمرة المؤيدة لإسرائيل والتي تسمى بالمحافظين الجدد على نظام الحكم. وبعد ذلك وضعت المصالح الأميركية في المرتبة الثانية بعد المصالح الإسرائيلية. (انظروا إلى العراق وأفغانستان). لو لم يكن كذلك لما طار عميل الاستخبارات الأميركية الـCIA رئيس أوكرانيا بوروشينكو بطيارته إلى نيويورك للقاء المحافظة الجديدة هيلاري كلينتون.
دعونا نتذكر ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في 17 حزيران 2016 عندما تكلم أمام الصحفيين الأجانب في المنتدى الاقتصادي الدولي في مدينة بطرسبرغ:
«في الحقيقة لا يوجد خطر يدعى الخطر الإيراني. ولكن يقوم حلف الناتو بنشر أنظمة المضادات الصاروخية في أوربا. حججهم غير منطقية. كنا نحن على حق عندما كنا نقول أنهم لا يتكلمون معنا بوضوح. كانوا يدرجون التهديد الإيراني بهدف إضفاء الشرعية لهذه الأنظمة. كذبوا علينا مرة ثانية. الآن هذه الأنظمة تعمل وقاذفاتها مركبة على المنصات. كما تعلمون أنتم الصحفيون أن الرؤوس المتفجرة التي تستخدم في النظام الصاروخي طويل المدى التوماهوك، يتم استخدامها في هذا النظام ضمن كبسولات مركزة فيه. نحن نعلم أنه تطورت التكنولوجيا كثيراً. بطبيعة الحال نعرف أيضاً متى ستقوم أميركا بتطوير الأنظمة الصاروخية القادمة. هذه الصواريخ سيكون مداها 1000 كيلومتر، وأكثر. واعتباراً من تلك اللحظة ستقع المصادر النووية الروسية تحت تهديد هذه الصواريخ. نحن نعرف ماذا سيحصل مع الزمن. وهم أيضاً يعرفون أننا نعرف. فهم يقصون الروايات عليكم. وأنتم بدوركم تصدقونهم وتذهبون إلى شعبكم وتنشرون لهم هذه الروايات. ولذلك شعوبكم لا ترى الخطر القادم الذي يلوح بهم. وهذا ما يشعرني بالقلق. كيف لهم لا يدركون بأن العالم ينجر إلى نقطة لا رجعة عنها. أما هم، فيتصرفون بطريقة وكأنه لا يحدث شيء. لا أعرف كيف يمكن أن أشرح لكم غير ذلك».
الرجل يقولها بكل صراحة: "الحرب العالمية الثالثة على الأبواب".

هل هدف إسرائيل هو سوريا؟
 
الصين هي العدو الأول لأميركا. أميركا تشعر بكره كبير تجاه الصين التي أنزلت الرئيس أوباما من الباب الخلفي للطائرة واستقبلته بدون أن تفرش له السجاد الأحمر. ولكن قوتهم لا تكفي لمواجهتها. أساساً حتى روسيا أيضاً لا تكفي قوتهم عليها، ولذلك حاولوا ضربها عن طريق أوربا. ولكنهم يتبعون خطط مختلفة في سوريا باعتبار أن التأثير الروسي قوي في سوريا. منذ البداية تتبع أميركا "تكتيك الإلهاء" في سوريا عن طريق إبقاء إسرائيل خلف الكواليس. لأن العدو الأكبر للنظام السوري هو إسرائيل. مازالت مرتفعات الجولان محتلة من قبل إسرائيل. لذلك عندما تأخذ أميركا من سوريا هدفاً، توفر في ذلك حماية المصالح الإسرائيلية. كما أنه إقامة ممر كردي في شمال سوريا سيصب في مصلحة إسرائيل. كذلك سيكون الأمر عند إسقاط الأسد وتعيين نظام بديل مسير من قبل الغرب. وهذا هو السبب الرئيسي الذي يقبع خلف حادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية. تم ذلك بتعليمات من فتح الله كولن التابع لأميركا وإسرائيل. وأنا على ثقة أنه قريباً ستنكشف علاقتهم مع حزب العمال الكردستاني عن طريق أحداث ملموسة.
كلما حاولت تركيا إصلاح علاقاتها مع روسيا، فجأةً تتحول إلى الهدف المباشر للغرب. فجاءت محاولة الانقلاب بهذا الصدد. والآن الغرب لا يريد أن تقوم أنقرة بالتنسيق، ولو جزئياً، أو حتى خطابياً مع روسيا وإيران وسوريا. أغضبت عملية تركيا في جرابلس إسرائيل. لذلك بدأ الدواعش أبناء كلينتون وإسرائيل بضرب الجيش التركي. كذلك عملائهم هم من يقومون بخرق الهدنة في حلب مراراً وتكراراً.
وفي هذه الأثناء تدور أحداث غريبة في مرتفعات الجولان. منذ عدة أيام قامت الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة استطلاع بدون طيار إسرائيلية. ويا للصدفة أن الحادثة وقعت بتاريخ 13 أيلول في اليوم الذي دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. بحسب خبر نشر في موقع "ديبكا فايلس" المقرب من الإسرائيليين أنه تم إطلاق 8 قذائف هاون من القنيطرة باتجاه الأراضي المحتلة. وقامت إسرائيل بالرد على منطقة إطلاق القذائف. وخلال هذه الأحداث قامت سوريا بإسقاط الطائرات. وبحسب وكالة سانا أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية للجيش السوري بهدف تأمين الدعم اللوجستي لجبهة النصرة التي شنت هجوماً على مزارع الأمل في ريف القنيطرة. انظروا إلى إسرائيل التي تضرب الجيش السوري لتحمي إرهابيي النصرة.
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 4 حزيران من هذا العام أن  نظيره الأميركي جون كيري طلب منه عدم ضرب حليفهم في سوريا تنظيم القاعدة. حيث أنه لم يكذب الخبر من قبل الأميركيين.
هناك حسابات خاصة لإسرائيل في أحداث سوريا. ومن هذه الحسابات مواضيع الأمن والطاقة وقبرص والممر الكردي والدولة الكردية في الشمال السوري على غرار الشمال العراقي.
صرحوا سابقاً في عام 2013 أنهم سيدخلون سوريا في حال سقط الأسد. وهناك إدعاءات تفيد بأنهم قدموا لتركيا العام الماضي عرضاً لعملية مشتركة لدخول الأراضي السورية سويةً. لذلك يعتبر بقاء الأسد، بل زيادة قوته، بمثابة كابوساً بالنسبة لإسرائيل في حين كانوا ينتظرون سقوطه. فالتصعيد الإسرائيلي في غزة والأراضي السورية ليس مبشراً أبداً.

هل تعتقدون بأن إسرائيل وأميركا تحضران لعبة لتركيا؟
لا أعلم إن كان هذا الموضوع موجود ضمن الملف الذي قدمه رئيس الأركان الروسي فاليري كراسيموف لأنقرة في زيارته لها.
سأختم المقال بتصريحات المحللة، إيرانية الأصل أنيسة مهدي، في مركز الدراسات الاستراتيجي والأمني الأميركي ستراتفور، والتي ذكر اسمها ضمن ملف المحاولة الانقلابية في 15 تموز في تركيا وفي ملف "الـCIA الظل". تقول مهدي في تصريح لمجلة بوكسر: «بدايةً يجب أن نسأل السؤال التالي: من المستفيد من العنف والفوضى التي نراها باستمرار في تركيا وأوربا وأميركا؟ الهجمات  المسلحة، العمليات الانتحارية وزرع المتفجرات في المطارات... أنا حزينة من أجل الذين سقطوا جراء الهجمات الإرهابية في بلدكم. ما لفت انتباهي أنه شخص واحد بسلاح AR-15 يستطيع أن يقتل في أورلاندو أكثر مما يقتل ثلاث انتحاريون مدججون بالمتفجرات. أليس غريباً بعض الشيء؟ من المستفيد؟ بالنسبة لي المستفيد من هذه الفوضى هي إسرائيل. لاحظتم أن إسرائيل لم تعد تظهر في الأخبار؟ ولكن يستمر الضغط على الفلسطينيين للسيطرة على أراضيهم. ويستمر إنشاء المستوطنات الإسرائيلية بكثافة، حيث لا نسمع بها لأن أخبار العنف والإرهاب توجه انتباهنا إلى أماكن أخرى. لا أعلم إن كان يحضر ألاعيب على تركيا ولكنها تحدث أشياء غريبة غير مطمئنة».

*(  موقع: أوضا تي في)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...