«درع الفرات» تتمدد غرباً نحو مارع.. و«تبادل آراء» بين أردوغان وبوتين

27-08-2016

«درع الفرات» تتمدد غرباً نحو مارع.. و«تبادل آراء» بين أردوغان وبوتين

في ثالث ايام عملية غزو «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا داخل الاراضي السورية، الأربعاء الماضي، أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن بلاده لن تنجر إلى المؤامرات، داعياً من أسماهم بـ «القوى التي تقف خلف المنظمات الارهابية» لأن تعيد حساباتها، في حين أوضح قائد في «المعارضة» المسلحة المدعومة تركياً أن القوات المنضوية تحت لواء «الجيش الحر» ستتحرك غرباً بعدما طردت تنظيم «داعش» من جرابلس في سوريا.عناصر من "الجيش الحر" أثناء توجههم نحو مدينة جرابلس شمال سوريا (رويترز)
اردوغان الذي أطلع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، على مجريات العملية العسكرية المستمرة في سوريا، أكد خلال حفل افتتاح جسر «السلطان سليم» على مضيق البوسفور في اسطنبول، أن «درع الفرات» أثبتت لداعمي «داعش» و «وحدات الحماية» الكردية في سوريا وجماعة الداعية فتح الله غولن أن «تركيا لم تتراجع في مكافحة الإرهاب، وعندما انطلقت العملية في جرابلس السورية بدأوا بالبحث عن ألاعيب جديدة كانت آخرها الاعتداء الإرهابي على موكب رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشيدار أوغلو» أمس الأول.
وكان الرئيس التركي أطلع نظيره الروسي خلال اتصال هاتفي على سير العملية العسكرية التي يشنّها الجيش التركي في شمال سوريا، مشدداً على أهمية محاربة «داعش» وتنظيمات إرهابية أخرى بشكل مشترك.
واتفق الرئيسان أيضاً على تسريع جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في مدينة حلب، كما تبادلا الآراء بـ «صورة وافية» حول الوضع في سوريا.
وذكر الكرملين في بيان أن الرئيسين أشارا إلى أهمية بذل جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب، واتفقا على مواصلة التواصل في ما بينهما حول الأجندة الثنائية والدولية.
إلى ذلك، نفى رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم المزاعم التي وردت في مقال نشرته اسبوعية «دير شبيغل» الالمانية، والذي يشير إلى أن انقرة تركز في عملية غزو «درع الفرات» على قتال الاكراد، مؤكداً أن بلاده بدأت حرباً شاملة على الإرهاب، و «لا يمكن لأي منظمة إرهابية أن تأسر الجمهورية التركية».
وفي تعليقه على المقال الذي حمل عنوان «العملية التركية في سوريا: تنظيم الدولة الاسلامية ذريعة، الاكراد هم الهدف»، قال يلديريم: «إما أنهم لا يعلمون شيئا عن العالم وإما أن عملهم يقضي بنقل اكاذيب».
وتابع يلديريم: «منذ البداية كنا ندافع عن وحدة أراضي تركيا. نحن أيضا ندافع عن وحدة أراضي سوريا. إن هدف هذه التنظيمات الإرهابية هو تأسيس دولة لهم في هذه الدول. لن ينجحوا في ذلك أبدا».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلغاري بويكو بوريسوف: «نحن نجتث داعش وغيره من العناصر الإرهابية في شمال سوريا حتى لا يضطر السكان هناك لمغادرة منازلهم، لكن يجب التعامل مع القضية بشكل شامل على مستوى الاتحاد الأوروبي، نحتاج لحلول سريعة».
ميدانياً، استمرت انقرة بإرسال التعزيزات لدعم عملية غزو «درع الفرات»، حيث وصل إلى قضاء قرقميش التركي المتاخم لمدينة جرابلس المزيد من الدبابات والوحدات المدرعة وآليات أخرى.
وفي هذا الإطار، أوضح قائد جماعة «السلطان مراد» (تابعة لـ «الجيش الحر») العقيد أحمد عثمان، ان قوات «المعارضة» السورية التي استولت على جرابلس من قبضة «داعش» تهدف إلى التحرك غربا في المرحلة المقبلة من عمليتها المدعومة تركياً، موضحاً أن التقدم قد يستغرق أسابيع أو أشهرا عدة لإنجازه.
وقال إن مقاتلي «المعارضة» لا يرغبون في قتال القوات الكردية التي تقدمت في شمال سوريا في إطار عملية منفصلة ضد «داعش»، لكنهم سيفعلون ذلك إذا اقتضت الضرورة.
وأوضح عثمان أن الأولوية الآن للتقدم لنحو 70 كيلومترا باتجاه الغرب إلى بلدة مارع، التي يخوض فيها مقاتلو «المعارضة» قتالا منذ فترة طويلة مع «داعش».
وأضاف أنهم يرغبون في تطهير المنطقة قبل التوجه جنوباً، موضحاً أن الإخفاق في ذلك الهدف سيعرض مقاتلي «المعارضة» لخطر هجوم مضاد من «داعش»، لافتاً إلى أن الأولوية هي التحرك من جرابلس إلى قرية الراعي وصولا إلى مارع.
وأشار عثمان إلى أن هناك عشرات القرى بين جرابلس ومارع يتعين استعادتها من «داعش»، موضحاً أن تحرير هذه القرى يتطلب أسابيع وربما أشهرا عدة بحسب طبيعة المعركة.
ولفت قائد جماعة «السلطان مراد» إلى أن الأمر قد يتطلب أيضاً زيادة أعداد مقاتلي «المعارضة» عن المستوى الحالي الذي يتراوح بين 1200 و1500 لتنفيذ بعض العمليات، لافتاً إلى أن تركيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» تحرصان على تقديم الدعم الجوي لعملية غزو «درع الفرات».

 

«السفير»، «الأناضول»، «روسيا اليوم»، أ ف ب، رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...